خلال ثلاثة أيام، نظمت مؤسسة “DW- دويتشه فيله” الألمانية، الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العالمي، في مدينة بون، في الفترة من 19-21 يونيو الجاري، قدمت خلالها العديد من الفعاليات، والاحتفالات، تحت شعار “الهوية والتنوع”، بحضور ما يزيد عن 2000 شخصًا من 140 دولة حول العالم.
نجح منظمو المنتدى، في إخراجه بنجاح ملحوظ، بالرغم من العدد الكبير المشارك، خلال الأيام الثلاثة، وذلك لعدة أسباب يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
(1)
“الهوية والتنوع” كان الشعار الذي اختارته “DW”، للدورة العاشرة من منتدى الإعلام العالمي، هذا العام، وكان الحضور، تجسيدًا حرفيًا لرسالة المنتدى، بما يزيد عن 2000 شخصًا من 140 دولة حول العالم، منهم مصر وفلسطين واليمن والجزائر والعراق، والهند وباكستان وأفغانستان وإيران، وكوريا والصين والفلبين وتايوان وتايلاند، وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا، حيث كان أشبه بملتقى لحضارات وثقافات العالم تحت سقف واحد.
(2)
شهدت فعاليات الدورة، العديد من الحلقات النقاشية، والجلسات الموسعة، التي شارك فيها عدد من المتحدثين من كافة أنحاء العالم، مثل الصحفي الهندي يوسف عمر مراسل “CNN”، والخطاطة الليبية تقوى برنوصة، وفنان الكاريكاتير السوداني خالد البيه، والفنانة الإفريقية زوديدي جويل، والإعلامي محمد هاشمي من أفغانستان، والداعية المصري أشرف حسن، بجانب المتحدثين الغرب من دول أوروبا وأمريكا، للحفاظ على تعددية وتنوع الأفكار.
(3)
أضافت مشاركة وزيرة الصناعة الألمانية، وعمدة مدينة بون، و بيتر لمبورغ مدير مؤسسة DW، عامل قوة في افتتاح الدورة العاشرة، حيث كانوا الصوت الداخلي من ألمانيا.
(4)
لم تسر الفعاليات كلها بشكل تقليدي، مجرد جلسات، يلقي خلالها المتحدث ما عنده على المستمعين، بل تنوعت ما بين ذلك، وما بين جلسات حوارية، شارك فيها أكثر من متحدث حول قضية واحدة، بالإضافة لمناقشة الحاضرين، وأيضًا كان هناك عدد من الجلسات التفاعلية، سواءً التي كانت خارج القاعات، وسط الجمهور، أو التي شهدت مشاركة الحضور عزف الموسيقى بالأجهزة الإلكترونية مثلًا.
(5)
تقديم فقرات ترفيهية، مثل موسيقى بيتهوفن، التي افتتحت بها فعاليات الدورة العاشرة، وكانت فاصلًا بين الجلسات، كذلك، كان لعروض فريق “زيمبابوي” الكوميدية، صدىً إيجابيًا على الحضور، لتناولها عدد من الأفكار والرسائل الإعلامية بصورة فكاهية.
(6)
مشاركة الجمهور العربي، في تصوير إحدى حلقات “شباب توك” مع الإعلامي جعفر عبد الكريم كانت أيضًا لافتة طيبة، استحسنها الكثيرين، خاصة أنها أعطت الفرصة لبعضهم بالمشاركة فيها بالإدلاء بآرائهم عن محتواها.
(7)
تصوير عبد الكريم أيضًا لفيديو “لايف”، مع فتاتين عربيتين، للحديث عن التحديات التي تواجه الفتاة العربية في صناعة مستقبلها، من قلب الفعاليات، أعطت انطباعًا بتواجد “DW” وسط متابعيها دون قيود، ما جعل المنتدى أقرب منه لفكرة “أنت في بيتك”، من مجرد الاستضافة، وهو نفس ما أكده حضور الإعلاميين والمسئولين في القناة للفعاليات، وتواجدهم مع الناس خلال الثلاثة أيام.
(8)
أما عن الجانب التنظيمي فكان متقنًا، منذ الشهور السابقة، للمنتدى، ففريق التنظيم كان على تواصل مباشر دون استخدام آلي للرد على المدعوين لمتابعة عمليات الانتهاء من الأوراق المطلوبة، للسفر إلى ألمانيا، بالإضافة لتجهيز أدق التفاصيل اللازمة لها، من حجز الفنادق المخصصة لهم، وتذاكر الطيران، وتخصيص “بوفيه” لوجبتي الفطار والغداء، والمشروبات الساخنة والباردة، داخل قاعة المؤتمر طيلة الثلاثة أيام، بجانب التأمينات الأمنية، بالمرور على بوابات إلكترونية، لتسجيل الدخول عن طريق الـ”ID”، المخصص لكل الحاضرين، والمدون عليها أسمائهم، وجهات عملهم، وتفتيش كل الداخلين للقاعات، للاطمئنان على سير الجلسات في هدوء وأمان.
(9)
الحرص على تنظيم حفلتي عشاء بطريقتين مختلفتين للحضور، الأولى في حديقة مقر المؤسسة بمدينة بون، والقريب من القاعة المستضيفة للمنتدى، والثاني على أحد المراكب النيلية الكبيرة، التي أخذت المشاركين في جولة عبر نهر الراين ليشاهدوا المدينة بالكامل من خلالها، أضاف مساحة ودية ساهمت في تكوين العديد لصداقات من دول مختلفة، خاصة للنقاشات الجانبية التي دارت بين الحضور، الذين تعرفوا على بعضهم وعلى بلدانهم، خلال المنتدى، أو الذين التقوا فيه بعد سنوات عدة، وكذلك مع العاملين في “DW”، وهو نفس الرسالة التي أدتها الجولة الختامية داخل مبنى المؤسسة الألمانية، والتي تعرف فيها الحضور على سير عملها، بمشاهدة الأقسام الداخلية فيها.
(10)
لم يترك منظمو المنتدى أدق التفاصيل تضيع منهم، كي لا تؤثر على الشكل العام للقضية، كتجهيز وجبة سحور للمسلمين، توزع عليهم في غرفهم، كذلك، إبلاغ مسئولي الفنادق لإمداد وقت المطعم للحادية عشر مساءً بدلًا من التاسعة، لإتاحة الفرصة للصائمين للفطار، وقت المغرب الذي يؤذن في العاشرة إلا خمس دقائق، كما حرصوا على توفير الـ”IDs“، الخاصة بالحضور، والتي تمكنهم من التنقل واستخدام كافة وسائل المواصلات العامة دون مقابل مادي، بالإضافة لتوفير هدايا مطبوع عليها اسم المنتدى، تضمن أقلام وأوراق لتدوين الملاحظات عليها، بجانب جدول الفعاليات، المطبوع، والمتوفر على “الأبلكيشن” الخاص بمنتدى الإعلام العالمي على الهواتف، والذي أرسل من جانبه العديد من الإشعارات للتنبيه للفعاليات المختلفة والمميزة، وفرص التدريب وغيرها، مع توفير قسم خاص للاستعلامات كان العاملين فيه متواجدين طيلة ساعات الجلسات، للاستفسار عن أي شيء.