فاتن الوكيل
أمس الثلاثاء، أصدرت الفنانة الكبيرة فيروز “برومو” أغنيتها الجديدة “لمين”، لتُطلقها كاملة اليوم الأربعاء. والحقيقة أن فيروز منذ أن أعلنت ابنتها ريما رحباني عن هذا الحدث، وهو قرب إطلاق “ألبوم” غنائي لجارة القمر، والجميع في شوق لسماع صوتها، خاصة بعد أن نشرت ريما مقاطع فيديو لفيروز من داخل الاستوديو تقوم بتسجيل أغنيتها الجديدة.
https://www.youtube.com/watch?v=PkWc6HCo9cU
الأغنية التي أطلقت اليوم هي ضمن ألبوم كامل سيصدر في سبتمبر القادم بعنوان “ببالي”، واختير اليوم 21 يونيو لطرحها، تزامنا مع ذكرى رحيل الفنان عاصي الرحباني، زوج فيروز ورفيق عمرها وفنها معا. ما يؤكد ذلك تعليق ريما رحباني عبر صفحتها بـ”فيسبوك” عندما نشرت صورة والدها بعد إطلاق الأغنية، وعلقت قائلة: “ما بعرف كيف بدّي إشكر الفيروزيين اللي عملو هالشغل كلّو بجهد وتعب وشغف وإيمان وحب… تيقدّموه لعاصي بهالنهار بالذات لأن حبر الرسالة والع ببالن متلما والع ببالي.. شكراً من القلب يا ولاد مدلج وإخوة غربة انا واثقة إنّو عاصي اليوم، من مطرح ما هوّي، عم يبتسملكن”.
لمين بتسهر النجمة، لمين؟
ليه بتخلص العتمة؟ إلك؟ أو إلي؟
أو مش لشي؟ مش لشي؟ ولا أي شي
هناك من جمهور فيروز من اشتاق إلى صوتها بعد فترة الغياب الطويلة، منذ أن أصدرت آخر ألبوم غنائي لها “إيه في أمل” في 2010، وبالتالي فحتى إن أطلقت أغنية لا تتضمن سوى جملة “صباح الخير” فهم سيمتنون لهذا الكرم الكبير منها، خاصة وأنها لا تُجري حوارات تلفزيونية او إذاعية أو تقيم حفلات الآن على الإطلاق، وهو ما زاد من حدة رد فعل محبيها، بعد الانتقادات التي وجهت لأغنية “لمين”.
الانتقاد الأول اتجه إلى اعتبار الكلمات “بسيطة” أو حتى “سطحية” ولا تليق بفيروز وتاريخها، واعتبر البعض أن ما حدث هو إهانة في حق قيمة فيروز الفنية، ووجهت الاتهامات بشكل أكبر إلى ابنتها ريما، منتجة الألبوم، والتي وفقت كلمات أغنية “لمين” بالعربية، لتناسب الأغنية الأصلية Pour qui veille l’étoil للفنان جيلبرت بيكود.
بالفعل الأغنية بسيطة جدا، سواء من حيث الوقت، فنحن نريد أن تُغني فيروز أكثر. ألا تتوقف عن الغناء أبدا، لكن الموسيقى سيطرت بشكل كبير على الأغنية، إلا من كلمات قليلة. لكن لم يراع المنتقدون نقطة هامة في هذا الانتقاد، هي أن فيروز أرادت توجيه هذه الأغنية إلى روح زوجها في ذكرى وفاته، وبالتالي فربما تكون كلمات “لمين” بسيطة لدينا، لكن لديها الأمر مختلف، فهي تخاطبه، وتحدثه بعد سنوات الفراق عن الأرض التي ظنوا أنها ربما تدور من أجلهم، لكن اتضح أن ذلك “مش لأي شي”.
لمين بيبكي الحور، لمين؟
ليه الأرض بتدور؟ إلك؟ أو إلي؟ أو مش لشي
مش لشي ولا أي شي”
الانتقاد الثاني، وهو غير مقبول على الإطلاق، ليس مصادرة على الآراء، لكن لما به من “كسل” وهجوم من أجل الهجوم، وذلك بعد أن تردد أن الأغنية “مسروقة” من الأغنية الفرنسية التي أشرنا إليها من قبل.
أولا: أعلنت ريما رحباني منذ اللحظات الأولى لإطلاق الأغنية، عن أن “لمين” مأخوذة من النسخة الأصلية لأغنية فرنسية باسم Pour qui veille l’étoil، وذكرت أسماء المؤلفين للأغنية الأصلية، وبالتالي فأين السرقة التي تم الحديث عنها؟، وهي لم تنكر حقوق صناع الأغنية. فعلى سبيل المثال قام موقع “صدى البلد” بنشر خبر يوجه اتهام مباشر لفيروز بالسرقة، نُشر اليوم الأربعاء، ولم يكلف المحرر نفسه البحث عن حساب ريما رحباني ليتأكد من سرقة الأغنية أم لا، بالرغم من إعلانها عن وجود أغنية أصلية لـ”لمين” منذ يوم أمس.
ثانيا: لم تكن هذه المرة الأولى التي تقدم فيها فيروز أغاني مقتبسة عن أعمال أخرى، فمثلا قدمت أغنية “يا أنا يا أنا” عن اللحن العالمي لموتسارت، وأعادت غناء “زوروني كل سنة مرة” لسيد درويش”. فلماذا يوجه لها هذا الاتهام الآن؟. لكن يبقى صوت فيروز إضافة إلى أي لحن عالمي، ويبقى جمهورها الكبير في انتظار ألبومها الكامل في سبتمبر القادم.