الحقيقة وراء ديسباسيتو (+18)

ياسر حسين

انطلقت أغنية ديسباسيتو Despacito الناطقة باللغة الاسبانية والتي تعني بالعربية العامية “بشويش”، لتغزو موقع الفيس بوك خاصة بين المستخدمين المصريين الذين لا يعرفون اللغة الاسبانية وأنا منهم طبعًا، فقد أكون من العارفين ببعض الكلمات ولكن بكل تأكيد لا أتقنها.

لي صديقة رسامة كاريكاتير من “بيرو” وهي من البلاد التي تتحدث باللغة الأسبانية، فأردت مجاملتها بأنني استمع إلى أغنية تنتمي إلى لغتها وثقافتها مثلما كانت تحدثني عن استماعها إلى “عمرو دياب”، فأرسلت إليها رابط لأغنية “ديسباسيتو” بتوزيع غنائي بدون موسيقى، وهنا كانت المفاجأة، لقد هاجمت هذه الأغنية بشدة لأن نوعية الموسيقى والرقص الذي تنتمي إليه أسمه ريجاتون reggaeton وهي نوعية عنيفة لا تنتمي إلى الرومانسية بالمرة بل تندرج تحت نوعية تخاطب الجسد وممارسات حركية جنسية عنيفة في أثناء الرقص.

أما إيقاع الأغنية فيسمى Perro ومعناه بالعربية كلب، والرقص على هذه النوع من الموسيقى يكون بشكل مقزز كما لو كانت علاقة حميمة بطريقة الكلاب وبها تصادم بالاجساد، وكثير من الأغاني الايقاعية الناطقة بلغات نجهلها كعرب ومصريين كثيرًا ما تنتشر وتلقى رواجًا لإعجابنا بالإيقاع بينما قد تحمل كلماتها معاني غير لائقة ولا تناسب مجتمعاتنا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتشر فيه أغنية أجنبية غير ناطقة بالانجليزية وبلغة غير معلومة لنا فلقد تعرفنا مثلا على المغنية الكوبية ذات الأصول اللبنانية “شاكيرا” من خلال أغنية Ojos AsÍ عام 1999 وهي الناطقة باللغة الأسبانية ومعناها “عيون مثل تلك” ولجهل بعض النقاد آنذاك باللغة والانتشار الكبير للأغنية خرجت بعض الأقلام لتكتب أن هذه الأغنية بالعبرية، وأنها لمطربة إسرائيلية وهو ما أثبتت الأيام عدم صحته بعد ذلك.

وأيضًا في بدايات التسعينيات نجحت أغنية قادمة لنا من البرازيل أسمها Lambada “لامبادا” ورقص عليها الجميع ولم نكن نعلم معناها، كما ظهر لنا منذ سنوات قريبة أغنية جانجام ستايل وهي المغناة بالكورية للمغني “ساي” PSY ولها أيضًا رقصتها المميزة ونجحت بدون أن نعلم معناها، ولا ننسى أغنية فريق Las Ketchup والتي نجحت نجاح كبير لدينا وعلى مستوى العالم وكانت لها أيضًا رقصة مميزة وناطقة بالأسبانية ولمن لا يعرفها فقد رقص عليها النجم عادل إمام في فيلم “عريس من جهة أمنية”، وأيضًا نجحت أغنية “ماكارينا” وغناها المغني الراحل “طلعت زين” بالعربية، وصاحبتها هي الأخرى رقصة مميزة.

أما بالنسبة لديسباسيتو تحديدًا لأنها موضوع الساعة رأيت أن عندما يأتي النقد من منشأ هذه الموسيقى ومن أهل هذه اللغة فبالتأكيد وجب علينا الانتباه والعلم بالشيء ولا الجهل به، وكل ما ذكرته في السطور السابقة لن يمنع محبي الأغنية من الاستماع والاستمتاع بها.