فى حوار خاص للدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، مع مجلة “الأهرام العربي” أجراه معه الصحفي محمد هلال، تحدث عن مفهوم الخلافة الإسلامية، وكشف حقيقة التنظيمات وموقف الإعلام الغربى من الإسلام، واقترب بقوة من ملف فوضى الفتاوى والموقف الحقيقى من قضية الطلاق.
وأكد فى حواره أن المتشددين يسيطرون على المراكز الإسلامية والجاليات المسلمة فى الخارج.
ونوه إلى أن دار الإفتاء تتواصل مع شباب العالم بأكثر من عشر لغات عبر مواقعها وغيرها من طرق التواصل. وكذا تحاول دار الإفتاء تحسين فهم الإعلام الأمريكى لقضايا الإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم. وشدد قائلا: تنظيم داعش الإرهابى ليس دولة وليس إسلاميا بل مجموعة من البغاة الساديين.
علق أيضا على تصريحات الدكتور يووسف زيدان عن أن المسجد الأقصى المذكور فى القرآن الكريم فى سورة الإسراء ليس المقصود به القدس الشريف، حيث قال: “البعض يخلط بين الفكر الإسلامى الذى هو نتاج فكر علماء المسلمين، الغاية منه تصحيح الأفكار بما يخدم الدين، وبين الشبهات التى أطلقها المستشرقون فى السابق والتى كانت غايتها الطعن فى هذا الدين، وما يقدمه يوسف زيدان لا يخرج عن هذه الشبهات المردود عليها سلفًا والتى قتلت بحثًا والتى يروجها العلمانيون من وقت لآخر”.
أضاف: “شبهة تشكيكه فى المسجد الأقصى تستند إلى أنه عندما نزلت الآية الكريمة عن المسجد الأقصى {سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} فى سنة 621 ميلاديًّا لم يكن هناك مسجد جامع فى القدس يسمى المسجد الأقصى.. وهذه الشبهة مردها عدم الفهم لكلمة “مسجد”، فالرسول أسرى به من المسجد الحرام ولم يكن نائمًا ولا مقيمًا فى المسجد الحرام، بل كان مقيمًا فى مكة أى أسرى به من الحرم المكى إلى الحرم القدسي؛ فالقرآن لا يتحدث عن بناء أو جدار وشبابيك اسمها “المسجد الأقصى” أو “المسجد الحرام” وإنما يتحدث عن الإسراء من الحرم المكى -لأن كل مكة حرم- إلى الحرم القدسي، وكونه يزعم أن المسجد الأقصى موجود بالسعودية هى زعم لرجل يهودى فى عام 2009 ذكر أن المسجد الأقصى مكانه مكة، وعلى المسلمين أن يحملوا أحجار قبة الصخرة إلى مكة فجاء يوسف زيدان ونقل مباشرة عنه مرددًا ما زعمه من أكاذيب وهذا يبين عدم تقصيه للحقائق”.
كما علق على إطلاق لقب “المفكر الإسلامي” على زيدان، قائلًا: “قضية وصف أحد بأنه مفكر إسلامى فهذا يستدعى الإلمام بمجموعة من العلوم الشرعية والأصول والفقه بجانب علوم أخرى أعتقد أن زيدان بعيد عنها، هو رجل باحث فى علم من العلوم وبضاعته فى الفكر الإسلامى لا تؤهله لأن يفهم الآيات فهمًا صحيحًا”.
وحول فكرة الخلافة وهل تصلح للزمن الحالي، قال: “مفهوم الخلافة الإسلامية من أكثر المفاهيم الإسلامية التى تعرضت إلى التشويه والابتذال فى وقتنا الحاضر، حتى أضحى المفهوم سيئ السمعة لدى أوساط غير المسلمين، بل وبين المسلمين أنفسهم وفى الدول ذات الأغلبية المسلمة”.
أضاف في ذات السياق: “ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمى الخلافة الإسلامية، يعد إساءة عظيمة وتشويها كبيرا للإسلام والمسلمين، واستخداما للدين الإسلامى بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلى عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذى يؤدى بدوره إلى أن انتشار العنف والصراعات الدينية فى مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية، لذا يجب التصدى وبحزم إلى تلك الدعوات والجماعات المتطرفة”.