المؤلف ولاء شريف ، واحد من أنجح كُتاب المسلسلات الكوميديا في مصر خلال مشواره الفني الذي يمتد إلى 10 سنوات، بدأ في مسلسلات سيتكوم “تامر وشوقية” و “راجل وست ستات”، ومؤخرًا عرض له مسلسل “ريح المدام” الذي حقق نجاح كبير أثناء عرضه في شهر رمضان هذا العام.
إعلام دوت أورج تواصل مع ولاء شريف، ليتحدث عن كواليس نجاح “ريح المدام” وعدد من المحطات المهمة في مشواره، وكان هذا الحوار.
كيف كانت تجربة التعاون مع تامر إبراهيم في كتابة مسلسل ريح المدام؟
تامر إبراهيم من الزملاء المحترمين أصحاب الإمكانيات الكبيرة وله العديد من الأعمال الناجحة، ويسعدني أن أتعاون معه في كتابة عمل مشترك، لكننا لم نجتمع سويًا لكتابة المسلسل، تامر قام بكتابة السيناريو والأفكار، ثم بدأت في مرحلة كتابة الحوار لتحويل السيناريو الذي كتبه تامر إلى الشكل الذي ظهر به في مشاهد المسلسل.
ماهو تقييمك لردود الأفعال على نجاح مسلسل ريح المدام؟
ردود الأفعال كانت أكبر مما توقعت، من الممكن أن تشعر أنك تصنع عمل تتوقع له النجاح، لكن حجم النجاح الذي حققه مسلسل “ريح المدام” لم يكن لأحد أن يتوقعه. فجميع صناع المسلسلات يشعروا أنهم يقوموا بتقديم عمل رائع أثناء مرحلة التصوير، لكن التوفيق يأتي من عند الله.
فلا توجد معادلة معينة لنجاح مسلسل “ريح المدام”، حدوث ذلك التناغم بين أحمد فهمي وأكرم حسني، والتناغم بين ما تم كتابته والشكل الذي خرج به المسلسل، وأن تجد منتج يفهم جيدًا كيف يتم إنتاج هذا المسلسل بذلك الشكل، كل ذلك أراه توفيق من الله.
لماذا تتجنب الظهور في وسائل الإعلام بالرغم من نجاح الأعمال التي قمت بكتابتها خلال السنوات الماضية؟
لا أتعمد الإبتعاد عن الإعلام، لكن لا تتاح لي دائمًا الفرصة للظهور في البرامج بشكل مناسب، أخر فرصة أتيحت لي كانت في أحد البرامج الحوارية لمناقشة مسلسل “ريح المدام” مع بعض الأطباء النفسيين، وبالطبع إعتذرت عن الظهور في هذا البرنامج، فالمشاهد يدرك جيدًا أن المسلسل كوميدي، ولا يسيء إلى مهنة الطب النفسي.
وقد أكون مقصرًا في الظهور الإعلامي، لكن من جانب أخر الإعلام الأن أصبح لا يهتم بالمؤلفين مثلما كان الأمر في الماضي. أنا أفضل الإبتعاد عن الأضواء، لكن بعض زملائي يعانوا من تجاهل المنتجين لهم بعد عرض العمل، فالبرامج أصبحت تهتم بإستضافة الممثلين والمخرج والمنتج بينما يجلس المؤلف أمام شاشة التليفزيون ليشاهد الإحتفاء بالعمل الفني الناجح الذي قام بكتابته، مثل باقي المشاهدين، وهو ما يصيب هؤلاء المؤلفين بالإحباط والشعور بعدم التقدير، ودفع البعض منهم إلى الإبتعاد عن الإستمرار في المجال الفني، لكن أعتقد أن ذلك التجاهل للمؤلفين سينتهي قريبًا.
ماذا عن إبتعادك عن التفاعل مع المشاهدين على مواقع التواصل الإجتماعي؟
أفضل التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي بحرص، أعتقد أنه لا يحق لي إبداء الرأي في مؤلف زميل أو عمل فني أخر طالما أعمل في نفس المجال. أيضًا لا أحب فكرة أن يتحدث شخص عن نفسه، الأفضل هو أن يتحدث المشاهدين عن المسلسل.
والأهم هو تحقيق النجاح الفعلي في الأعمال المتتالية، لأنه في المقابل يوجد العديد من المؤلفين الذين حققوا الشهرة بعد نجاح مسلسل أو مسلسلين ثم إختفوا بعد ذلك، وهم كثيرين.
لنعود إلى البدايات، كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟
شاركت في ورشة كتابة عمرو سمير عاطف في الموسم الأول من سيت كوم “تامر وشوقية” عام 2007، وقمت بكتابة حلقتين، ثم قمت بكتابة 17 حلقة في الموسم الثاني وحوالي 10 حلقات من الموسم الثالث، ولم أشارك في الموسمين الرابع والخامس.
عندما ذهبت إلى ورشة عمرو سمير عاطف، كنت لا أعرف إن كنت أصلح لأكون مؤلف أم لا، لكن من خلال ردود الفعل في الورشة أدركت أنني أجيد كتابة الكوميديا، لكنني قبل الإلتحاق بورشة عمرو سمير عاطف لم أكن أتوقع أن أكون مؤلف لأعمال كوميدية، ما حدث هو أنني إكتشقت تلك الموهبة من خلال عملي في الورشة.
ما سبب عدم إكتشافك لموهبتك قبل الإلتحاق بالورشة؟
العديد من الأشخاص قد يكونوا موهوبين في أشياء لا يدركوا أنهم موهوبين فيها، وذلك بسبب عدم وجود التربية التي تبحث عن المهارات لدى الأطفال، لذلك قد يتأخر البعض في الوصول إلى مواهبهم التي يمتلكوها، ولا توجد فرص متاحة لكي تقوم بإكتشاف نفسك، وهو ما يأتي على حساب عمرك، وما مررت به يمر به أي شاب مصر، لذلك إكتشفت موهبتي في الكتابة بعد الإلتحاق بورشة عمرو سمير عاطف.
هل ترى أنه يوجد فرصة لإنتاج مسلسلات سيت كوم ناجحة أخرى مثل تامر وشوقية و راجل وست ستات؟
المستقبل في المسلسلات الكوميدية لن يكون لمسلسلات السيت كوم، سيكون للمسلسلات ذات الحلقات المنفصلة المتصلة، مثل مسلسل “ريح المدام” و”الكبير أوي”، عدد من القصص لنفس الشخصيات خلال حلقات المسلسل، فالمشاهد أصبح يشعر بالملل من المسلسلات التي تعتمد على قصة واحدة في 30 حلقة لنفس الشخصيات.
الحلقات المنفصلة المتصلة مليئة بالتنوع في الأماكن والملابس والشخصيات، وهي أسهل في المتابعة، و لو قام المشاهد بتفويت بعض الحلقات يستطيع أن يتابع المسلسل دون مشكلة في معرفة ما فاته من حلقات.
حملة فريرز كان أول أفلامك السينمائية في 2016، ماهو سبب تأخر خطوة الكتابة للسينما؟
دائرة معارفي في الوسط الفني لم تكن تتيح لي العمل في السينما، فبداياتي كانت في أعمال من بطولة أشرف عبد الباقي وسامح حسين، وهما مقلين في العمل بالسينما، لكن عندما تعرفت على الثلاثي فهمي وشيكو وهشام تعاوننا في مسلسل “الرجل العناب” ، ثم حدث التعاون لاحقًا مع شيكو وهشام في فيلم “حملة فريزر”، الأفلام بالنسبة لي أسهل في كتابتها وأتمني كتابة المزيد من الأفلام، وتوجد العديد من أفكار المشاريع القائمة، لكن لم أستقرعلى الفيلم القادم الذي سأقوم بكتابته.
قمت بكتابة برنامج “شكشك شو” لمصطفي خاطر ، ماهو الفارق بين كتابة مسلسل وكتابة برنامج؟
كانت الفكرة في البداية هي كتابة 3 اسكتشات لشخصية عم شكشك في كل حلقة من حلقات “شكشك شو” ، لكل اسكيتش قصة، بالنسبة للمؤلف الأمر هو نفسه، الإختلاف هو أن القصة يتم روايتها في 5 دقائق بدلًا من 30 دقيقة في المسلسل.
هل ستقوم بكتابة حلقات الموسم الثاني للبرنامج؟
قمت بكتابة 13 حلقة من شكشك شو، تمت إذاعة 6 حلقات منهم حتى الأن، وسيتم إذاعة باقي الحلقات قريبًا في موسم ثاني، لكن لم يتم حتى الأن طرح فكرة كتابة حلقات جديدة من البرنامج.
لديك تجربتين في كتابة الأعمال الدينية هما مسلسلي الرسوم المتحركة “كليم الله” و “حبيب الله”، حدثنا عنهم.
مسلسل كليم الله يروي قصة سيدنا موسى وكان من جزأين ، ومسلسل حبيب الله يروي قصة سيدنا محمد وتم عرضه هذا العام على قناة الحياة وعدد من القنوات الخليجية، وهما من إنتاج شركة ETA للمنتج أحمد طه.
أما عن سبب إختيار الرسوم المتحركة لتقديم أعمال غير كوميدية، فما حدث هو أنه أثناء كتابة مسلسل الرسوم المتحركة “ولاد الإيه” تعرفت إلى المنتج أحمد طه، وبعدها كان يقوم بالإستعداد لإنتاج مسلسل “كليم الله” وعرض على فكرة كتابة المسلسل، ورحبت بالفكرة.
هل يمكن أن نراك مؤلف لمسلسل غير كوميدي قريبًا؟
بالفعل أستعد للتحضير لمسلسل غير كوميدي قريبًا، سيتم عرضه خارج موسم المنافسة الرمضانية، وأراها خطوة مهمة لي، لأنني مهتم بتقديم أعمال متنوعة بعيدًا عن الكوميديا.