إيمان سراج
إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة، فربما إنقلب الصديق فكان أعظم بالمضرة، وأصعب الطعنات وأشدها ألماً، تلك التي تأتي من الصديق.
تقول الإحصائيات أن 60% من الرجال يخونون ومن هذه النسبة قدر لا بأس به من خيانة الأزواج لزوجاتهم مع صديقاتهن كان أرسطو يصف الصداقة بأنها الفضيلة التي تجمع بين إثنين، لكن للأسف هذا مغاير للوضع الذي نراه في الواقع والذي شاهدناه في “لأعلي سعر، فتحولت هذه الفضيلة إلي غيرة وحقد وأنانية وخيانة، وجسدت كل ذلك زينه في شخصية “ليلي” الصديقة المقربة “عقربة” ينطبق هذا تماما علي “ليلي” التي قررت في لحظة أن تستولي علي كل ما تملكه صديقة عمرها “جميلة” نيلي كريم ولا نعلم السبب النفسي الذي جعلها تعتقد أنها الأفضل والأحق بالشهرة والمال والنجاح حتي الزوج، ربما تكرارها لترديد كلمة ” أنا بنت سفير” لخص لنا السبب ومدي النقص والأنانية وحب الذات ونظرة التعالي الواضحين في معالم شخصيتها لللأسف كل ما شاهدناه من أحداث هي أمر واقع،،وانتشرت لدرجة أننا أصبحنا نفكر مائة مرة قبل أن نصادق أي شخص، ولم نعد نستغرب تلك الأمور التي فعلتها “ليلي” في صديقة عمرها “جميلة” ولكننا فقط نتساءل، لماذا وصل بنا الحال إلي هذا المستوى في صداقاتنا؟.
ما فعلته ليلي ويحسب للسيناريست مدحت العدل، فتح أعيننا على حقيقة مرة، أن لا نأمن لأقرب المقربين، ولا نفتح بيوتنا حتي لمن نثق فيهم، نعم إنه لشيء صعب، لكن للأسف هي الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها ونأخذ خذرنا منها، فالصداقة في هذه الأيام في حالة إنحدار مستمر ليس معني أن تفشل مرة، أن تتكاسل وتفقد الأمل في النجاح أو التغيير، ذلك ما حدث مع “جميلة” بعدما تركها زوجها بسبب إهمالها في شكلها ووزنها، قررت البدء من جديد واستعادة نفسها مرة أخري، وهنا أود أن أقول أن المرأة هي الأكثر قدرة علي تحويل فشلها إلي نجا بقليل من الإرادة والجهد وهذا ما حدث بالفعل حينما استعادت جميلة نفسها مرة أخري.
والمرأة أيضاً هي الأكثر إهمالاً لنفسها بعد الزواج ولا يستطعن أن ينكرن ذلك، ولا أدري لماذا! “جميلة” إرتدت النقاب “عشان تستخبي فيه”، علي حد قولها، هنا لم يؤهلنا مخرج العمل لرؤية الحالة التي أصبحت عليها حتي إتخذت قرار إرتداءها النقاب ولم يقدم لنا مبرراً لتخليها عن البالية رغم أنه كان حلمها، كذلك ليس طبق الأكل المرافق له دوماً سبباً كافياً في تخلي زوجها عنها، وخاصة أنه لم يلفت إنتباهها إلي ما أصبحت عليه، إنبهاره بليلى جاء سريعاً رغم أن هشام لم يكن زوجاً ” عينه زايغة” قدم العمل صورة من الواقع، قدم عائلة مشوهة إجتماعياً إبتداءً من الأم التي تركت إبنتها وحيدة بعد زواجها خشية فقدان عملها ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلي أنها أخذت جانب زوجها “هشام” وساندته حتي في قضية ضم إبنته إلي حضانته، كذلك الأخ الذي لا يهمه سوي مصلحته الخاصة والأب البعيد المتفرغ لفنه، وإن كان أكثرهم حناناً وعليها وهو الوحيد من ضمن العائلة الذي ساعدها علي العودة لنفسها فيما بعد. المسلسل رغم بساطته ورغم أنه قصة مكررة إلا أن المخرج محمد العدل إستطاع أن يخلق منه حالة من الإثارة جعلت منه عمل يقبل الجمهور علي متابعته، ويعتبر من الأعمال الناجحة جماهيرياً والتي حققت نسب مشاهدات ومناقشات كبيرة.
نيلي كريم، إستطاعت في الفترة الأخيرة أن تصنع لنفسها مكان ومكانة وسط النجوم الكبار وأصبحت من الفنانات القليلات اللائي ينتظرهن المشاهد بكل شغف، لما تتمتع به من قدرة كبيرة علي إرتداء الشخصية وهذا ما جعل المشاهد يتعاطف معها وينتظر لحظة إنتقامها، رغم أنها كانت في ذات وسجن النساء وتحت السيطرة أقوي وأفضل، لأن الدور هنا لم يعطيها مساحة كافية لإبراز موهبتها. زينة، لعبت دورها بإتقان شديد وربما هذا أفضل أدوارها علي الإطلاق وبداية جديدة لها نحو بطولات منفردة قادمة، تفاعل معها الجمهور. حتي أنه كرهها.
وكعادة دراما رمضان لهذا العام، لم يخلو العمل من أخطاء كان من السهل تداركها وعدم الوقوع فيها وخاصة مع مخرج كمحمد العدل أولاً.. يبدو أن زينة لم تتعامل مع سكريبت ملابس ولم تدخل مستشفيات وتتعرف علي طريقة لَبْس الموظفات، وكان يجب أن تفرق بين ملابس “ليلي” داخل نطاق العمل وخارجه كذلك سارة سلامة.
ثانياً.. خطأ في بعض الجمل التي قدمها السيناريست مدحت العدل ولم يلتفت إليها المخرج مثل “دكتوراه في جسم الإنسان” وهو عنوان عام لا يصلح أن يكون رسالة دكتوراه. ثالثاً.. أخطاء في الراكور ظهر أكثر من مرة مع ليلي، ففي بعض المشاهد ظهرت بتسريحة ولون أحمر شفاه مختلف لنفس المشهد. رابعاً.. في مصر عندما لا تكون الحضانة للأم فهي للجدة سواء أم الأم أو الأب، وهو عكس ما شاهدناه في العمل ويبدو أن المخرج إستخدم ذلك لخدمة الأحداث بعض النظر عن الواقع.
خامساً.. الممرضة التي خرجت من غرفة مدير المستشفي مستغلة عتمة الغرفة وكأنها لبست طاقية إخفا وذلك غير مقنع لأن ضوء اللاب توب المفتوح كان كفيلاً بكشفها. الملاحظ أن هناك قصور في الحبكة الدرامية والسيناريو والحوار والعمل كان يحتاج قليل من الدقة وعدم الإستسهال حتي يكون بالفعل “الأعلي سعر”.