طبعا هناك آلاف الاختراعات غيرت وجه العالم للأبد من أوّل النار (و لو انها اكتشاف وليست اختراع) وصولا إلي الانترنت و شبكات التواصل، و لكنّي متوقف هنا عند اختراع حديث جدا تم اضافته علي موقع الفيس بوك بعد انطلاقة باعوام و هو “اللايك” LIKE
هل تذكر الأيام الجميله عندما كنت تقرأ كلاما فيعجبك و تتفنن في عرض اسباب اتفاقك معه مضطرا لتشغيل دماغك و صوابعك في الكتابه و التعبير؟
طيب هل تذكر الأيام التي كنت تعاتب فيها أصحابك علي طول الغياب و عدم السؤال بانتظام؟ و لّا أيام ما كان التقدير يأتي علي قدر الموهبه أو الابتكار أو حتي رجاحة العقل؟
انقضت تماما هذه العادات اللطيفة و الأيام الخوالي بعد اكتشاف اللايك… فلم تعد في حاجة ان تتعب نفسك و عقلك و يكفيك ضغطة علي هذا الزرّ الفريد الذي ينتج عن صورة ذات ابهام متجه لأعلي ليقول كل ما تريد…
تطوّر استخدام اللايك من أداه لإبداء الاعجاب ليصبح أداة تجنب العتاب بين الاصحاب حينما يقول احدهم (يا أخي كنت عبرني بلايك)، كما اصبح أداة في نفس الوقت لتوصيل رسائل يفهمها ضاغط اللايك و مستقبِله علي حدٍ سواء مثل:علي فكره أنا شفت الكلام ده و فاهم انك بتقصدني، أو: أديني عملت واجب معاك أهه بس ابقي ردّهالي! كما انه أغلق تماما جميع وسائل الزوغان بالإنكار لأنه ببساطة يجعلك تسمع (لأ انت شفت و كنت عامل لايك كمان)
و من أبرز ما يمثل اختراع اللايك في هذا الزمان كم يتم متابعتك و تقدير آرائك (أو حتي شطحاتك) علي شبكات التواصل الاجتماعي و سببا رئيسيا في همزات شيطانية تدعوك لكتابة ما تكتبه ابتغاء المزيد من اللايكات و ليس مرضاة الله كما كان الحال أيام زمان، كما انها اصبحت و العلم عند الله من اهم وسائل التقييم عند الكثير من دور النشر لتقدير هل ما تقدمه يستحق النشر أم لا و لو هتنشر يبقي طبعتك كام نسخة ان شاء الله؟
و اللايك عزيزي القاريء أصبح سببا في بداية علاقات عاطفيه (انا متابع و باعمل لايك قبل ما تدوسي انتر) و سببا في خناقات كثيره أيضا و خصوصا لو كان تم لفت نظرك من قبل (أنا مش قولت لك تعمل لها بلوك؟)
المهم يا عزيزي الذي صبر معي حتي نهاية هذا المقال انه يمكنك أن تتعمق و تبحث أكتر عن رسائل مخفيه أو معلنه يمكن استقبالها و فهمها من هذا الكف المضموم ذو الابهام المفرود و لكن لا يمكنك الخروج من هنا قبل أن تدوس “لايك” و تترحم علي ايام اكتشاف النار
اقرأ ايضا
أحمد شبكة: أسكن بيوت الشعر؟ آه ممكن