جاسر الجاسر : إعلام الإشاعات والتسريبات

استغربت تصريحاً من «الخارجية» ينفي استقالة الأمير سعود الفيصل رداً على مواقع ثانوية وحسابات شخصية. الاستغراب أن وزير الخارجية منصب ظاهر وشديد العلانية، فلا يمكن إخفاء استقالته، لأن الدولة ملزمة بتعيين بديل فوري يمثل سياستها الخارجية، ثم أن السعودية تتوافر على شفافية عالية، فلم يسبق أن تركت الأمر للإشاعات والأقاويل أو تكتمت على أخبار مماثلة، ولعل السنوات الماضية أكبر دليل حتى أن دخول الملك الراحل إلى المستشفى كان ينشر قبل وصوله مع تفاصيل الحالة، فلماذا القلق من الإشاعات والتعامل معها على مستوى الندية على رغم هشاشة منطقها؟

أصبح الإعلام بجميع مستوياته رهين الإشاعات ويتحرك وفق خط سير التسريبات، فَقدَ صفته القيادية والإرشادية وتدنى إلى الاتكاء على ما تكرره بعض الحسابات والمواقع، خسر مصادره الاحترافية فمال إلى الاستعانة بأي مقطع فردي واعتباره الدليل والإثبات، ومن أشهر الحوادث قصة إنقاذ طفل سوري لأخته بينما الحقيقة أنه مجرد مشهد تمثيلي.

في تغطيات جرائم النظام السوري وانتهاكات ميليشيات العراق وتبدلات ليبيا واليمن لا يوجد المراسل التقليدي، بل مجرد أسماء حركية تبث مقاطع مجهولة المكان والتاريخ لتبرير أمر ما أو مناقضة آخر، ثم زادت الكارثية حين أصبحت بيانات الجماعات الإرهابية من المصادر التقليدية للمعلومة مع أنها تمثل آيديولوجيا دموية وتخدم أغراضها التخريبية.

الإعلام الشبق إلى معلومة ضائعة، الباحث عن تصدر وهمي وتعويض الخسائر يتعلق بأي تسريب ليكون مادة للإثارة، وحتى إن كان المصدر محملاً بشبهات النوايا السيئة وضعف القدرات والاعتياد على التجميع والتأليف، ما يجعل «الجزيرة» تنسف تاريخها العريق فتكون مجرد حنجرة احتياطية إلى قناة ثانوية مرتجلة ومؤدلجة اسمها «مكملين» لمجرد الموقف من مصر ومحاولة إسقاط الحكومة حتى إن كان الثمن دماء المصريين وبث الخوف فيهم وتخريب سبل معيشتهم.

تقارير المراسلين مجرد ارتجاع لتغريدات متوهمة أو متصيدة أضحت هي غرفة الأخبار وبديل الوكالات والوسائل المحترفة.

لم يعد الإعلام وسيلة خبر، بل أصبح طرف صراع يجير الحقائق بحسب انتماءاته وتوجهاته، منافساً المحطات الحزبية والرسمية التي مهمتها الأساس تبرير كل فعل لمنشئها. تنازل عن موقعه المؤثر ليتحول إلى متسول يلتقط فتات التغريدات ومقاطع التسجيلات، مؤملاً باستجداء الشارع وكسب رضاه. كان قائداً فأضحى مقوداً يستحلب رضا «الهاشتاغات» ويحاول أن يحظى بالتفاتة منها. صحيح أن المحطات كثر والصحف منتشرة والمواقع تتناسل مثل الأرانب، لكن هذا الصراع أضاع المهنية وأعلى النزق والافتئات والتزوير والأخبار المكذوبة مهما صفت النوايا وحَسُن القصد.

السادة اليوم هم المبتدئون والشتامون والصاخبون والمبهرجون، أما الصناعة الإعلامية فتهدمت مع الربيع العربي وموجاته فلم يبق سوى الأسماء وسيرتها التاريخية، أما واقعها فقد عاد إلى البدايات الأولى تاركاً الابتكار لجماعة محو الأمية لأنهم يستطيعون قراءة بعض الحروف، ولأن التخصص والمعرفة المعمقة لا قيمة لهما في المجتمعات الأولية.

نقلا عن جريدة الحياة .

اقرأ أيضاً :

جيهان منصور: تلقيت عرضاً لدخول البرلمان

محمود سعد : الهضبة والكينج وأنغام سفراء للإسلام‬‎

بلاغ يطالب النائب العام بالتحقيق مع لميس والابراشي واديب وموسى وبكري بتهمة الخيانة العظمى

وفاة أحمد عبد الحليم مراسل العاشرة مساء

وصية عبد الرحمن الأبنودي : لا تلفوني في علم

“الأهم” في عددها الأول: الأبنودي بطل الصفحة الأولى

عمرو عبد الحميد ينقل رسالة من الأبنودي لجمهوره

وفاة والد الإعلامي عمرو عبد الحميد

تفاصيل مشروع بـ12 مليار دولار يكشفها شريف عامر

دموع لص في برنامج جورج قرداحي

“محلب” مع خيري رمضان … الأربعاء

سيد علي يحذر السيسي من “ثورة”

أول ظهور إعلامي لفضل شاكر بعد حلق لحيته

برامج الصباح ..اللعنة مستمرة

“المفوضين” تتضامن مع الصحفيين بمنع رئيس الزمالك من الظهور

 أحمد خير.. إنها لا تمطر في الزمالك   

 لأول مرة: الحساب الرسمي للرئيس يدعم صفحة أخرى  

 خبير إعلامي يضع قائمة مبكرة للمسلسلات الأفضل في رمضان 2015   

 منتصر لعمرو خالد: روايتك فيها بصل   

 20 صورة من ختام مهرجان المركز الكاثوليكي   

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا