بعد عدد من سنين الشغل والمشاهدة، أقدر أقول بكل ثقة، طول ما الكلاينت أو الإنتاج بيدخل في معارك سلطة وتحديد أرض مع الcreatives هتفضل النتيجة دايما علي حساب الcontent.
المشكلة الأساسية في تطوير المحتوي أيا كان نوعه في مصر هي المعارك إللي الcreatives بيكونوا طرف فيها من غير ما يدركوا، سواء مع الإنتاج، أو مع الclient أو أي content owner بصفة عامة. الcreatives دول ممكن يكونوا copywriters في agency، مؤلفين، مخرجين، أو حتي مونتير.
والمعارك دي في كتير من الوقت من جهة المنتج أو الكلاينت بتروح في حتة سلطوية وساعات شخصية، بمعني إنه يا إما شخص معاه سلطة تنفيذية بيحب يستغلها أو يثبتها طول الوقت بتدخلات ضارة فنيا، يا إما بينفذ وجهة نظره الفنية إللي في الأغلب متعارضة مع الفكرة الأساسية بس هو مش شايف، يا إما بياخد قرار جاي من منطقة خبرة، ولجل الحق في أوقات بتكون صح ولما بتكون خاصة بمنطقة عامة مش فنية، مع حفظ الإستثناءات، في أوقات كتير بيكون الكلاينت/المنتج هو صاحب الرؤية أو أكتر حد فاهم.
في حين إن وجهة نظر الcreative بالنسبة للإنتاج والكلاينت بتكون في حتة تانية خالص، إللي هي دايما بتسبب له مشاكل في مصر مع إنها في الأغلب بدون أي سوء نية، ألا وهي إنت ك بني آدم ما تخصنيش ولا تفرقلي، أنا ماعنديش أي مشكلة شخصية معاك أنا كل إللي يخصني المحتوي، ده خوفي وإهتمامي وسبب خلافي، إنت مش في حساباتي من أساسه.
صراع ملكية علي محتوي ما طلعش لسة حتي للنور أو طلع وبيتعدل عليه، ومن وجهة نظر الكلاينت الصراع ده في أوقات كتير بيروح لصراع شخصي أو تحكمي، ومن وجهة نظر المبدع الصراع ده علي جودة المحتوي فقط لا غير، وبالتالي عشان ماحدش فاهم ده بيفضل المحتوي compromised ومتأثر بكل الصراعات دي بل وبيخرج نتيجة تالتة إن الcreative بيتقال عليه عنده ego والكلاينت بيتقال عليه متدخل ومتحكم.
في حين إن فعليا العالم كله أدرك إن المالك الرسمي للمحتوي هو المنتج والمالك الفعلي هو الcreative، وعشان كدة قدروا يطوروا الإعلانات والدراما والسينما والفن بصفة عامة، نتيجة إدراك إن الcreative ده له حق التصرف في المحتوي وإنفاذ رؤيته، والكلاينت أو المنتج له حق الملكية بصفة عامة بكل مكاسبها، كل واحد ليه حتته، عشان مفيش شخص مبدع في العالم كله هدفه إنه يتقال عليه “مسيطر”، لو ليه هدف فهو إنه يتقال علي شغله أحسن شغل، يعمل حاجة تعجب الناس كلها، يسيب علامة فنية تتحدي الزمن، هو هدفه الأوحد تنفيذ رؤيته وجودة المحتوي، لا علاقة له بطموحات سيطرة ونفوذ، وبيشوف الطموحات دي تافهة في الأغلب.
المثال الأساسي في مصر بالنسبة لي دلوقتي إللي من المرات المعدودة إللي تم وهب سلطة التصرف والملكية علي المحتوي كانت لتامر محسن في هذا المساء، وباينة للكل وباينالي أنا بصفة خاصة إن هذا الشخص أخد مساحته لتنفيذ رؤيته كاملة بتفاصيلها، وعشان كدة المُنتَج النهائي طالع رؤية شخص واحد، طالع مكتمل، وطالع perfect بالنسبة لي كمشاهد وكشخص نوعا ما فاهم طبيعة الشغل.
فعليا مصر فيها مواهب فذة، رمضان إللي فات ده بالذات ورالنا كلنا قد إيه عندنا ناس عباقرة سواء في تمثيل أو إخراج أو ديكور أو ملابس أو تصوير أو مونتاچ أو أي قسم فني، بس في حالات كتير تحس إن فيه حاجة غلط، في مشكلة توازن، في دايما حاجة جاية علي حساب حاجة وانا بكل صراحة شفتها واضحة وصنفتها علي إنها تدخلات أو صراعات.
الحالة الوحيدة إللي المبدع يكون واخد فيها مساحته الكاملة إنه يكون بني إسم كبير (مرتبط بموهبة مش إسم كبير في الهواء كدة) يخلي الدخول معاه في صراع نوع من الجنون، عشان أثبت مليون مرة إنه عنده رؤية مكتملة بتؤدي إلي نجاح، بس في نفس الوقت الشخص إللي بني إسم ده إسمه ماجاش فجأة كدة، جه من إنه كان المتحكم الوحيد في شغله وقدر مرة بعد مرة ينفذ رؤيته كاملة وينجح بيها، بس طبعا ده ماجاش بتمن رخيص، أكيد الشخص ده في الأول واجه نفس الصراعات دي وإتخانق مليون مرة علي تفاصيل صغيرة هو الوحيد إللي شايفها مهمة، وإتقال عليه نفس السخافات بتاعة الإيجو والشغل معاه صعب و”هو فاكر نفسه مين” والكلام بتاع أي حد مش فاهم أو يفتقر رؤية هذا المبدع كاملة.
يارب نوصل لنقطة ياخد فيها المبدع أيا كان مساحته الكاملة، إعتبروه رجاء لأي منتج أو client، عشان ده لو حصل هيخلينا نعلم عليهم كلهم برة، إحنا خلاص في الطريق، دي الحاجة الوحيدة إللي ناقصانا، إحنا أشطر والله حتي واحنا ظروفنا أوحش بس عندنا مشكلة وحلها بسيط.
إدوا المساحة لأصحاب الرؤي.