رباب طلعت
كثيرًا ما تتناول الدراما العلاقات الأسرية، الحب، الزواج، وحتى الكراهية، الغدر والعداوة، إلا أنها دائمًا لا تخلو من “الصداقة”، في جميع القصص يظهر الصديق بأوجهه المتعددة، سواء الوفاء أو عكسه، لكن في الدراما الشبابية الكوميدية “الحب.. الحب”، تناول صناعه تلك العلاقة بشكل مختلف، بزاوية “المواقف”، اليومية، للصديق الطرف الدائم فيها، والتي يستعرضها “إعلام دوت أورج”.
(1)
في رحلة البحث عن الطرف الثاني للزواج، دائمًا ما يكون للصديق يدًا في الموضوع، سواءً بالمساعدة عن طريق معارفه، أو بوضع الخطط، لاصطياد زوج أو زوجة المستقبل، وهو ما فعله عماد المحتسب، صديق “جمال” بطل العمل الذي يؤدي دوره رجائي قواس، أو فانيتا الزعبي، صديقة “ياسمينا”، بطلة العمل التي تؤدي دورها الفنانة ميساء عبد الهادي، في الحلقتين الأولى والرابعة في المسلسل.
(2)
الصديق هو أيضًا المستمع الأساسي، لكافة تفاصيل علاقاتك التي من الممكن أن يضيق بها البعض للاستهانة بها، فهو الملجأ الوحيد للاستماع لكل تفاصيلك “التافهة”، وهو من سيناقشك فيها بجدية، ويدفعك للجنون فيها أحيانًا وسيكون شريكًا في كل المواقف “السخيفة التي من الممكن أن تقدم عليها، كما فعلت صديقة “ياسمينا”، في الحلقات السادسة، والثانية عشر مثلًا.
(3)
في الأوقات الصعبة، خاصة بعد فشل علاقة عاطفية، وانتهاء قصة حب بشكل جارح، أو قاسٍ، يكون الصديق المقرب هو الملجأ، والسند، الذي تستند عليه لتستعيد قواك، وتبدأ الحياة من جديد، وهو ما فعلته صديقة “ياسمينا”، في الحلقة الثانية من المسلسل.
(4)
في حالة أنك إنسان انطوائي، وليس لديك خبرات في الحياة، ستجد أن صديقك، هو مرآتك، هو الحريص على مصلحتك، والمراقب بصمت، لكل ما يحيط بك، ليكن هو أول من يحذرك من الخطر، عند استشعاره، ويبدأ في نصحك، لتجنبه، والخلاص منه، كما فعل “يزن”، صديق “جمال” في الحلقة الخامسة.
(5)
ليس دور الصديق دائمًا إيجابي، أو ملائكي، في المواقف اليومية، فالصديق هو من يستطيع استغلالك، في اصطياد “الفتيات”، مثلًا، ودفعك للاستمرار في علاقة، حتى لو مؤقتًا لمجرد أن يصاحب إحدى صديقات العروسة المنشودة، الذي أعجب بهن، كما يفعل “يزن” صديق “جمال” دائمًا، مثل حلقة “العروسة المادية”.
(6)
للصديق أيضًا مواقف كوميدية، لا تخلو الحياة منها، توقعه فيها طباعه، والتي استعرض “الحب.. الحب”، العديد منها في كل حلقة من حلقاته، فمثلًا “أحمد”، عدي خليفة، الذي يعمل عند “ياسمينا” في المحل، وهو قريب صديقتها المقربة، ما يجعله يرتقي تدريجيًا بالرغم من “جنانه”، إلى مرتبة الصديق، لكنه من ذلك النوع الذي يغرق أصدقائه في البحر، بتعامله الخاطئ مثلًا، مع بطل الحلقة الثامنة، زبون المحل اليومي، ما دفع “ياسمينا” بالتعامل معه بنفسها، ومن ثم اكتشاف شخصيته التي لا تصلح لأن تؤهله لأن يكون زوجًا لها، وكذلك تعليقه على كل شيء، وإتقانه لأساليب تخريب كل خططتها، كما فعل في الحلقة الثانية عشر.
(7)
جدة “ياسمينا”، نوع خاص من الأصدقاء، فبالرغم من فرق السن بينهما، إلا أن العلاقة التي تجمعهما، أعطت لـ”ياسمينا” دعمًا يفقده “جمال”، في أسرته، فهي الجدة المتفهمة، التي تحتضن حفيدتها، وتعطيها النصائح، وتخفف عنها حالات الإحباط، بمحبة الصديقة والأم، وهي علاقة الصداقة الأكثر عاطفية في “الحب.. الحب”.