شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الاثنين، في مائدة مستديرة دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعنوان “الاستثمار في البنية التحتية في الدول الأفريقية”، بحضور الرؤساء الأفارقة المشاركين في القمة التي تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس بنك التنمية الأفريقي، ورؤساء عدد من كبرى الشركات الألمانية.
صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن الجلسة شهدت مناقشات مفتوحة حول سبل تطوير وتحديث البنية التحتية في القارة الأفريقية، وكيفية توفير التمويل اللازم لهذا الغرض، فضلاً عن استعراض التجارب الناجحة في مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، وسبل تعزيز الاستثمارات في هذا المجال، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى وكفاءة البنية التحتية في أفريقيا.
في نفس السياق أكدت المستشارة الألمانية أهمية دور القيادات السياسية في توفير الظروف الملائمة للاستثمار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيدة بدور السيد الرئيس في التفاوض حول مشروعات شركة “سيمنز” في مصر لإنشاء ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء.
من جانبه أشاد جو كيزر رئيس شركة “سيمنز” بالتجربة الناجحة للتعاون بين الحكومة المصرية وشركته، مؤكداً أنها تمثل نموذجاً يحتذى به للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن تطوير مهارات الكوادر الشابة، وتوفير مجالات عمل جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
أضاف المتحدث الرسمي أن “السيسي”، أكد خلال الجلسة أن أفريقيا تتمتع بمقومات التنمية والنمو الاقتصادي التي تتيح للقارة تحقيق طفرة تنموية إذا ما توفر التمويل اللازم.
أشار الرئيس في هذا الإطار إلى احتياج القارة إلى آليات جديدة وغير تقليدية لتمويل بنيتها التحتية، منوهاً إلى الأهمية الكبيرة على سبيل المثال لإنشاء شبكة طرق وسكك حديدية تربط أرجاء القارة بعضها البعض، ومؤكداً أنه من خلال مثل هذه المشروعات يمكن إحداث نقلة كبيرة في أفريقيا وتحقيق التنمية المنشودة.
في سياق متصل دعا السيد الرئيس مؤسسات التمويل الدولية والدول المتقدمة لتوجيه مواردها لتمويل مثل هذه المشروعات بالتعاون مع الحكومات الأفريقية ومن خلال قروض ذات شروط وإجراءات ميسرة، بالإضافة لدعوته الدول المتقدمة لتفعيل التزاماتها بموجب اتفاقية تغير المناخ من أجل تنفيذ مشروعات في مجال الطاقة المتجددة في القارة الأفريقية.
ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أجرى عدة أحاديث جانبية مع رؤساء الدول الأفريقية المشاركين في القمة تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك، كما أقامت “ميركل” عقب انتهاء الجلسة مأدبة إفطار على شرف الرؤساء الأفارقة، تم خلالها مواصلة النقاش حول الموضوعات التي تم تناولها خلال الجلسة.