منذ البداية ليس للأمر علاقةٌ أبداً بمسلسل هيفاء وهبي “الحرباية” المعروض هذا العام. فقياس نجاح المسلسل من عدمه هو متروك حالياً بالنسبة لي للجمهور، لكنني أود شرح حالةً قد تكون خاصة (وقد تكون عامة) في التعامل مع حالة هيفاء وهبي.
1- لا تجيد هيفاء وهبي التمثيل. هذا الأمر ليس عيباً في التعامل مع “شكل” هيفاء وجمالها في أعين صنّاع الدراما المصريين والعرب. بالتالي فإنه ليس على هيفاء أن تمثّل، فكل ما تحتاجه هو “بعض” الدلع وبعض “الزوايا الإضافية” و”ثنيات الملابس” (مع بعض النثريات من عمليات التجميل). هذا الطقم كله كان ينفع في أفلام “المقاولات” لكن في يومنا الحالي؟ لا أظن.
2- هيفاء ذكية للغاية، نعم، هذا أمرٌ لا شك فيه، فهي لاتزال قادرةً على الرغم من تقدمها في العمر أن تنوّع في تقديم نفسها، بداياتها كمرشحة جمال، ثم كعارضة أزياء (في فيديو كليبات كان لربما أولها لجورج وسوف)، ثم لاحقاً كمغنية، ثم مؤخراً ممثلة. هي تعرف بأن كل مرحلة تحتاج شكلاً وروحاً جديدة. ذكاء هيفاء ممتع للغاية، لكنه بنفس الوقت مورس سابقاً عبر فتاة تدعى “نورما جين” لم تعرف الشهرة بإسمها الحقيقي، بل بإسم أطلقته على نفسها لاحقاً: مارلين مونرو. رحلة مونرو من عارضة، إلى مغنية إلى ممثلة استنسخته هيفاء، وهذا يقودنا إلى النقطة الثالثة.
3- هيفاء ليست مارلين. على الرغم من محاولة اللعب على الفكرة أكثر من مرّة. ما لدى هيفاء هو “صنعة”؛ أما ما كان لدى مارلين فهو “هي”. بالتالي لايمكن إعادة وتكرار التجربة. لماذا كان على هيفا محاولة أن تكون “مارلين” بدلا من أن تكون “هيفا” مثلاً؟ فلتجرب أن تكون هيفا؟ هل سينقرض الدلع مثلاً؟
4- تحاول هيفاء دائماً أن تظهر جوانبها الإدائية “الحزينة” في كل أعمالها الدرامية، فتقدم حكاية الفتاة المنكسرة، المظلومة، المقهورة؛ إذ من ينسى مثلاً أغنية “وهما تخلوا عني” للنجم حكيم كمعبر رئيسي وأساسي عنها؟ لماذا هذا الإصرار على فكرة أنها هكذا؟ هل هي تحاول أن تخبرنا بأنها رغم كل ما لديها تعيسة؟ أو غير سعيدة؟ أو لم تجد السعادة؟ أوكي. دعونا نقبل الأمر ونتقبله. لكن أليست هيفا واعية بما فيه الكفاية وكبيرة بما فيه الكفاية ولديها الإمكانيات فوق كل هذا لتغيير حياتها؟ إذا لماذا التنكيد على حياتنا؟ خصوصاً إذا ما علمنا بأن ملايين في العالم العربي لم يحظوا بفرصة لتغير 1 بالمئة من حياتهم؟
5- هيفاء خلال ظهورها مع رامز جلال في برنامج المقالب أو في بعض الفيديوهات المتناثرة هنا وهناك على الإنترنت تظهر شخصية بخلاف تلك التي تظهرها في مقابلاتها. هنا يقع المشاهد في فخ؟ ماذا يصدّق؟ أي من شخصيات هيفا هي الحقيقية؟ هل من المفروض أن نتقبل شخصيتها الحقيقية في الفيديوهات ثم نتعامل مع شخصية “المقابلات” على أساس أنها دور آخر تمثله؟
أخيراً ليس في الأمر نقد لهيفاء، يحق لمن يريد أن يحبها كما يحق لي ألا أحبّها، ليس في الأمر انتقاص من قيمتها ولا من إدائها، لكن يجدر أن يكون هناك نقاش ولو صغير حول الأمر: هل تستحق هيفا مكانتها الحالية على الشاشة العربية؟ وهل هذا دليل إسفاف وهبوط كما يتحدث كثيرون في السر والعلن؟ أم أنها “موضة” جميلة تحدث في كل بلاد العالم؟