أين ذهبت مدام نظيفة؟

 

سما جابر

لم ترتبط في ذاكرة الجمهور بأنها واحدة من أشهر من قدموا حملات دعائية لأحد المنتجات، لكن حملة إعلانات “مدام نظيفة” صاحبة الصوت المُبهج والمميز، كانت توعوية أكثر منها دعائية، لذلك لازال الجمهور يتذكرها ويستعين بأهم مقولاتها “القطنة مبتكدبش” في العديد من المواقف.

من المؤكد أنه لو كان إعلام دوت أورج قد تم تأسيسه قبل أكثر من 15 عامًا وقت عرض الإعلان الشهير، كنا سنقدم معلومات عن أحد أبرز الوجوه الإعلانية وقتها، لكن الفرصة لا تزال قائمة حتى الآن، حيث تواصلنا مع “مدام نظيفة” التي يعتقد الجمهور أنها اختفت منذ فترة طويلة، وفيما يلي أبرز المعلومات عنها.

https://www.youtube.com/watch?v=ub3lLE_Mqo8

شريف صبري “كلمة السر”

في البداية أوضحت أن اسمها الحقيقي “حنيفة” حيث قالت ساخرة: “اسم نظيفة في الإعلان على نفس وزن حنيفة”.

كانت “حنيفة” تعمل مديرة الهاوس كيبنج في بعض الفنادق الـ5 نجوم بفرنسا وإنجلترا، وفي عام 1993 عادت إلى مصر ثم بدأت العمل كمديرة في بعض المشروعات التابعة لمكتب المعونة الأمريكية بمصر، ثم أصبحت مديرا إداريا في بعض المشروعات المتعلقة بمجال الصحة، ولم يسبق لها تجربة التمثيل في مجال الإعلانات قبل تلك الحملة الشهيرة.

وفي صيف عام 2000 تلقت اتصالا هاتفيا من أحد صناع الإعلانات طلب منها عمل “كاستينج” كاميرا، وكان المخرج وقتها هو الدكتور شريف صبري الذي رأى فيها موهبة التمثيل، ثم أبلغوها أنها ستشارك في إعلان لأحد المنظفات الألمانية ويدعى “جنرال”، حيث تعاقدت معهم لمدة 5 سنوات لتقدم الحملات الإعلانية لهذا المنتج، ثم بعد ذلك قدمت عدة إعلانات لمنتجات أخرى لكنها لم تلق النجاح الذي حققته حملة مدام نظيفة.

Image may contain: 1 person, smiling

مدام نظيفة Vs مدام حنيفة

أشارت مدام نظيفة إلى أن سبب النجاح الكبير للحملة وقتها هو “المصداقية”، فبسبب عملها في الفنادق في الجزء الخاص بالنظافة، ظهر ذلك على الشاشة وأحبه الناس وصدّقه، لافتة إلى أن الإعلام في هذا الوقت كان يعلم الناس ويحذرهم ويوعيهم عكس ما يحدث حاليًا: “مُضيفة: “أنا شايفة إن التوعية دي مهمة جدًا وناقصة بشدة في مصر، فالإعلام أصبح لا يقدم هذا مثلما كان يفعل في الماضي”.

وعلى عكس ما اعتقده البعض بأنها لم تقدم إلا تلك الحملة الشهيرة، واختفت بعدها، أوضحت “حنيفة” أنها قدمت عدة إعلانات أخرى لمنتجات مختلفة مثل توشيبا العربي والعبد وجهينة وسمن جنة وأورانج وغيرها، لكن الناس لم يعرفوها بشكل كبير إلا من خلال مدام نظيفة، فعندما كانت تذهب لتقديم ورش عمل في المحافظات تابعة للمعونة الأمريكية، كان البعض يعرفها ويناديها باسمها في الإعلان، وتداعبها بعض النساء ويقلن لها: “إحنا بنخاف أحسن تظهري لنا”، لافتة إلى أنها سعيدة جدًا بما حققه الإعلان من نجاح وتأثير في هذه الفئة، مُضيفة أنها تحب توعية البسطاء لأنهم يمثلون الحقيقة.

كما أكدت أن اسم مدام نظيفة غير مقتصر فقط على الجمهور الذي شاهد الإعلان، لكن أيضًا من يعرفوها عن قرب ينادوها بنفس الاسم، مُتابعة: “هذا شرف لي لأني أحب الناس جدًا وأتفاعل معهم في الشوارع، وأحب البيئة وأحارب من أجلها”.

تجربة تمثيل وحيدة

قالت مدام حنيفة إن الانتشار الذي حققته الحملة الإعلانية تسبب في تقديمها لدور صغير في أحد الأفلام المصرية، لكنها لم تحب التجربة، على عكس تجربة الإعلانات التي أثرت في الجمهور وفيها كثيرًا على المستوى الشخصي والفني، موضحة أنه كان هناك مجاذفة في ترك عملها الخاص والاتجاه للتمثيل، بجانب أنها زوجة وأم لثلاثة أبناء كانت تهتم بالتواجد معهم طوال الوقت، وهو ما نجحت في تحقيقه عندما اتجهت للإعلانات.

كما أبدت رأيها في اختيار المشاهير للإعلان عن منتجات الشركات الكبرى، حيث لفتت إلى أنها ترفض الفكرة تماما بسبب المبالغ الكبرى التي يتقاضوها، وتأثيرهم بالسلب على ممثلي الإعلانات، مردفة: “لازم يبقي فيه تنوع.. ربنا خلق الدنيا متنوعة وده الجمال بتاعها”.