«ودارت الأيام.. نرددها اليوم، وغدًا نرددها في يوم مشهود».. استمعت الآذان المنصتة للإذاعة إلى صوت المذيع الرخيم وهو يزف لهم في مثل هذا اليوم قبل خمسة وأربعين عامًا، أن أم كلثوم على خشبة مسرح دار سينما قصر النيل، تحمل لهم معها هذه المرة «نفحة» جديدة، كما وصف الرجل لقاءها الثامن مع قمة الفن الأخرى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ملحنًا للكلمات التي كتبها الشاعر مأمون الشناوي بعد أن قدم عبدالوهاب وأم كلثوم «أنت عمري وأمل حياتي وعلى باب مصر وأنت الحب وفكروني وهذه ليلتي وأصبح عندي الآن بندقية».
ورغم أن كل أغنية لأم كلثوم هي حدث تاريخي إلا أن «ودارت الأيام» صاحبتها حكايات كثيرة في المرة الأولى التي استمع إليها المصريون وفي مرات أخرى تلتها.
في صباح يوم الحفل، كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستقبل وزير التجارة الروماني، لكن الأهرام جعلت الخبر في زاوية صغيرة وأفردت نصف صفحة كاملة كتبها محمد صالح ليزف للجمهور كلمات الأغنية الجديدة التي ستشدو بها أم كلثوم في الوصلة الأولى من الحفل المنتظر، ثم تغني لهم في الوصلة الثانية «اسأل روحك» من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان محمد الموجي. صبر الملايين الذين انتظروا شهورًا ثلاثة لن يضيع، فالست حسمت أمرها بعد تسع وعشرين بروفة وستطل الليلة في موسم قدمت لهم فيه «أقبل الليل» و«اسأل روحك».
حضر عبدالوهاب مبكرًا وأجرى بروفات استمرت ساعتين مع العازفين قبل حضور أم كلثوم. رفع الستار ثم أطلت الست على الجمهور مرتدية فستانًا جديدًا أبيض اللون من الحرير ومطرزًا باللون الذهبي عند الصدر والكتفين، وكان الحفل هو المشاركة الأولى للراحل عازف الجيتار عمر خورشيد أو ابن المصور السينمائي أحمد خورشيد، كما أضافت الصحافة حينها وهي تعرفه للجمهور، ليتعاون بعدها مع أم كلثوم في أغنيات أخرى، منها اللقاء التالي في «أغدًا ألقاك» مع محمد عبدالوهاب أيضًا.
كان من المفترض أن تستمر المقدمة الموسيقية خمس أو ست دقائق فقط، لكن الجمهور طلب إعادتها وإعادة العزف المنفرد لمقاطع من لحن الأغنية قدمها الحفناوي على الكمان وخورشيد على الجيتار وسيد سالم على الناي، فاستغرقت المقدمة وحدها خمسًا وعشرين دقيقة.
«وهل الفجر بعد الهجر بلونه الوردي بيصبح
ونور الصبح صحى الفرح وقال للحب قوم نفرح»
كلمات الشناوي المبهجة بصوت أم كلثوم فرحًا أطربت الجمهور، بل إن كمال الملاخ كتب في اليوم التالي أنه رأى محمد عبدالوهاب يرقص في الكواليس للمرة الأولى بعد أن انتشى بأداء الفرقة وأم كلثوم بعد ساعات من التحضير، لكن ذات المقطع حين غنته أم كلثوم مرة أخرى أدته بصوت حزين أثار اندهاش جمهورها وانتهى بأن بكت للمرة الأولى في حياتها وهي تغني وطلبت أن يُسدل الستار.
وفي حوار مع أنيس منصور، يحكي الموسيقار رياض السنباطي أنها كانت واحدة من مرتين بكت فيهما أم كلثوم، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تواجه جمهورها بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، ويضيف السنباطي أنها تذكرته وتهدّج صوتها وفسر كثيرون ذلك بأنه ألم لزوال أيام ناصر، ما أثار ضيقًا مكتومًا وجفاءً بين الست والرئيس السادات وزوجته جيهان.
نقلًا عن “المصري اليوم”
التحية للعلم.. والحرية لصافيناز
مينا فريد : سلاح الدمار الساخر
صافيناز وبوسي في مباراة سلة على “الحياة”
دعاء فاروق عن تغيير بوابات إسكندرية: سرقة.. نهب.. سفه
رامي رضوان ينشر أول صورة له كمقدم لـ”البيت بيتك”
فؤاد حداد حي يرزق على مسئولية “فيتو”
رامي رضوان يودع فريق “صباح ON” عبر فيسبوك
ريهام سعيد: الخيانة الزوجية بقت “ببجاحة”
الجندي يقلد دينا في “نسمات الروح”