كشف الفنان محمد فراج عن نشأته في بيئة شعبية في حارة فراج بمصر القديمة، حيث كان والده يعمل سمكري سيارات ووالدته ربة منزل، وكان هو أكبر إخوته، فلديه من الأشقاء 6 أخوة، منهم بنتين تبقى منهم ثلاثة، بعد وفاة شقيقته وهي طفلة 4 سنوات، وولادة طفلين آخرين ميتين.
أضاف “فراج” خلال حواره مع الإعلامي خيري رمضان في حلقة مساء الأحد من برنامج “آخر النهار”، المُذاع عبر فضائية “النهار”، أنه كان من أسرة متوسطة أو أقل من ذلك، وهذه الشريحة تضع كل استثماراتها فى أولادها، مشيرًا إلى أنه كان طفلًا شقيًا جدًا، فمن سن الخامسة وهو في الشارع، لافتًا إلى أنه جرب كل شئ ولعب كرة قدم، وبدأ من مركز شباب “الحبانية”، حتى وصل للنادي الأهلي، ولكن أسرته أرادت أن يلتفت إلى التعليم ويترك الكرة التي يرونها مضيعة للوقت.
ألمح الفنان إلى أنه لم يكن يحب التعليم، ولأنه لا يستطيع القيام بأي شئ دون أن يحبه، حصل على مجموع قليل في الثانوية العامة حتى بعد التحسين، والتحق بمعهد السينما، وتركه لأن أهله لم يقتنعوا به، فالتحق بكلية التجارة جامعة القاهرة، كي لا يترك العاصمة ويذهب إلى أي مدينة أخرى، وهناك بدأ فصل جديد بها حيث كانت حياته داخل مسرح الجامعة.
أردف “فراج” أن نشأته في مكان شعبى جعلته يقدم على ما يفعله الشباب من “شقاوة” في هذه المرحلة العمرية وذهب إليها بـ”مزاجه”، على حد وصفه، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن سحبه في ذلك الطريق، لكنه تراجع عن ذلك، قائلًا: “في الأول والآخر أنا مش براوي ولا ناكر للجميل”.
استطرد “فراج” قائلًا: أفادتني هذه الفترة والنشأة كثيرًا حيث امتلكت مخزونًا كبيرًا من الشخصيات، سخرتها فيما بعد في أعمالي الفنية، خاصة وأنني منذ الصغر أحب أن أنظر إلى الوجوه لالتقط كافة التعبيرات، وكنت أقوم بتقليد الأشخاص في طفولتي.
أشار محمد فراج إلى أنه يمثل لمتعته الشخصية فيجب أن يشعر بما يمثله ويحبه وأنه يتقبل كافة الآراء، سواءً بالسلب أو الإيجاب، لأن هذا دليلًا على تأثيره على من يشاهده، وأنه يعيش حياته بدون تكلف على طبيعتها، حتى أن هناك بعض الأدوار التي قام بتمثيلها ويراها مرة أخرى يسأل نفسه كيف استطاع تأديتها، معترفًا بأنه لا يستطيع مشاهدة مسلسله مع مجموعة، وإن حدث ذلك فإنه “يفرك” ويترك المكان ليشاهده بمفرده.
في نفس السياق ذكر فراج أن مسرح جامعة القاهرة أضاف له الكثير خاصة على يد أستاذه الراحل حسين محمود الذي يدين له بالفضل، فهو أستاذه الأول الذي علمه الإخلاص فى العمل، فكان يقوم بالإخراج، وهو يموت، وأول من اكتشف أن بداخله شئ عليه استغلاله، فهو من وجه “الماكينة” بداخله وأضاءها، على حد وصفه، ويمكن لو كان هناك شخص غيره كان من الممكن أن يتغير مصيره، مضيفًا: “أنا وقفت على المسرح يوم 26 سبتمبر سنة 2000 ولم أنزل من عليه للآن حتى أنه أثناء دراستى بكلية التجارة لم أحضر سوى خمس محاضرات”.
أكد “فراج” أنه لم يندم على أي عمل قدمه بل تعلم منه لأن الندم إحساس قاتل فنحن بشر بطبيعة الحال، وكونه وافق على عمل ما هنا أصبح أداة من أدوات المخرج ليستند عليه ويصبح دوره أن يذاكر ويجتهد ليقوم بتمثيل الشخصية بشكل صحيح.
أوضح أن أكبر اهتزاز حدث له فى حياته كان وفاة والده عام 2013 قبل تصوير مسلسل “بدون ذكر أسماء”، مع تامر محسن، مضيفا: “فتخيل أن يحدث لك هذا الاهتزاز وانت داخل تمثل عمل تريده.. تدمرت لكن من داخلي”، مشيرًا إلى أن والدته لحقت أبيه في 2014 في الأسبوع الأول من رمضان، أثناء تصوير مسلسل “عد تنازلي”، وهو ما أحزنه لأنهم لم يفرحوا به وبنجاحه، فكلاهما تعبوا في تربيته.
أشار “فراج” إلى أن أول أجر حصل عليه كان 25 جنيهًا و”علبة كشري” وبعدها 4 آلاف جنيه عن فيلم “بنات وموتسيكلات”، أعطاها جميعًا لوالدته في المنزل الذي لا يعيش فيه الآن ليصبح ملتقى إخوته وأصدقائه.
وجه محمد فراج 3 رسائل الأولى لوالده ووالدته قائلا: “وحشتوني جدا، واعتذر عن أي تعب قد تسببت لكم فيه، وكنت أتمنى وجودكم معي”، والثانية كانت من نصيب أساتذته خالد جلال وحسين محمود وتامر محسن الذي يدين لهم بالعرفان في كل ما وصل إليه قائلًا: “أشكركم وجميلكم على رأسي إلى أن تنتهي أنفاسي”. أما الأخيرة فكانت لحبيبته التي تقدم لها بالشكر على أنها سمحت له بالتواجد في حياتها، متمنيًا أن يكملوا حياتهم سويا.
يبث برنامج “آخر النهار”، يوميًا في تمام الساعة الثامنة مساءً على قناة “النهار”، ويقدمه الإعلاميون خيري رمضان، وخالد صلاح، وجابر القرموطي ومحمد الدسوقي رشدي.