أحدثت رسائل البريد الإلكتروني التي نشرها دونالد ترامب الابن الأسبوع الجاري دويًا كبيرًا في البيت الأبيض وإعلاميًا في العديد من الصحف والمواقع وشاشات الأخبار، وتنبأت صحيفة واشنطن بوست، أكثر الصحف الأمريكية انتشارًا، بأن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة كليًا من جنون الأخبار المفبركة.
وصفت الكاتبة سارة بوسنر رسائل ترامب الابن بأنها لم تكن مجرد بندقية دُخان، وإنما بندقية حارقة استنادًا إلى تحرك محققين من قبل الكونجرس ووزارة العدل لبحث ما إذا كانت الأنشطة الرقمية التي قامت بها حملة ترامب الانتخابية قد تسببت في توجيه الناخبين عبر رسائل مضللة وأخبار مفبركة، ويسعى المحققون إلى الكشف عن ما إذا كان تعاون ترامب الابن مع محامية روسية بغرض الحصول على معلومات منها ضد هيلاري كلينتون قد ساهم في الخصم من حظوظ كلينتون في الفوز بالانتخابات.
وتهدف التحقيقات إلى الكشف عن أبعاد هذا التعاون وطبيعته، إن كان قد حدث بالفعل، وما إذا كان الغرض منه مساعدة الروس على التصيّد لكلينتون وبالتالي توجيه الناخبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تتزامن هذه التطورات مع تزايد استعدادات إدارة ترامب لتعزيز حملتها ضد وسائل الإعلام الإخبارية؛ وهو ما يعني أن الولايات المتحدة على أعتاب مرحلة جديدة من تصعيد معارك ترامب التي أصبح محورها “الأخبار المفبركة”، حيث سليجأ بالتأكيد إلى مواجهة نتائج التحقيقات، متبعًا نفس التكتيك الذي عرف به مسبقًا، عن طريق نشر تقارير مضادة ليشيع أن أي أخبار عن تلك النتائج ما هي إلا أخبار مفبركة، إذا رأي في تلك النتائج شيئًا لا يخدم مواقفه ومواقف أعضاء فريقه.
ولفتت الكاتبة إلى أن مساعدي الرئيس أصبحوا ينظرون إلى الصدام مع الإعلام على أنه أحد المحاور الرئيسية على أجندة الرئيس، وهذا التصعيد لن يكون في صالح الديمقراطية أو حرية الصحافة في الولايات المتحدة، وذهب المقال إلى أنه من المحتمل قيام ترامب باستهداف بعض الصحفيين الذين هاجموا ترامب الابن وكتبوا عن اجتماعه بالمحامية الروسية من أجل تشويه صورتهم أمام الرأي العام عن طريق نشر أخبار مضللة عنهم.
على صعيد آخر رصدت الواشنطن بوست تزايد المطالبات بتصحيح مسار أداء الرئيس ترامب على مواقع التواصل ليصبح أكثر تحفظًا عن ذي قبل.
واعتبرت كاتبة المقال أن استمرار معارك ترامب التي يستعين فيها بالأخبار المفبركة سيجعله مسؤولا عن زرع بذور الانقسام وعدم الثقة بين المؤسسات الأمريكية وقالت ربما كان هذا تحديدًا الهدف الأكبر الذي سعت روسيا لتحقيقه من خلال التعاون مع ترامب الابن.