تقول فيروز «بكتب اسمك يا حبيبي بس بالعربي بقى علشان سيادته بيتقمص»، وأول مرة أنتبه فيها إلى أن هناك أسماء أجنبية عندما كنت صغيرا ونصحني «رجل مِعرفه» كان يحمل بداخله ثلثي حكمة العالم، وثلاثة أرباع حذر الحيات، وثمن جبنة قديمة، وقال: ” يابني لما تدخل أي مكان لا تعرفه جيدا، ماتقولش اسمك الحقيقي، قول أي «اسم امريكاني»”، فاصطنعت الفهم، وتحليت بسرعة البديهة، وقلت له على الفور: “أقول اسمي «جاك» مثلا؟!”، ثم فهمت فيما بعد أنه كان يقصد بالاسم الأمريكاني، أي الاسم المضروب أو المزور.
وقد يكون هذا هو السبب الذي دفع عضو مجلس النواب على تقديم مقترح تعديل لقانون الأحوال الشخصية، يفيد منع تسمية المواليد الجدد بالأسماء الأجنبية أو الأعجمية التي ليس لها أصلا عربيا، ووضع عقوبة على الآباء المخالفين، ومين عارف يمكن كان هذا العضو يحضر معنا موقف الاسم الأمريكاني فأخذ قراره، أو يمكن أن يكون هو شخصيا الرجل المعرفة الذي نصحني في السابق ثم تاب الآن والتحق بالمجلس، عامةً مبروك.
نرجع لمرجوعنا وبمناسبة «جاك» – في واحدة تقرب لي من بعيد اتخطبت لواحد يقرب لي من قريب، وفرحهم ميعاده قريب ، لكن مكانه بعيد ، «وكل ده وقلبي اللي حبك لسه بيسميك سعيد» أو «بدير»
والمهم قريبتي اللي من قريب ترغب في أن تسمي مولودها الأول جاك، ليس حبا في الأسماء الأجنبية لا سمح الله، على قد ما هو «حب للجاكات» المستخدمة في توصيل الأجهزة الكهربائية ببعض، وذلك لأن والدها -رحمه الله- كان بيصلح تلفزيونات ومات متكهرب، وهو بيلمس جاك تلفزيون بطرف لسانه، ولكن مين يقدر ظروف الناس وأوجاعهم ؟
رفض خطيبها هذا الاسم، ليس لوجود أي غضاضة بداخله من اسم جاك، ولكن خوفا من الغرامة التي قد تصل لألفين جنيه لأنه اسم أجنبي، وعلق وقتها تعليقا أثر فينا جميعا عندما قال “ألفين جنيه إيه إللي هدفعهم له، إياك هو إللي هيولّدها؟!”
وكادت أن تتفركش الجوازة بسبب اسم المولود، حتى سمعنا عن «حبوب منع حمل الأسماء الأجنبية»، وبالفعل اشترينا لها شريط واحد منه، وبعدها تزوجت قريبتي من قريب وأنجبت ولد، ومن نفسها اختارت له اسم «نواف»، وناسبنا الحكومة وبقينا قرايب.