بعدما فاجأنا الكاتب الشاب والصحفي بـ”اليوم السابع” محمد صلاح العزب بعد أيام لا تتعد أصابع اليد الواحدة من بدء رمضان، بـ”بوست” له على صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك”، يقول فيه إن مسلسل “طاقة نور” مسروق بشكل احترافي من سيناريو له اسمه : الدرويش، وكتب تفاصيل عن العمل ووضع ملخصه وتسابق العديد من أصدقاء الصفحة من الكتاب تأكيد أن تلك الواقعة لم تكن الأولى لنفس المؤلف، أتت المفاجأة الثانية بعدما شارك كاتب شاب أخر وأحد أصدقاء الزميلة الصحفية نسمة سمير والكاتبة والمصورة فيبي أنور بـ”بوست” أخر يقول فيه إن مسلسل “رمضان كريم” شاركتا فيه الكاتبتان بمجهود كبير في ورشة عمل ثم تخلى عنهم السيناريست أحمد عبد الله، ليفاجأ بعد ذلك أن العمل نفذ وعرض دون أن يعطيهم حقوقهم المادية والأدبية.
الحق يقال كثير من الناس تفاعلوا مع البوست بالدهشة والتسأول ولكنني كنت أعلم منذ فترة أن السيناريست أحمد عبد الله أقام ورشة عمل شارك فيها كلا من فيبي ونسمة وهشام أوسكار أعدا فيها المعالجة وكتبا عشرة حلقات كاملة، ثم بدأ بعد ذلك في المماطلة، وبعد مدة أخبرهم أن العمل لن ينفذ، وقد رأيت بعيني رسائلهم أثناء العمل وبعد الانقطاع والمطالبة بحقهم.
لم تكن تلك الواقعة هي الأولى كما قال المخرج سامح عبد العزيز في معرض تعليق له مدافعا عن السيناريست وقال نصا أن السيناريست تعرض لمضايقات عدة من كثير من الكتاب الشباب الذين لم يصدقوا أنهم جلسا مع السيناريست الكبير منذ فيلم عبود على الحدود، ثم هاجم بشكل غير مبرر الكاتبتان متهما أياهن بأنهن يريدن عمل ضجة للشهرة على حساب “الأستاذ”، وفي الحقيقة هذا قول يثير الشك في أن روايتهن صحيحة وليس مجرد إدعاء فهل يعقل أن كل عمل لنفس الكاتب منذ “عبود على الحدود” يظهر مدعين يقولون أنه سرق مجهودهم كل هؤلاء كاذبون وعلى مر كل تلك السنين.
لا أحد يشكك بالطبع أن الكاتب أحمد عبدالله كاتب كبير وله قلم مميز وأعمال كبيرة وشهيرة، ولكن هل من حق الكاتب عندما يستعين بكتاب شباب في أعماله أن يهمل ذكرهم وإعطاءهم الحق الأدبي على الأقل.
نسمة وفيبي قالا من قبل أنهن استعوضن الله في العمل والتعب ولن يثيرا مشاكل لعلمهم المسبق أنها لم تكن الواقعة الأولى التي يتعرض لها كاتب في سرقة عمله ولجوءه للإعلان عن ذلك، ومن ثم لجوءه للقضاء وغالبا معظمهم لم ينل “حق ولا باطل”.
كثير من الشباب يطمح في أن تصل كلمته للجمهور فكيف بهم لا يهرولون خلف هذا السيناريست أو ذاك لإيصال عملهم، وكيف لا يطرقون أبواب المنتجين والممثلين وأي باب ممكن يتاح لهم أن يلجوا من خلاله، ولكن للأسف خلف تلك الأبواب هناك الكثير من صائدوا الأحلام.
واقعة مسلسل “رمضان كريم” لم تكن الأولى ولن تكون الأخيره طالما الكتاب الكبار يضمنون النتيجة، وطالما حبال المحاكم طويلة والقانون غير مجدي في تلك الظروف، وبالتالي يجب أن يكون هناك حل أخر غير الحل القضائي، أو بمعنى أدق، حل يسير جنب إلى جنب مع الحل القضائي، عندما يثير أحدهم أن عملا ما من تأليفه أو شارك في ورشة عمل له ويظهرا الأوراق الثبوتية، سواء كان اتفاق مكتوب أو رسائل متبادلة أو مسودات العمل كما في حالة مسلسل “رمضان كريم”، يتبنى القضية عدد من الصحفيين نشر تحقيقات عنه، أو نشره على مواقع التواصل حتى تصل لأكبر عدد ممكن، حتى يفكر الكتاب والمنتجين ألف مره قبل أن يستحلا مجهود الشباب الطموح.
في النهاية أقول البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، هناك طرف يقول أن مجهوده سرق ولديه الأوراق والأدلة وأنا رأيتها بنفسي ومنذ فترة وأشهد الله أن هذا حدث من قبل عرض المسلسل بكثير، وهناك طرف ينكر وهو المخرج رغم أنه لم يكن طرف من البداية ولم يشهد ورشة العمل وحتى الآن لم يظهر الكاتب الكبير أحمد عبد الله، ولم يدلي بأي تصريح فهل سيتدارك الخطأ ويرفع اسمي فيبي ونسمة على التترات كما فعلت الكاتبة المحترمة مريم ناعوم منذ عدة أيام عندما اكتشفت أن التترات ليس بها اسم الكاتب الشاب الذي شاركها المعالجة في ورشة العمل وأصرت على كتابة اسمه رغم مرور عدة أيام من رمضان.