للتواصل مع الكاتب اضغط هنـــا
الكتابة عن فيلم “هروب اضطراري” ليست سهلة، محاولة الدخول في تفاصيل الفيلم قد تكشف الكثير من التفاصيل، لذلك لن تجد في هذا المقال أي حرق لأحداث الفيلم.
الفيلم تدور أحداثه خلال وقت زمني قصير، 4 أشخاص لم يلتقوا من قبل يتم اتهامهم في جريمة قتل، ويقومون بالهرب من الشرطة، ثم يجتمعون في رحلة مليئة بالتوتر لإثبات براءتهم.
الفيلم بطولة جماعية لكل أبطاله، الشخصيات الرئيسية المحركة للأحداث يقوم بأداء أدوارها أحمد السقا، أمير كرارة، غادة عادل، فتحي عبد الوهاب، دينا الشربيني، أحمد العوضي ومصطفى خاطر، لكن تأثير شخصيات ضيوف الشرف في الفيلم لا يقل أهمية عن تأثير الشخصيات الرئيسية، خاصة أحمد زاهر وباسم سمرة.
عرض الفيلم في عيد الفطر يحطم المقولة التراثية التي سمعناها على مدار سنوات وهي “التليفزيون بيحرق الممثل”، جميع أبطال الفيلم ظهروا في مسلسلات رمضان، لكن النجاح هو أن تشاهدهم جميعًا بشكل جديد كما لو كانوا أشخاصا غير هؤلاء الممثلين الذين تشبعت بهم ذاكرتك طوال 30 حلقة انتهيت من مشاهدتهم قبل بضعة أيام، وهو ما تحقق في الفيلم، حتى ضيوف الشرف ظهروا بشكل مختلف عن الشكل الذي ظهروا به في أعمالهم الرمضانية.
فيلم “هروب اضطراري” جدير بالنجاح الذي حققه في أيام عرضه القليلة حتى الآن، ولا يُنصح بمشاهدته عبر الإنترنت لأسباب عديدة بعيدًا عن أهمية مكافحة قرصنة الأفلام ودعم الأفلام المعروضة في دور العرض حتى لا تتعرض لخسائر تجبر المنتجين على التوقف عن الإنتاج، لكن أيضًا لأن الفيلم يتمتع بصورة مميزة لمدير التصوير هيثم حسني، وهو ما يتطلب مشاهدة الفيلم بجودة عالية.
من الممكن الإشادة بأداء معظم أبطال الفيلم، خاصة أمير كرارة وفتحي عبدالوهاب، وكلاهما يستحق الكتابة عنهما بشكل منفصل لمناقشة كيف قام كل منهما بأداء دوره بكل سلاسة وإتقان، السقا مازال هو بطل أفلام الأكشن رقم 1 في مصر، لكنه لم يغفل أيضًا تطوير أدائه التمثيلي والتخلي عن كثير من لغة جسده العصبية، كذلك نجح أحمد العوضي في تقديم شخصية ضابط الشرطة المتفوق على زميله صاحب الأقدمية، بينما كانت دينا الشربيني نقطة الدفء في مشاهدها مع أحمد السقا، بينما جاء أداء غادة عادل ومصطفى خاطر في نطاق الدور، ولم يقدما شيئا لافتا للنظر وسط حالة التألق الشديدة لباقي الأبطال.
“هروب اضطراري” هو الفيلم الأول للمؤلف محمد سيد بشير والمخرج أحمد خالد موسى، الفيلم يحمل العديد من الإيجابيات كعمل أول للثنائي، وبالرغم من كم الإبهار في الفيلم من ناحية السيناريو والإخراج، إلا أن للفيلم عيوبا قليلة، أبرز تلك العيوب هو سهولة تحرك الأبطال المطلوبين أمنيًا في الشوارع وذهابهم إلى مكان يرغبون في التواجد به، دون صعوبة، بالإضافة إلى تطور العلاقة الغير مبرر بين مصطفى وندى. وبالرغم من إيقاع الأحداث اللاهث طوال الفيلم، إلا أن البطء أصابه مرتين؛ الأولى في حركة السيارات التي يقودها الأبطال، فبينما تسير السيارات المحيطة بسرعة طبيعية، تبدو سيارات الأبطال كما لو كانت تسير ببطء شديد في نزهة لتأمل الشوارع، تكرر ذلك في مشهد قيادة أمير كرارة للسيارة وكذلك فتحي عبد الوهاب، أما ثاني حالات البطء فهي طول المشهد قبل الأخير دون مبرر، حيث ترتفع الكاميرا إلى أعلى تدريجيًا بشكل مبالغ فيه، ويعتقد الجميع أن القصة انتهت، ويبدأ المشاهدون في مغادرة قاعة العرض، لنفاجأ بوجود مشهد أخير يضع للفيلم نهاية غير متوقعة.
نهاية الفيلم جيدة في حالة وجود جزء ثانٍ للفيلم، بخلاف ذلك فلا جدوى منها ولا مبرر لها.
الصورة في الفيلم أكثر من رائعة لمدير التصوير هيثم حسني، أما الموسيقى التصويرية لمحمد شفيق فكانت مميزة وأضفت طابع الإثارة للفيلم بالرغم من ارتفاعها بشكل مبالغ فيه في بعض المشاهد، تصميم مشاهد الأكشن جاء تقليديا وتم تقديم معظم تلك المشاهد من قبل في السينما، لكن طريقة التصوير والإخراج هو ما جعلها تبدو بذلك الشكل المبهر وهو أمر يحسب لهيثم حسني وأحمد خالد موسى، وهو ما لم يكن ليتوفر لولا وجود شركة إنتاج بحجم شركة السبكي (ندى السبكي ومحمد السبكي).
فيلم “هروب اضطراري”، يستحق أن تذهب إلى دار العرض لتزاحم على شباك التذاكر حتى تحصل على تذكرتك لمشاهدته.