(1)
مسلسل 30 يوم مليء بالغموض والتشويق، بالإضافة إلى الأداء المبهر لباسل خياط، لكن يغيب عنه بعض البديهيات التي كان من الممكن أن تنهي أحداث المسلسل في حلقاته الأولى.
كل معاناة طارق حلمي (آسر ياسين) كان من الممكن أن تنتهي بعد الحلقة الثانية، لو قرر أن يأخذ أسرته ويسافر إلى مكان أخر حتى نهاية شهر نوفمبر. وتوفيق المصري (باسل خياط) كان من الممكن أن يفشل سريعًا ويتم القبض عليه لو تم وضع هاتف طارق حلمي تحت المراقبة لتحديد المكان الذي تصدر منه مكالمات التهديد.
كما أن أخوة طارق ماكانوا ليقعوا في فخ التعرف إلى توفيق، لو قام طارق بإخبارهم أن خصمهم اسمه توفيق المصري وله اسم أخر ذكره له هو سامح، لكن حتى الأن لم يتضح سبب تحفظ طارق في إطلاع أسرته على تفاصيل صراعه مع توفيق، بالرغم من قيامه بإخبار باقي المحيطين به.
اللافت في مكالمات التهديد أن صوت توفيق/سامح المصري يرن في المكان شبه الخالي، أي أن المحيطين به يستطيعوا أن يستمعوا إلى حديثه مع طارق حلمي المتضمن التهديدات والوعيد، لكن يبدو أن ذلك لا يثير فضولهم بقدر ما يثيره قيامه بالعزف دون مقابل أو قيامه بالجلوس وحيدًا لقراءة دفتر مذكرات طارق.
(2)
يقوم وائل الإبراشي خلال حلقات برنامجه “العاشرة مساءً” بعرض مشاهد من مسلسلات معروضة على قنوات أخرى لم تحصل قناة دريم على حق عرضها، ثم يقوم بمناقشة القضايا التي تتحدث عنها تلك المسلسلات.
يهتم الإبراشي بأى تلميح يصدر في أى مسلسل، هل يهين إعلان ما أصحاب إحدى المهن؟ هل يسيء مشهد في مسلسل إلى شخصيات معينة؟ وماهي الإجراءات التي من الممكن أن يتخذها المنتمين لأى فئة تتحدث عنها الأعمال؟
ربما يجدر بالإبراشي في نهاية شهر رمضان أن يخصص حلقة لمناقشة إنتهاكات حقوق البث وعرض المسلسلات دون حق، ليستضيف كل الخبراء المعنيين ليحدثوه عن كيفية حماية حقوق البث والإجراءات الواجب إتخاذها ضد القنوات التي تقوم بعرض المسلسلات دون إذن شركات الإنتاج أو القنوات الحاصلة على حقوق العرض.
(3)
من أغرب الظواهر في رمضان هذا العام، هي نوعية الإشادات التي يتلقاها أحمد مجدي عن دوره في مسلسل “لا تطفيء الشمس”. وصلات غزل لا تتوقف على مواقع التواصل الإجتماعي، أكثرها يدور حول ذقن مجدي وليس تمثيله، وتلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها إختصار أحمد مجدي في “ذقنه”، وهي حالة فريدة لا أتذكر أنني قرأت عن حالة مشابهة لها لأى ممثل حول العالم، الأمر وصل إلى قيام بعض المواقع بكتابة مقالات عن “حلاوة دقن أحمد مجدي”.
أحمد مجدي ممثل موهوب، وبإمكانه أن يقدم أى دور وهو أصلع حليق الذقن لو تطلب الدور ذلك، بل أنه قدم واحد من أفضل أدواره في فيلم “مولانا” وهو حليق الذقن، هل تستمر حالات الإعجاب به لو كرر نفس الأمر في الدراما التليفزيونية، بالظهور في رمضان المقبل حليق الذقن؟
(4)
أصعب ما يواجه ممثلي “مسرح مصر” هو تجاربهم بعيدًا عن أشرف عبد الباقي وعن المسرحيات الإرتجالية التي يقدموها، أن تسند إليهم أدوار مكتوبة مرتبطة بسيناريو وحوار.
التذبذب في مستوى تجاربهم هذا العام وفي رمضان الماضي، مؤشر إلى أنهم مازالوا يحتاجوا إلى بعض الخبرة وصقل الموهبة، كما يمكن أن يكون ذلك مؤشر إلى صعوبة إستمرار نجومية بعضهم في السنوات القليلة المقبلة، وإحتياجهم إلى إتخاذ خطوة أو إثنان إلى الخلف قبل مواصلة مشوارهم الفني.
أفضلهم هذا العام حمدي الميرغني في مسلسل “في اللالا لاند” وأقلهم تميزًا هو مصطفى خاطر في مسلسل “هربانة منها”، وكلا المسلسلين جاء مستواه أقل من المنتظر. أما أكثرهم نمطية فهي ويزو (دينا محسن) التي يبدو أنها حصرت نفسها في الأدوار المعتمدة على السخرية من وزنها وعنفها الزائد مع الممثلين.
(5)
مازالت إعلانات التبرع للمؤسسات والمستشفيات هي الإفضل في رمضان هذا العام، بالأمس بدأ عرض إعلان مؤسسة مجدي يعقوب، الذي قام ببطولته أحمد حلمي ودنيا سمير غانم،وقاما فيه باداء أغنية “لما القلب يدق”، كلمات الأغنية التي كتبها أمير طعيمة تحمل رسالة تحفيزية تدعو للتفاؤل والتحلي بالإرادة.
إختيار حلمي ودنيا لتقديم الإعلان كان موفق، فكلاهما محبوب من الأطفال والكبار، لكن إختيار هشام جمال للأزرق والأحمر القاتمان ليكونا اللونان المسيطران على الإعلان كان غير موفق، الأزرق والأحمر هما الوان شعار مؤسسة مجدي يعقوب، وتم إستخدامهما في إعلان العام الماضي “إرسم قلب” بدرجات فاتحة تسببت في صورته المبهجة، لكن هذا العام جاءت الصورة غائمة، كذلك حمل لحن الأغنية طابع حزين بالرغم من كلمات الأغنية التي تدعو للتفاؤل.