– بعد 4 أيام من عرضه في شباك التذاكر المصري حقق فيلم “هروب إضطراري” لأحمد السقا قرابة 17 مليون جنيه، وأنت تقرأ هذه السطور من المفترض ان يكون قد تجاوز حاجز الـ 25 مليون جنيه على الأقل، إيرادات فيلم أحمد السقا الجديد تفوقت على مجموع إيرادات الأفلام الأربعة المنافسة له في ظاهرة لم يشهدها شباك التذاكر من قبل سواء في موسم العيد أو غيره، ربما كان الخبر سيكون عاديا لو لم يكن النجم الصاعد بقوة محمد رمضان مشاركا في السباق، لكن من يقرأ الإيرادات سيتخيل السقا يقول لرمضان عباراته الشهيرة “بس يا بابا” ، فقد عاد أبرز ممثل لأفلام الحركة ليعتلى القمة مجددا بعدما احتل المركز الثاني في موسم العيد الماضي خلف “جحيم في الهند” لكن بفارق أقل بكثير عن ما حققه “جواب اعتقال” لمحمد رمضان هذا الموسم .
– هذا ليس انقلابا في سوق السينما، بالعكس هذه عادة السوق لكن الأزمة في من يظن أنه سيحتفظ بالقمة للأبد دون أن يتملك أدوات هذا الاستمرار وهو الأمر الذي يحتاج ممثل حقيقي مثل رمضان أن يراجعه بشدة، فالجمهور غدار ولا أمان له .
– لماذا تراجع رمضان في موسمين، الأول منتصف العام الدراسي حيث اعتلى القمة وقتها “القرد بيتكلم” بفارق ضئيل عن “آخر ديك في مصر” ولماذا تأخر بفارق كبير عن أحمد السقا في موسم عيد الفطر 2017، هذا أمر يحتاج لتحليل مستقل، لكن ما يمكن أن نقوله باختصار أن السقا قدم مع أمير كرارة وغادة عادل وغيرهم فيلما يناسب احتياج جمهور العيد الذي كان يرى في أفلام رمضان السابقة نفس الصورة لكن رمضان نفسه لم يعد قادرا على تقديمها مجددا فنافس بفيلم انتهى تصويره منذ عام تقريبا وتعرض لتغييرات عديدة لكن أبرز عيوبه انفصام الشخصية، فهو يظهر كإرهابي غير مقتنع بما يفعل فأصبح كمن وقف على السلم فضاعت جاذبية الفيلم رغم الاشادة بعنصر التمثيل خصوصا صبري فواز وسيد رجب لكنه المجهود الفردي الذي لا ينقذ العمل ككل .
– كان من المفترض أن ينافس السقا أيضا محمد هنيدي ابن جيله والذي كان بطلا لفيلمين ظهر فيهما السقا كممثل مساعد “صعيدي في الجامعة الأمريكية” و” همام في أمستردام” لكن إيرادات “عنترة ابن ابن ابن شداد” حتى الأيام الأربعة الأولى توقفت عند حاجز الثلاثة ملايين جنيه، الفيلم يعاني من بطئ شديد في ايقاع انتاج الضحك، ومن فكرة تصيب المتفرج بالانفصال عن ما يجري على الشاشة وهو ما يطرح تساؤلا حول عدم قدرة هنيدي الحفاظ على نجاحه السابق في ” يوم ملوش لازمة” واستمرار عادة المشي على سطر وترك سطر.
– إيرادات فيلم “تصبح على خير” لتامر حسني تجاوزت حاجز الست ملايين جنيه، وهو رقم جيد جدا للمطرب الوحيد الذي لازال قادرا على صناعة أفلام لا تحتل القمة لكنها لا تهبط للقاع وهي رسالة مزودجة لهنيدي ورمضان بأن السوق به منافسون قادرون على سحب البساط إلى جوار صاحب المركز الأول.
– أخيرا “الأصليين” الفيلم الذي يعترف صناعه منذ البداية بأنه ليس فيلم عيد، لكن يحسب لهم شجاعة خوض السباق وتحقيق أكثر من 2 مليون جنيه في الأسبوع الأول، هناك مشكلات في السيناريو لكن أداء الأبطال عوض ذلك حسب مراجعات الفيلم عبر السوشيال ميديا وفي بعض المقالات النقدية، وأهم ما حققه الأصليين أنه جعل موسم العيد أكثر تنوعا ما بين أكشن السقا ورمضان ورومانسية وكوميديا تامر وهنيدي فجاء هو مختلف لتزيد الخيارات أمام الجمهور الذي أثبت مجددا أنه لا ولن يوقع شيكا على بياض لأي نجم وأن الملايين التي تأتي قد تذهب حتى لو كان الأمر متعلق بـ”الأسطورة” .