تخيلت أفيش الجزء الثاني لفيلم “هروب اضطراري” ويتصدره أحمد السقا بجانب أحمد حلمي ومعهم عدد أخر من الأبطال فالنجاح الكبير للجزء الأول ومعه النهاية بظهور حلمي تشجع المنتج على تقديم جزء ثاني سريعا على غرار السلاسل الناجحة للأفلام الأجنبية من ذلك النوع مثل _ fast and furious_ expendablesوغيرها، كذلك فرصة جيدة لنشاهد نجوم هذا الجيل يعودون للعمل معا مثلما كانت بدايتهم قبل نحو 15 سنة، حتى لو تتطلب ذلك من النجوم تخفيض أجورهم.
فيلم “هروب اضطراري” يقدم النموذج “المثالي” للسينما التجارية في أبسط صورها بدون تعقيدات درامية أو فلسفة وواضح جدا ان أحمد السقا والمخرج أحمد خالد موسى اتفقا منذ البداية على تقديم أقصى ما وصلت إليه صناعة سينما الأكشن المصرية من “مطاردات ومعارك” بكل أشكالها الممكن تنفيذها حتى ولو كان ذلك على حساب الدراما لا يهم، المهم فقط جذب الجمهور والفوز في سباق الإيرادات الصعب لهذا الموسم وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا “وزيادة” وبدون إستعراض قدموا عملا “تجاريا” بحتا ومن أجل إكتمال التوليفة التجارية كانت فكرة مشاركة أكبر عدد من النجوم سواء كأبطال أو ضيوف شرف!
نجاح المخرج أحمد خالد موسى في تجربته الأولى يكتب له شهادة ميلاد سينمائية بالتأكيد فاقت توقعاته رغم إنه أهمل باقي عناصر الفيلم الدرامية ومعه المؤلف فلم نشاهد تقديم وتطور جيد للشخصيات وعلاقاتها فيما بينها واكتفى الفيلم بالقليل في سيناريو الأحداث وأيضا التمثيل كان ضعيفا لمعظم الأبطال وأيضا الحوار كان ضعيفا بين الشخصيات ولا تتذكره وكما قلت كان التركيز الأكبر لصناع الفيلم على كيفية تنفيذ مشاهد الأكشن بحرفية جيدة مستعينا بكل العناصر المساعدة على رأسهم “اندرو وماكجيفر” لأنه يعلم منذ البداية إنهم يصنعون فيلما يجب أن يتضمن كل عناصر التشويق والإثارة من معارك ومطاردات ورغم جودة صناعتها إلا إنها جاءت معظمها مكررة “خاصة مطاردات السيارات” وأصطدامها بصناديق الكرتون “الفارغة”! كل ذلك تنفيذ قديم وباستثناء بعض أماكن التصوير الجديدة واجتهاد أحمد السقا لتنفيذ مشاهد خطرة بنفسه ستجد نفسك شاهدت معظم المطاردات والمعارك في أفلام سابقة والسبب بالطبع هو إستمرار الإعتماد على أسماء معينة لتنفيذ هذه المشاهد طوال السنوات الماضية! دون التجديد ولذلك على صناع السينما معالجة هذا الأمر سريعا من أجل تطوير سينما الأكشن.
بالطبع “هروب اضطراري” ليس أفضل أفلام نجم الأكشن أحمد السقا ولكنه الأهم والأنجح في مشواره بعد أن أعاد له ثقة شباك الإيرادات بشكل فاق توقعاته وتوقعات جميع صناع السينما المصرية ليعطيه دفعة جماهيرية قوية للأستمرار كواحد من أهم نجوم الشباك الحاليين ورغم ما يتردد دائما عن تألق من هم في الأدوار الثانية أمامه وهو حقيقي في كثير من أفلامه لكن تشعر دائما أن هذا الأمر لا يشغله فهو يجسد نموذج البطل “الكاريزمي” في أبرز أمثلته ويعلم أن بدونه لن يكون هناك فيلما لذلك تمثل الكاريزما والحضور لدى السقا العامل الأهم في نجاحه كممثل وذلك لا يعيبه إطلاقا ويبدو أنه متصالح مع نفسه كثيرا في ذلك الأمر فيعمل ويتعاون مع الجميع بدون غرور وهي ميزة أيضا للنجم الشاب وذكاءه في التعامل إلى جانب حفاظه على الشخصية التي رسمها في ذهن الجمهور منذ بدايته أنعكست أيضا بالإيجاب على جماهيريته فهم يرونه دائما مثال للرجل الشهم.
الموسيقى كانت من أبرز عناصر شحن وتهيئة مشاعر الجمهور في مشاهد الأكشن الكثيرة والتي عابها عدم التحضير الدرامي الجيد لها والتركيز أكثر كيف نصورها ! فظهرت بدايات ونهايات بعضها عكس ما ينتظره الجمهور،مثلا مشهد “الخيول” كان يجب تنفيذه بشكل وبتمهيد أفضل من ذلك خاصة وان البطل معروف لدى الجمهور بأنه “خيال” ولكن التعجل في تنفيذ المشهد جعله يخرج ناقصا جزءا من متعته! فالأكشن ليس تصوير فقط!
كذلك لم أفهم المشاعر التي بدت في حديث مصطفى لندى رغم أنهما تعارفا فقط منذ عدة ساعات وأوحت بوجود علاقة قديمة بينهما! وهي عيب الدراما في الأحداث الشخصيات ظهرت فجأة وتعارفت أيضا فجأة، بدون تمهيد وتحضير كافي لها وكأنه جزء جديد لفيلم سبق تقديمه! كذلك معركة أدهم ومصطفى كانت “مفتعلة” وغير مقنعة في سياق الأحداث ولكنها بالطبع ضرورة لمزيد من الأكشن! أيضا تحرك المتهمين الأربعة بسهولة ويسر في الشوارع والأماكن المختلفة كان ساذجا دراميا،ولكن في النهاية أنت امام فيلم تجاري أكشن جيد الصنع كان يحتاج لخطوط درامية أكثر مثلا لو تدخل مبكرا في الصراع “باسم السمرة” ليكون طرفا ثالثا في الصراع يريد الوصول إليهم قبل الشرطة بدلا من الظهور في نهاية الأحداث مثل “اللهو الخفي”.
على مستوى التمثيل لم يظهر بشكل جيد سوى فتحي عبدالوهاب والذي قدم كاركتر جديد لضابط الشرطة نجح معه في جذب الجمهور وتفاعلوا معه رغم وجود كم كبير من النجوم ومعه أيضا القادم من نجاح تليفزيوني كبير أمير كرارة والذي يبدو أنه بدأ مرحلة فنية جديدة من النجومية وعليه أن يحدد كيف ستكون خلال الفترة القادمة أما باقي الممثلين فكان أداءهم مثلما هو معتاد منهم وأقل.