سما جابر
في إطار اهتمام الجمهور المصري والعاملين بسوق الميديا بدراما رمضان 2017، وظهور عدد كبير من الأعمال المهمة والناجحة والمثيرة للجدل أيضًا، التقى إعلام دوت أورج بالخبير الإعلامي عمرو قورة الرئيس التنفيذي لوكالة C.A.T، الذي تحدث عن الأكاديمية التلفزيونية المصرية التي أسسها مؤخرًا وجمع خلالها مجموعة محترفة من العاملين في صناعة المحتوى التلفزيوني والوسائل الرقمية، من أجل اختيار أفضل الأعمال والفنانين في دراما رمضان 2017، “قورة” حدثنا عن كواليس التحضير للاستفتاء المقرر عرض نتائجه في حفل ضخم سيقام في القاهرة في شهر سبتمبر المقبل.
الفكرة وطريقة التصويت
عمرو قورة أكد أن الفائزين سيتم تحديدهم من خلال استطلاع رأي يقوم بالتصويت فيه المجموعة المختارة من النقاد والفنانين والعاملين بمجال الميديا الذين تم جمعهم في مجموعة مغلقة عبر “فيسبوك”، ولفت إلى أن التصويت اقتصر على هذه الفئات دون الجمهور، لأن لو كان الاستفتاء موجهًا للجمهور فهناك بعض النجوم الذين لديهم معجبين كُثر سيقوموا بالتصويت لهم، وسيتعرض الآخرين للظلم، وتابع أنه اختار الطريقة الأمثل المتبعة في الجوائز العالمية مثل الإيمي والأوسكار والجولدن جلوب، وهي الاعتماد على أصوات العاملين في المهنة، كما أوضح أنه لو كان وجه الاستفتاء للنقاد الفنيين فقط، فأيضًا من الممكن أن يكون لبعضهم نجوم مفضلين يصوتوا لصالحهم لذلك تم اختيار فئات مختلفة من المصوتين الموثوق بهم.
عدد المصوتين
أوضح الخبير الإعلامي أن المجموعة المغلقة المخصصة للمشاركة في الاستطلاعات وصل عدد الأشخاص الذين يحق لهم التصويت لما يقرب من 550 شخصا، مُشيرًا إلى أن الهدف في البداية كان الوصول في السنة الأولى إلى 500 مشارك، وهو ما تم تحقيقه بالفعل، وتابع: “كان لا بد أن أوافق على من ينضم للجروب، حتى لا يدخل كل من ليس له علاقة بالمهنة، كما أن العدد الحالي كافي للحكم على الأعمال الفنية الموجودة في رمضان، فالأوسكار مثلا عدد الأكاديمية التي تصوت فيه حوالي 6 ألاف شخص، تكونت على مدار 80 عامًا، وبما أننا وصلنا لأكثر من 500 في السنة الأولى فهذا رقم جيد”.
أشار إلى أن الجوائز والاستطلاعات التي تقوم بها بعض المواقع أصبحت غير موثوق بها، كما ازدادت عدد التكريمات، من أجل وجود النجوم فقط في الحفل لإعطاءه أهمية، لكن هذا لم يكن هدف الجوائز التي نقدمها، فنحن نتطلع لأن يكون هناك تقييم حقيقي، والتفرقة بين من أجاد وبين من لم يوفق في دراما رمضان.
لماذا دراما رمضان؟
وعن سبب اختيار الجوائز لتكون مخصصة لأعمال رمضان فقط، قال: “تم حصر الجوائز على دراما رمضان فقط لأن الجمهور يكون متابع بشكل جيد أكثر من الأيام العادية، وبالتالي كل من سيصوت سيحكم بشكل صحيح بعيدًا عن أي حسابات، ومن لم يشاهد لن يصوت”، وأضاف أن عدد الفئات المؤكدة حتى الآن هي أفضل مسلسل درامي وأفضل مسلسل كوميدي، وأفضل مخرج درامي وكوميدي، وأفضل ممثل درامي وكوميدي وأفضل ممثلة دراما وكوميدي، ثم الفئات العادية كالسيناريو والمونتاج والتتر وما إلى ذلك، كما أن هناك فئات لم نقرر وجودها من عدمه حتى الآن مثل فئة الإعلانات في رمضان”.
وعن الجدل حول التفرقة بين العمل الكوميدي والدرامي، أردف: “المخرج محمد ياسين قال لي إن الدراما تضم كل من المسلسلات الكوميدي والتراجيدي، وطلب مني التفرقة بين العمل الدرامي والكوميدي، وهذا صحيح، فبالفعل إذا كانت الجائزة محددة في فئة أفضل مخرج عموما، فسيقع ظلم كبير على أصحاب العمل الكوميدي، فكان لا بد من التفرقة بين الدرامي والكوميدي وجعل لكل منهما جائزة منفصلة عن الأخرى، ونحن نحاول طرح كل التساؤلات كي نصل للقرار الصحيح عن طريق المشاركة الجماعية”.
مراحل التصويت
أشار “قورة” إلى أنه اختار أن تكون الجائزة مخصصة للأعمال الدرامية فقط دون السينما مثلًا حتى تكون حتى لا يحدث خلط أو لغط نظرًا للتوسع، لافتًا إلى أنه فيما بعد من الممكن إدخال عناصر جديدة مثل السينما أو الدراما على مدار العام، وأوضح أن التصويت سيُترك حتى نهاية شهر سبتمبر، وفي أول سبتمبر سيتم الإعلان عن الخمسة الأوائل المرشحين للفوز بالجائزة والقيام بتصويت آخر للاختيار من بينهم، ليتم الإعلان عن الفائز الوحيد في الحفل.
واستطرد: “بعد اختيار الخمسة الأوائل سنختار مكتب محاسبة موثوق ليتولى مراجعة التصويت في الجزء الأخير، وتكون لديه النتائج النهائية التي لن يعرفها أحد إلا على المسرح في الحفل الختامي، ولو وصلنا لهذه المرحلة والناس وثقت بنا فسنكون حققنا هدفنا الأساسي”، وشدد على أنه لم يتم الإعلان عن عدد المصوتين، أو من صوت لأي عمل.
استبعاد أصوات مسلسل لهذا السبب
وأضاف الخبير الإعلامي: “المصداقية التي حظيت بها في سوق الميديا أعتقد أنها ستساعدني كثيرًا، كما أنني لن أتدخل في التصويت لصالح أحد على حساب الآخر، فهناك شفافية ومصداقية في النتائج، وبالرغم من وجود نجوم وكالة C.A.T في الاستطلاع، إلا أن هذا الأمر لن يؤثر أيضًا على التصويت ولا توجد أي احتمالية لترشيح نجوم الوكالة للفوز بالجوائز”، وتابع: “الهدف من هذا العمل هو أن المحترفين يقيموا المحترفين من خلال أكاديمية افتراضية، وأتمنى من كل المشاركين في الجروب التصويت، لأن هناك حوالي 30 % فقط من الموجودين هم من صوتوا بالفعل في الاستطلاع”.
وألمح عمرو قورة أنه اكتشف في الأيام الماضية وجود تصويت بشكل غريب من حسابات مجهولة لمسلسل بعينه، والتي اتضح أنها لجان إلكترونية، وصل لها لينك التصويت بشكل ما، فتمت حذف المسلسل من قائمة التصويت لحين حل المشكلة ووجود طريقة لعدم دخول أي غرباء عن الذين وقع الاختيار عليهم ليشاركوا في تلك الأكاديمية الافتراضية.
كما أوضح أنه لم يتم الاستقرار حتى الآن على مكان الحفل أو حتى اسم الجائزة الرسمي، مُشيرًا إلى أن كل هذه التفاصيل سيتم الانتهاء منها عقب عيد الفطر المبارك.
تقييم جائزة السينما العربية
وتحدث “قورة” عن جائزة السينما العربية التي اطلقتها مؤسسة “دير جيست” العام الماضي حيث أكد أنها نجحت في أشياء كثيرة ولم توفق في أشياء أخرى، مُتابعًا: “كان هناك نية لعمل أكاديمية مشابهة للأكاديمية المخصصة للدراما، لكن لم أكن مسؤولًا عن هذا الجزء، فكان المتخصصون يحاولون الوصول للأشخاص بشكل مباشر وليس عن طريق وسائل التواصل، فكان الموضوع صعبًا في النهاية، ولم يكن عدد المشاركين كبير ، وهو الأمر الذي لم يكن جيدا، ولم أكن سعيدًا بهذا لأنه لم يحقق التكافؤ المطلوب، لكن بالرغم من ذلك فجوائز السينما نجحت في أشياء أخرى مثل عدم علم الفائزين بفوزهم إلا عند سماع أسمائهم خلال الحفل، بجانب تقديم عدد كبير من النجوم للحفل، كما أن الجمهور صدق النتيجة النهائية التي خرجت”.
وأكد أنه يتم العمل حاليًا على جائزة أخرى عن السينما العربية في الجونة، لكنها تابعة للمعهد العربي للسينما، وهي مؤسسة غير هادفة للربح في دبي، حيث سيقدموا جوائز على غرار الأوسكار، موضحًا أن الحفل سيكون فبراير، في الجونة، وسيتم الإعلان عن التفاصيل في مهرجان الجونة في سبتمبر المقبل.