سما جابر
ربما لن يفوتك الكثير إذا قررت ألا تتابع أعمال معينة تظهر فيها الفنانة القديرة رجاء الجداوي، لكن إن قادتك الظروف أو قررت أن تشاهد عملًا من الأعمال الكثيرة التي تظهر فيها فأنت أمام حالة طريفة ومبهجة وطاقة إيجابية واضحة تضعك فيها الفنانة الكبيرة، أيًا كان “موودك” أو حالتك النفسية وقتها.
بنت ذوات
نجحت “الجداوي” بأناقتها ولباقتها في أداء الأدوار “بنت الذوات”، فهي “دلوعة”، تتمتع بـ”الدلع الرباني” وخفة الظل، واستطاعت جذب الجمهور إليها في كل ما تقدمه، فمنذ ظهورها في فيلم “دعاء الكروان” عام 1959 لأول مرة، رافقها الدلع الذي لا زال موجودًا في كل تحركاتها وكلامها وهي على مشارف عامها الـ80.
ما يقارب من 300 عملًا فنيًا على مدار مشوارها الفني الذي يمتد إلى 60 عامًا، استحقت “الجداوي” في كل عمل أن تفوز بالألقاب التي تتمنى أن تتمتع بها أي فتاة أو امرأة في عيون مشاهديها، فاسمها يمكن اعتباره المرادف لكل من ألقاب “فيديت” و”ليدي”، حيث نافست كل من هم في عمرها وأصغر منها أيضًا واستطاعت خطف الكاميرا منهن في بعض الأعمال بشياكة.
الأعمال واحدة.. والبهجة واحدة
قد تكون أدوارها متشابهة، بملابس واستايل واحد، وطريقة تمثيل واحدة، وحالة بهجة واحدة أيضًا، ورغم ذلك لا يمكن أن تصيبك حالة الملل وأنت تشاهدها، فهي سيدة “مضادة للاكتئاب والملل”، نبرة صوتها الرقيقة قادرة على بث روح التفاؤل في أي عمل تشارك به، حتى وإن كانت تقدم أدوارًا شريرة، فهي يغلبها البهجة في كل الأحوال ولا تستطيع أن تكرهها، فيمكن أن تغضب من تسلطها وتحكمها في مسلسل “جراند أوتيل”، لكن لا يمكن أن تكره شرها الكوميدي في مسلسل “شربات لوز”، ولا تستطيع أن تقف أمام أوامر الحما “رقية” في مسلسل “تامر وشوقية” إلا وأنت “ميت من الضحك”.
الأنثى والحكيمة
من ضمن عدة أعمال كثيرة ومتتالية، دائمًا ما يستوقفك دور لها تتميز فيه وتتألق وتؤديه بأناقة تشبه ملابسها واكسسواراتها، فكان دور “منيرة” الذي قدمته هذا العام من خلال مسلسل “ريّح المدام” خير دليل على ذلك، فالجمهور اجتمع على أن قصة الحب التي جمعت بين “بهجت” الذي يجسد دوره الفنان أكرم حسني، و”منيرة” التي تجسدها رجاء، هي أبرز وأطرف ما في العمل، فرغم فارق السن بينهما إلا أن التناغم والصدق والرومانسية، المصحوبة بالكوميديا في علاقتهما كانت أحد أسباب انجذاب الجمهور للعمل منذ عرضه، حيث وجد بهجت في منيرة “الليدي”التي يتمناها، ووجد الجمهور قصة حب رومانسية كوميدية يتمنى أن تكون سائدة بين أي اثنين “حبّيبة”.
أما المسلسل الآخر التي تشارك فيه في دراما رمضان 2017، وهو “حلاوة الدنيا” مع الفنانة هند صبري، فبالرغم من أدائها لدور الجدة إلا أن “الأنوثة” والطفولة أحيانًا التي تتمتع بها تظهر بشكل لافت في أثناء إجتماعها مع أصدقاء حفيدتها المريضة بالسرطان، وأيضًا مع “عم نعيم” الذي ربما تعلق بها عاطفيًا خلال الأحداث، وفي الوقت ذاته ظهرت السيدة الناضجة والناصحة لمن حولها والتي تتميز بالأفكار والآراء الحكيمة، والتي لم تتأثر مطلقًا بشخصية “المزة” الأنيقة ذات الروح الشابة التي يراها الجمهور تتنافس مع ابنتها (أنوشكا) وحفيدتها (هند صبري)، كما انها مصدر الطاقة الإيجابية الأقوى في العمل.
البهجة بالصوت فقط
حتى صوتها وحده علم القائمون في مجال الإعلانات أنه قادر على جذب الملايين لمشاهدة المنتجات التي تشارك في الإعلان لها، والتي كان آخرها الأداء الصوتي لحملة إعلانات فريش، التي لاقت انتقادات عدة منذ عرضها في رمضان، لكن يظل صوت رجاء الجداوي المميز والشاب، هو الحدث الأفضل والمميز في الحملة الإعلانية.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم الاستعانة بصوت “الجداوي”، فمع ظهور قناة cbc سفرة، كانت رجاء هي الصوت المميز لإعلاناتها، الصوت المعبر عن الأسرة.
https://www.youtube.com/watch?v=4POPmkMzWgk
ضد الحزن
الحزن لم يستطع الفوز على “بهجة” رجاء الجداوي، فلم تتشبث بأحزانها بعد وفاة زوجها حارس مرمى النادي الإسماعيلي حسن مختار، لكنها استعادت بهجتها وواصلت إبهاجنا سريعًا، فعادت لتقديم أعمالها الدرامية والسينمائية، كما شاركت الإعلامي عمرو أديب في تقديم برنامجه “كل يوم” عبر شاشة ON E.
صاحبة اللمسات الخاصة
بما أن البعض يعتبرها الفنانة الأشيك في مصر والتي لا يتدخل أحد في اختيار ملابسها، فكان من الطبيعي أن تتخذها زميلاتها وصديقاتها دليلًا ومساعدًا في الاستايل الخاص بهن، ففي بعض الحوارات الصحفية قالت “الجداوي” إن كل من الفنانة ميرفت أمين والفنانة دلال عبد العزيز، الصديقات المقربات لها، أنهن يأخذن رأيها في ملابسهن في بعض المناسبات الحزينة أو السعيدة، لتضفي هي لمستها الأنيقة المناسبة لكل حدث.
وتظل دائمًا رجاء الجداوي سواء ظهرت جدة في “حلاوة الدنيا” و”بنات العم” أو ظهرت كمصابة بـ”ألزهايمر” في مسلسل “خاص جدًا”، أو كانت السيدة التي ينجذب إليها جميع الرجال في “ريّح المدام”، أو المرأة المزواجة في “عائلة الحاج متولي” أو الحما المتحكمة في حياة أبنائها مثلما ظهرت في “تامر وشوقية” و”جراند أوتيل”، ستظل الأنثى الحنونة، والأم الحكيمة، التي نجحت في منافسة الفتيات الجدد في الحضور والكوميديا والدلع أيضًا.