محمد عبد الرحمن
هل يعاني المجتمع المصري من أزمة تحديد الأولويات؟ الإجابة بدون الحاجة لثانية تفكير واحدة هي نعم ..والغريب أن هذه الأزمة يشارك فيها حتى من يرفضون هذا الخلل الواضح في تحديد قائمة أولويات مجتمع يحارب الإرهاب والإهمال والإنكماش الإقتصادي وانعدام الكفاءة في آن، فلو أن أصحاب القرار في معظم برامج التوك شو عرفوا أن الرافضين لما يقدمونه على الشاشة سيعزفون عن المشاهدة ربما لترددوا سواء في اختيار القضية أو في طريقة تناولها، لكن الموافق والرافض، الكل يشاهد سواء من باب الإعجاب أو ابداء الرفض، ومن لا يشاهد يجد ألف يد تدفعه للمتابعة، كل يد من الألف تدخل فورا على مواقع التواصل الإجتماعي، وتسب وتعلن أو تسخر وتضحك على ما تعرضه هذه القناة أو تلك، فيجد المواطن المصري نفسه مضطرا لمعرفة ماذا يجري، تماما كما حدث أول من أمس عند استضافة برنامج “العاشرة مساء” للراقصة الأرمينية صوفينار أو صافيناز حسب اسمها المصري الذي تداوله الناس بالخطأ بعد ظهورها في فيلم القشاش، بداية القصة أن صافيناز فجأة استدعتها النيابة مرة أخرى بعد 9 شهور من تقديم بلاغ ضدها بتهمة إهانة العلم المصري، وقت هذه الأزمة ترددت أخبار عن نية الحكومة ترحيلها من مصر فاضطرت لإعلان زواجها من مصري لضمان الحصول على إقامة، وبعدما نسى الجميع كل شئ وبدون سابق إنذار ولأن هناك – على ما يبدو- يد كبرى تمسك بريموت كونترول يحرك بعض القضايا في أوقات لا تفسير منطقي لها، مثلت صافيناز أمام النيابة من جديد، وخرجت بكفالة 20 ألف جنيه لحين انتهاء التحقيقات وتحويل القضية للنيابة، صافيناز التي لاتزال تتمتع بتلقائية في كل ردودها، قالت أنها لم تقصد إهانة العلم بل قلدت المصريات اللاتي رقصن بالعلم أمام لجان الإستفتاء على الدستور –يناير 2014- كما أن هناك راقصات وفنانات لبسن العلم أو ارتدين ملابس تحمل ألوانه، وأنها كانت تعبر عن حبها لمصر ولو أخطأت فهي تطلب السماح، والأسئلة مطروحة هنا على مستويين، الأول من المفترض أن يعتبر ارتداء العلم والرقص به إهانة، وهل سيقوم نفس المحامي الذي قدم البلاغ ضد صافيناز بتقديم بلاغ مماثل ضد كل مدرسة ترفع علما “غير نظيف”، ولماذا لا يخول للنيابة العامة تحريك البلاغات لضمان نزاهة النوايا على أساس أن صافيناز مصممة أن الأمر كله مفتعل بسبب خلافاتها مع الفندق الذي كانت متعاقدة معه من قبل، المستوى الثاني، هل نحن في هذه المرحلة بحاجة لفتح برامج الهواء لقضايا ليست بهذه الأولوية القصوى، هل المطلوب أن تتابع البرامج إمام حوادث الإرهاب أو صراعات الفنادق مع الراقصات والحجة “إهانة العلم” ، ناهيك عن أن الحوار تطرق بالطبع لاتهامات غير أخلاقية لبعض الأطراف، ووصل إلى مرحلة مدى معلومات الراقصة عن داعش وجهاد النكاح، يحدث كل هذا بينما تشهد محافظات مصر بطولات رياضية ونشاطات إقتصادية لا تجد من يسلط عليها “لمبة سهاري واحدة” بينما الأضواء تذهب في اتجاه أخر تماما، اتجاه لن يؤدي أبدا لأن “يحيا العلم” .
نقلا عن جريدة المقال
اقرأ أيضاً:
فؤاد حداد حي يرزق على مسئولية “فيتو”
رامي رضوان يودع فريق “صباح ON” عبر فيسبوك
ريهام سعيد: الخيانة الزوجية بقت “ببجاحة”
الجندي يقلد دينا في “نسمات الروح”
بكري: إقالة وزير الداخلية لا يعني ارتكابه جريمة في حق البلد
القرموطي يحلف اليمين بـ”البدلة الرسمية”
7 معلومات عن النسخة الأولى من برنامج “البيت بيتك”
تكريم شريهان أبو الحسن ورولا خرسا في اليوم العالمي للمرأة
حُمى “صليل الصوارم” تصل للاعبي الأهلي
5 معلومات عن مُنشد صليل الصوارم
تامر أمين لـ”السيسي”: الحكومة عاوزة قلمين على وشها
أنس الفقي مازحًا: عايز أشوف محمود سعد في “البيت بيتك”
غادة عادل عن “مصر قريبة”: عملت المطلوب مني
“عيسىي” لـ”محلب”: بتفهم في المواسير والمجاري