أحمد رزق الله
لسنا هنا في مجال لقياس الأكثر نجاحًا أو الأشد فشلًا من بين المسلسلات الكثيرة التي عرضت في رمضان، ولكن الهدف من هذا المقال هو قراءة متأنية ومدققة في الأسباب التي جعلت اثنين من أهم الأعمال الدرامية التي عرضت في هذا الشهر تنتهي نهايات مختلفة على الرغم من بداياتها القريبة ورغم امتلاكها أدوات وعوامل كفيلة بتحقيق العملين لنتائج متقاربة في حالة الاستخدام الأمثل لهذه العوامل.
نقاط تشابه عديدة
العملان المقصودان هما مسلسل “لا تطفئ الشمس” ومسلسل “هذا المساء”. وسبب التعرض لهذين العملين دون غيرهما في هذا المقال هو –كما أشرت- لوجود عناصر تشابه عديدة بينهما. فالمسلسلان معتمدان على بطولات جماعية (لا يمكن نسب “هذا المساء” مثلًا إلى إياد نصار أو محمد فراج، كما لا يمكن تنصيب محمد ممدوح منفردًا بطلاً لـ”لا تطفئ..”)، وهذه البطولات معتمدة بشكل كبير على مجموعة ممثلين من الشباب (جميع الأدوار الرئيسية هي لشخصيات في الثلاثينات أو الأربعينات بحد أقصى من العمر، فيما عدا دور ميرفت أمين) والأهم أن العملين جمعا خيرة الممثلين الشباب الصاعدين بقوة معًا على الساحة للسيطرة قريبًا على الأدوار الرئيسية للأعمال الجادة، على رأسهم محمد ممدوح، ومحمد فراج، وأحمد داوود، وأحمد مالك، وأمينة خليل، وعلى مسافة منهم إياد نصار. الأمر الآخر أن المسلسلين وراءهما فريقا عمل من أقوى الحرفيين على الساحة الدرامية الحالية، فتامر محسن أثبت منذ “بدون ذكر أسماء”، أنه مخرج يختلف عن الآخرين وأنه واحد من أمهر “صنايعية” المسلسلات (تجربته السينمائية اليتيمة حتى الآن كانت للأسف شديدة الإحباط في فيلمه “قط وفار”)، بينما الثنائي تامر حبيب كتابةً ومحمد شاكر إخراجًا فقد أكدا في التعاونين السابقين لهما معًا (طريقي وجراند أوتيل) أنهما على موجة واحدة وأنهما يملكان القدرة لجذب متابعي الشاشة الرمضانية لما يقدمانه من دراما أنيقة وشيّقة وإن اقتبست من أعمال سبق تقديمها من خلال وسائط أخرى.
دراميًا، نحن أمام عملين يتناولان علاقات معقدة وشديدة التداخل بين جماعات تبدو شديدة التقارب والتماسك خارجيًا ولكنها في الواقع تنطوي على كثير من الصراعات والتفكك. فعائلة “لا تطفئ..” يقيمون جميعهم في منزل واحد خلا عليهم بوفاة الأب ولكنه لايزال مزدحماً بوجود الأم وخمس أبناء وبنات والمربية، وعلى الرغم من التقارب الشكلي بينهم فإن كل فرد أبعد ما يكون عن الآخر ويكاد لا يعلم أحدهم عن الآخر شيئًا بشكل بدا مبالغًا فيه في بعض الأحيان، فالأشقاء الخمس لم يكن بينهم مشاكل شديدة التعقيد تدعو لتفهّم هذا التفسخ الذي يمكن تحميله على السيناريو الذي لم يراعي التشبيك بين الأشقاء وقصصهم وفضّل رميه على عاتق أنهم عائلة غير مترابطة.
على الجانب الآخر، العلاقات في “هذا المساء” بدت منذ البداية أنها تتمتع بدفء كبير ظاهري ولكنها على وشك الاشتعال والتفكك في أي لحظة، فرغم علاقة الصداقة والقرابة من “سمير” و”سوني” و”تريكة” التي توجت بتشاركهم في مشروع أكل عيشهم (محل الموبايلات)، إلا أنه كان من الواضح منذ الحلقات الأولى وجود خلل أخلاقي في كل من الشخصيات الرئيسية ووجود ضغائن بينهم قد تؤدي لانفجار الصراعات بينهم في أي لحظة. لذا فإن انهيار الروابط القائمة بينهم كان ممهدًا له بعناية (وحتى عودة هذه الروابط بشكل ما وإصلاحها في النهاية كان مفهومًا)، على عكس العلاقات في “لا تطفئ..” التي كانت تتفسخ ثم تقوى بين الحلقة والأخرى دون أسباب مقنعة لكثير من متابعي يوميات هذا العائلة.
تحدي الانتقال بين العوالم
أمر آخر مشترك بشكل ما في بناء دراما العملين هو تحدي الخروج من العالم الرئيسي الضيق للقصة وخلق أحداث موازية توسّع من أفق العمل. فرغم المساحة الكبيرة التي أفردها “هذا المساء” لعالم الصفوة الخاص بأكرم (إياد نصار) وزوجته (أروى جودة) بشكل قد يبدو موازيًا بل مساويًا للعالم الأكثر فقرًا للثلاثي سمير/سوني/تريكة، إلا أنه في النهاية يبقى عالم الثلاثي هو المحرك الرئيسي للأحداث. وكان التحرّك الرئيسي خارج هذه المساحة بقرار “المستر أكرم” أن يحل ضيفًا على هذا العالم المثير بالنسبة له بالزواج من “عبلة” (حنان مطاوع)، فكان الانتقال بين هذين العالمين سلساً ومنطقيًا وشديد التماسك يتحكم فيه بشكل رئيسي الشخصية الأهم في المسلسل –سمير- باعتباره الرابط بين العالمين. حتى الشخصيات الثانوية التي استمرت في الظهور والاختفاء طوال أحداث المسلسل في العالم الأكثر ثراءً لأكرم وزوجته “نايلة” (مثل شقيق وشقيقة أكرم وعلاقاتهم الزوجية المعقدة) فرغم أنها في أحيان كثيرة بدت أضعف ما في المسلسل إلا أن الحرفية التي تحدثنا عنها نجحت في تخديم جميع هذا القصص الموازية على القصة الرئيسية في نهاية المسلسل وعلى دعم الفكرة الرئيسية التي يقدمها صناع العمل دون الشعور بأي إقحام.
في المقابل فعندما خرجنا من العالم الرئيسي الضيق لـ”لا تطفئ..” فكان الخروج في رأيي مصطنعًا بشكل كبير. زرنا المجتمع الأكثر فقرًا من خلال “حبيبة” وشقيقها الميكانيكي في علاقة زواج غير مقنعة تمامًا بين “آدم” (أحمد مالك) و”حبيبة” (مي الغيطي) (ولا يهم هنا إن كانت علاقة الزواج هذه قد قدمت بالشكل نفسه في الرواية الأصلية أو الفيلم من عدمه، فدور صناع الأعمال المقتبسة هو تنقيح الأعمال الأصلية وتقديمها في صورة أكثر قبولًا في العصر الذي تقدّم فيه). لم نشاهد هذا العالم سوى من خلال ورشة فقيرة ولغة حوار مدّعية على لسان شقيق “حبيبة” الميكانيكي وزوجته. وحتى الخروج الآخر إلى لبنان والخروج إلى عالم السهر والعربدة فلم يخلوا أيضًا من التفكك، ويكفي الاختفاء المفاجئ وغير المفهوم لشخصية “رشا” (شيرين رضا) بداعي سفرها ثم ظهورها غير المبرر أيضًا في مشهد الفينالة السعيد للمسلسل ليؤكد أن العوالم الموازية للدائرة الرئيسية للأحداث لم تكن على نفس المستوى.
قوة النهايات
خاتمة المسلسلين أيضًا عنصر هام لشرح الفرق بين العملين. ولكن من المهم قبل ذلك ذكر أن المسلسلين تميّزا ببداية قوية ومبشّرة جدًا فنجحا في تقديم مختلف الشخصيات بشكل تشريحي مبسّط، وخلقا رابطًا قويًا بين المشاهد وبين أغلب الشخصيات. بل واستمرت الأحداث في تصاعد متماسك حتى ربما الحلقات العشر الأخيرة، حتى أن “لا تطفئ..” بدا في أحيان كثيرة أكثر تماسكًا وأكثر تناغمًا بين أحداثه، بفضل مهارة “تامر حبيب” في نسج العلاقات وتميّز فريق العمل الذي ساعده في الكتابة. إلا أن الأمر اختلف تمامًا في المرحلة الحاسمة والأصعب وهي الحلقات العشر الأخيرة، ففي حين ازدادت الأمور تعقيدًا في “هذا المساء” واشتدت سخونة كل علاقة مع تطوّر الأحداث دون أي افتعال أو ليّ للأمور، ظهرت الحيرة واضحة على صنّاع “لا تطفئ..” فبدأت الإطالات (أوضح ما تكون في علاقة “إنجي” أو أمينة خليل بزوجها “يوسف” أو أحمد مجدي أو علاقتها بحبيبها اللبناني وتكرار لقاءتها معهما وأحاديثهم الطويلة دون أي دفع للأحداث إلى الأمام)، واللجوء إلى حشر شخصيات وحكايات لا داعي لها (مثل الممثلة المغمورة والمنتج الغريب اللذان هبطا على حياة أحمد –محمد ممدوح- فجأة). كان لذلك –ضمن عناصر أخرى- تأثيرا على مستوى خاتمة المسلسلين ففي حين بدت نهاية “هذا المساء” طبيعية وحملت نهايات سعيدة (سمير وتقى مثال) وأخرى تعيسة (سوني أبرزها)، كانت نهاية “لا تطفئ الشمس” يشوبها الكثير من عدم المنطقية (لقاء بالسكايب للأسرة مع أحمد وهو محجوز في القسم) بالإضافة إلى مجموعة من النهايات بالغة السعادة (فيما عدا لشخصية إنجي)، وهو أمر محبب كثيرًا لقلب تامر حبيب ولقصصه.
تلقّي المشاهد للانحرافات
اختلاف آخر ملاحظ بالنسبة لي كان تلقّي المشاهد لـ”انحلال” وانحرافات أبطال العملين ومدى تقبّل الجمهور من عدمه للتصرفات الشاذة لأشخاص الحكايتين. “هذا المساء” قائم منذ بدايته على الخلل الأخلاقي للأشقياء الثلاثة سمير/سوني/تريكة (وإن كان الأخير بشكل أقل)، وما يمارسونه من تلصص على الآخرين عبر تليفوناتهم المحمولة بالإضافة إلى دخولهم في علاقات فاجرة في نظر المجتمع. الأمر نفسه ينطبق على المجتمع الثري الذي صوره المسلسل والذي كان مشحونًا بالخيانات الزوجية (وصلت إحداها إلى حد الزواج السري) حتى وإن انتهت بعضها بالتوبة في نهاية العمل. الأمر كان مشابهًا في “لا تطفئ..”، حيث خيانات طوال الوقت وعلاقات مع نساء عليهن علامات استفهام كثيرة وغيره. ورغم هذا التشابه في تصوير تشوهات المجتمع والعلاقات الناشئة به إلا أن الهجوم الأكبر “الأخلاقي” لاقاه مسلسل “لا تطفئ..” (على الأقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي). ورغم عدم ميلي للحكم الأخلاقي على أي عمل، إلا أنه من المهم دراسة أسباب هذا الاختلاف في رد فعل المشاهد على أمور قد تبدو متشابهة. في رأيي أن عدم تلقّي انحرافات “هذا المساء” نقد لاذع من الجمهور قد يرجع إلى تجريم تلك الشخصيات غير السوية منذ بداية العمل بحيث كان واضحًا أننا نتعرض لأشخاص رغم “جدعنتهم” إلا أنهم ليسوا ملائكة، لذا تقبّل الجمهور تصرفاتهم المشينة بل ووصل الأمر إلى التعاطف مع بعض هذه الشخصيات رغم الجرائم التي ارتكبوها في عرف المجتمع (أهمها تعاطف الكثيرين مع سوني، ومع الزوجة الخائنة أم عبير). الصدام الأخلاقي الأكبر ربما كان من نصيب “أكرم” والأرجح أنه راجع للصورة الملائكية التي تم تصويره بها، ولكن مع توالي الأحداث وظهور مدى خسته وجبنه وضح للمشاهد أنه قد تم خداعه في هذه الشخصية.
في المقابل، قوبلت انحرافات شخصيات “لا تطفئ..” بالكثير من الانتقادات ووصفت بالفجور في بعض الأحيان، فقد وضع المسلسل المشاهد منذ البداية أمام شخصيات شبه ملائكية تعاني فقط من عيوب في الشخصية ولكنها لا تصل إلى حد الانحلال. كل ذلك أحيط بإطار جميل وأنيق في منزل تكاد تفوح منه رائحة العطر. فمن الخداع بعد كل ذلك أن يجد المشاهد فجأة نفسه وسط مجموعة من الأشخاص “المنحرفين” (بالمقاييس التقليدية للمجتمع، اتفقنا أو اختلفنا عليها) بعد أن كان يراهم (أو صوروا له) مجموعة من الأطهار. أضف إلى ذلك أن بعض هذه “الانحرافات” رغم عدم فداحتها إلا أنها مهينة لفئة كبيرة من المجتمع وتهز الكثير من ثوابته (عقيمة كانت أم لم تكن)، مثل دخول الأم في علاقة مع حبيبها القديم بعد وفاة زوجها، أو تناول الخمر كالماء أو وجود شخصية مثلية (وإن تم تقديمها بطريقة شديدة الرقي ودون أي ابتذال في سابقة ربما الأولى للدراما المصرية).
العمل ابن عصره
المعاصرة كانت أيضًا في رأيي نقطة فاصلة في ترجيح كفة أحد المسلسلين على الآخر. فإحدى أهم نقاط قوة “هذا المساء” هي تناوله لقضية صارت تمس حياتنا اليومية في كل لحظة منها، وهي التعامل مع التليفون المحمول والتكنولوجيا الخاصة به وما لهذا من تأثير على علاقة صاحب التليفون بالعالم القريب المحيط به. نجح صنّاع المسلسل في نقل أدق خبايا هذا العالم وقدّموه بشكل شديد الواقعية وفي نفس الوقت بشكل مبسّط فجذب انتباه جميع الفئات المستخدمة لتكنولوجيا الموبايل سواء المتمرّسين فيه أو من يستخدمونه فقط للرد على المكالمات. إذًا فـ”هذا المساء” اقتحم الحياة اليومية للمتفرج، لذا لم يشعر المشاهد البسيط بالغربة حتى عند انتقال أحداث الحكاية إلى عالم القصور ولندن الخاص بأكرم وعائلته الثرية، ففي النهاية تكنولوجيا الموبايل واحدة في العالمين وكانت هي الرابط الرئيسي بينهما طوال الأحداث.
على الجانب الآخر، فالتحدي الرئيسي في عملية تحويل رواية “لا تطفئ الشمس” (والفيلم أيضًا) إلى مسلسل يذاع في 2017 هو مدى القدرة على “عصرنة” أحداث جرت في النصف الأول من القرن الماضي وجعلها مقبولة وقريبة من عقل وقلب مشاهد الوقت الحالي. فهل شعر المشاهد بالألفة تجاه الأسرة التي عاش معها 30 يومًا من حياته؟ في رأيي الشخصي أن هذه الألفة لم تحدث بالشكل المطلوب، فمنذ بداية الأمر نحن أمام عائلة غريبة عن عائلات هذه الأيام. فكم عائلة في عصرنا الحالي وفي هذه الطبقة الاجتماعية لديها خمس أبناء متقاربي السن؟ فما بالك وأن الأم لم تكن عاشقة للأب لتكون سعيدة بكل هذا النسل منه، وكم أسرة لازالت المربية تلعب دورًا رئيسيًا في حياتها ويتم معاملتها على أنها فرد منها؟ تلك أشياء من موروثات عصور مضت ولكن هل كان يجب للمسلسل أن يرثها ويحافظ عليها من الرواية الأصلية؟ هذا شيء قابل للنقاش وأتوقع أن فريق العمل تناقشوا كثيرًا في هذه الأمور ولكنهم في النهاية وصلوا إلى ما ظهر لنا على الشاشة.
لن أتحدث عن انسياق البعض في المقارنة بين ممثلي المسلسل والممثلين الأصليين للفيلم (وهو أمر أيضًا كان يدركه صناع العمل عندما قرروا إعادة إنتاج الرواية) لأنني لا أؤمن بهذه المقارنات ولأن آليات وأسلوب تمثيل كل عصر تختلف تمامًا عن أي عصر آخر. ولكن يمكن ذكر ما اتفق عليه الكثيرون أن اختيار ميرفت أمين لم يكن موفقًا وأن جميلة عوض في حاجة لإعادة النظر في طريقة تمثيلها الجافة. كما أن اختيار محمد ممدوح كان في رأيي miscast (خطأ في تسكين الأدوار) شديد، فلم أقتنع لأي لحظة بأنه أديب أو كاتب (على العكس كان تسكين الأدوار “في هذا المساء” عظيمًا، حتى في أصغر الأدوار والتي ستبقى في الأذهان لسنوات رغم مساحتها الصغيرة، مثل أدوار أم عبير، وفياض، وغيرها). ولكن المشكلة في “لا تطفئ..” كانت أيضًا في عدم قابلية بعض الأحداث للتحوّل إلى أحداث معاصرة مقبولة، مثل قرار “أدم” بهجر أسرته والتحول إلى مساعد (صبي) ميكانيكي وترك عالمه المولع به إلى عالم آخر على النقيض. فنحن لم نكن أمام شاب عادي محبط وفاشل فيكون قرار تحويل حياته سهلًا أو حتى طائشًا ولكن قابل للحدوث. شخصية أدهم منذ البداية كانت لشاب محبوب يشعل الحفلات بموسيقاه ويعشق ما يفعل (حتى قيامه بالعمل كسائق أوبر). فهذا التحوّل الدراماتيكي هو نوع من المبالغة التي كانت مقبولة في أدب وفن خمسينات وستينات القرن الماضي والتي لم تعد مقبولة في وقتنا الحالي، حتى لو صوّرنا أدهم بأنه ملاك رافض للعالم المادي الذي نشأ عليه كما حاول صنّاع المسلسل تقديمه.
في النهاية، ليست هذه محاولة لعقد مقارنة بين عملين اجتهد صنّاعهما للخروج بعمل فني مميّز يقدمونه على الشاشة وليس مجال لتفنيد أفضلية عمل على الآخر (فحتى تامر حبيب نشر على الحساب الخاص به تحية صادقة لصناع مسلسل “هذا المساء” واصفًا إياه بأنه أحد أفضل الأعمال الدرامية مؤخرًا)، ولكنها محاولة فقط للغوص في أسباب اختلاف تلقّي جانب من المشاهدين لعملين كانت لهما فرص متساوية لتحقيق ردود أفعال متقاربة.