ممكن إعتبار فيلم “تصبح على خير” النموذج الأفضل هذا الموسم مع فيلم “هبوط اضطراري” للسينما التجارية الجيدة الصنع والناجحة جماهيريا فقدموا المتعة والتسلية في أبسط صورها السينمائية والأهم قدم كل فيلم ما يريده جمهوره بشكل كبير فكسب الرهان بشباك الإيرادات في أصعب منافسة منذ فترة.
تقريبا منذ أولى بطولاته والمطرب وفيما بعد الممثل تامر حسني يقدم نفس الشكل السينمائي الفيلم “اللايت” الذي يعتمد على الكوميدية الرومانسية فتجد هذه العناصر الفنية حاضرة في جميع أفلامه ودعمها كثيرا نجاح أغنياته كمطرب، في أحدث افلامه “تصبح على خير” إخراج وتأليف محمد سامي، خاض معركة صعبة في شباك التذاكر لوجود أسماء جماهيرية كبيرة في عالم الإيرادات السينمائية ورغم تراجع إيراداته عن أفلامه الناجحة مثل “عمر وسلمى” لكنه نجح في الحفاظ على مستوى ثابت منذ طرح الفيلم بل وصعد للمركز الثاني في إيرادات الموسم بعد أن كان ثالثا في مفاجأة كبيرة خارج التوقعات في هذا الموسم “الصعب”! وهي إشارة لنيل الفيلم رضا الجمهور وإستمرار الإقبال عليه، وأدهشني أكثر تعليقات الجمهور في صالة العرض فهم يعرفون جيدا محتوى السينما التي تعرض لهم، فقالوا ان الفيلم “بسيط” ومسلي! هكذا كانت تعليقاتهم فيما بينهم “الفيلم مفيهوش أي قصة لكنه مسلي وضحكنا”! ورغم تكرار فكرة الفيلم إلا انه نجح في تقديم معالجة درامية جذابة للجمهور.
تجربة تامر حسني الجديدة حملت مفاجأة لم تكن “سارة” لجمهوره وهي عدم وجود “أغنيات” داخل العمل مثل جميع أفلامه السابقة بأستثناء أغنية دعائية بمشاركة “اليسا” لم تعرض هي الأخرى ضمن سيناريو الأحداث! وفوجيء الجمهور بعرضها مع تترات الختام! وهو ما جعل متعة الجمهور “ناقصة” شيئا ما! فالجمهور عرف بطل الفيلم وأحبه كمطرب قبل أن يدخل مجال التمثيل، فمثلا عبدالحليم حافظ المطرب “الممثل” الأشهر في تاريخنا قدم ١٦ فيلما جميعهم كانت الأغنيات حاضرة بقوة ضمن سيناريو الأحداث “نحو 70 أغنية” وساعدت على نجاح أفلامه إلى الأن و‘امل أساسي لنجاح تامر حسني السينمائي نجاحه كمطرب ولذلك فهي ميزة تضاف له كممثل عن المنافسين! ولا أعرف لماذا قرر التخلي عنها، هل سيعتزل الغناء مثلا؟! وهل من أجل أن يقال أنه ممثل جيد يتخلى عن موهبته الاساسية!؟
إنتاج جيد
عكس فيلمه “جواب إعتقال” كان المخرج محمد سامي أفضل وأكثر تمكنا من أدواته في هذا العمل، وإهتمامه بالصورة والديكور والجرافيك وحتى الملابس كان واضحا فخرجت هذه العناصر مميزة وأضافت للعمل وأنصحه بالإستمرار في هذه النوعية من الأفلام، أيضا التفاهم كان واضحا بين البطل ومخرجه وسبق وعملا معا كثيرا فجاء أداء تامر كممثل جيدا وأفضل من أعماله السابقة ومعه “نور” العائدة بعد غياب والتي بدأت تستعيد حضورها السينمائي وقدمت أداءا جيدا خاصة مشهد النهاية وأيضا “درة” هنا أفضل كثيرا من فيلمها الأخر “عنتر ابن شداد” أما “مي عمر” فنجح المخرج في صناعة كاركتر “خفيف الظل” وجذاب جماهيريا لها لكن أداءها وخاصة نطقها للحوار يحتاج لتدريب أكثر ، أما أكثر ممثل لفت الأنظار بأداءه الجيد كان محمود البزاوي.
اختار تامر حسني في عمله الجديد البعد عن شخصية “الولد الشقي” الذي تقع الفتيات في غرامه وراهن في فيلمه على عنصر التمثيل لدرجة إنه قدم أكثر من شخصية ورغم أن البطل ليس من نجوم الكوميديا إلا ان المواقف الكوميدية داخل الأحداث تم صناعة معظمها بشكل جيد خاصة التي تعتمد على عنصر “المفاجأة” ونجح تامر في تمثيلها بأستثناء “المبالغة” في مشهد “النايت كلوب” لم يكن تامر موفقا فيه كذلك كانت تعبيرات الحزن للبطل في بداية الأحداث مبالغ فيها جدا! وكأنه تعرض لكارثة وليس بسبب عدم الإنجاب فقط، وكذلك حديث الأخ بأنه لازم يسافر للعلاج بالخارج يوحي بأنه مصاب بمرض خطير! ولم يتم الحديث عن تفاصيل مرضية للبطل سوى إنه يعاني من إكتئاب! ولكن في العموم الفيلم مثال ناجح للفيلم “اللايت الكوميدي” ببساطة شديدة خاصة النصف الأول والذي كان إيقاعه سريعا وجيدا ونشاهد البطل يبدأ يدخل في لعبة الأحلام والتي تم تنفيذها بشكل جيد، لكن النصف الثاني للأحداث أبتعد قليلا عن الكوميديا وحدث إرتباك في السيناريو تجاه تحول الشخصيات وأكتشاف البطل لحقيقة خدعة زوجته بشكل غير مقنع،كذلك حوار الفيلم كان ضعيفا.
بالطبع يعتبر صناع فيلم “تصبح على خير” حققوا نجاحا في هذا الموسم والذي شهد منافسة قوية وتغييرات كبيرة في شباك الإيرادات وساعدهم أيضا الذكاء في الترويج الجيد “خارجيا” للفيلم مستغلين شعبية البطل الكبيرة على المستوى العربي كمطرب ولازال أمامه الكثير ممكن تحقيقه فهو الأن يعتبر أنجح المطربين “الممثلين” في السينما بعد ثماني بطولات حقق فيها نجاحا ملحوظا بشباك الإيرادات.