لماذا أهان محمود حميدة تاريخه؟ ياللمهزلة!!، خلع “بنطلونه” وكان يمزح مع رامز جلال، كيف لمحمود حميدة أن يضحك؟، ما هذه الكارثة، عليه أن يظل عابسا ومتجمدا وجادا، فالفنانون الوقورن ممنعون من الابتسام، والمقالب محرمة عليهم.
الوقائع تقول إن محمود حميدة هو الأكثر وضوحا ومباشرة، الأبعد تماما عن الإدعاء، لأنه زايد على الجميع قبل أن يزايد عليه أحد وقالها واضحة مرارا :”أنا بقدم أعمال مش مقتنع بيها علشان الفلوس وبطلع في برامج علشان الفلوس”.. أغلق النجم الكبير الباب والشباك في وجه كل المزايدين، من غيره وفي مقامه يمكنه أن يلقي بتلك الحقيقة دون تزيين أو تزييف؟، فمن يصغرونه ومن يكبرونه يمعنون في الإدعاء بأنهم مهمون جدا ومطلوبون جدا ولا يتنازلون أبدا مهما كانت المغريات والظروف، والأهم أنهم دوما يتفاجئون بمقالب رامز جلال تحت الأرض وفوقها وفي البحر والجو، رغم أنهم على الأغلب يكونون على علم بكافة التفاصيل، لكن محمود حميدة أدى المهمة كما يجب في مقابل مادي متفق عليه، ولم يتشنج أو يمثل أنه مصدوم، أو يجري بهيستريا وراء فريق البرنامج، تصرف بطريقة تشبهه، وتليق به، وبعيدا عن تفاصيل علمه بالمقلب أم لا، فقد كان محترفا، والأوقع أنه مهد كثيرا لشيئ مثل هذا، وفي النهاية ظهر في برنامج مقالب مهما كانت عليه مآخذ إلا أنه الأكثر مشاهدة، كما أنه كان أيضا محمود حميدة، لم يبتذل نفسه من أجل تحليل أجره أو من أجل وعود بالاستعانة به مرة أخرى، ظل كما نعرفه حتى وثيابه ملطخة وفي موقف غريب عجيب لم يكن من المتوقع أن نراه به يوما.
محمود حميدة الذي يُتهم الآن بأنه يقلل من نفسه بقبوله المشاركة في هذه النوعية من البرامج، كان قد سبق الجميع وتحدث عن عيوبه المتعددة بمنتهى التصالح، وعيوبه هنا ليست مثل تلك التي يرددها النجوم مرارا، من قبيل :”أكبر عيوبي إني عصبي أو إني حنين بزيادة أو إني لما بحب بجد مابشوفش أخطاء اللي قدامي”، ولكنها عيوب حقيقية البعض قد يجدها كارثية، فبالتالي هو استبق الجميع ولم ينكر أنه يضعف ويبحث عن مصلحته ويتنازل بعض الشيئ من أجل المادة، ويحسبها بطريقة المنفعة المتبادلة، الرجل لم يقل يوما إنه مُصلحا أو قدوة أو نموذجا ـ وإن كان ببساطة يصلح أن يكون كل هذاـ، ولكن الحياة لديه أبسط من كل تلك التعليقات التي تستميت في تقطيع فروته، في حين أنه يعتبر من القلائل النادرين في الوسط الذين لا ينجرفون وراء أزمات أو تصريحات تسنزف الطاقات، ولم يلبس ثياب الواعظ يوما، هو من شدة دقته لا يكف عن ترديد أنه لا يقول في تصريحاته الإعلامية الحقيقية كاملة فهناك بعض الأمور يقوم بإخفاءها، إذن هو كشف أسرارا وعيوبا ضخمة عن ذاته وحتى عن زملاءه بكل صراحة، ولكن شخصيته الثابتة تمنعه من أن ينفي أنه لم يكذب أو يخف بعض التفاصيل، حتى وهو يكذب ويراوغ يصر أيضا على قول الحقيقة بشكل أو بآخر، لذا سيبقى محمود حميدة كبيرا كما هو، مهما نزل مع رامز أو غيره في حفر من الوحل، سيظل يفعلها أيضا بطريقته، وبغروره وعنجهيته وصدقه مع ذاته.