كثيراً ما ننادي بضرورة تطوير المحتوى الإعلامي وتنوع القوالب المقدمة من خلاله، والبحث دائماً عن كل جديد، ولأن التفكير بشكل مبتكر يحمل ملامح الإبداع والحماس سمة يتسم بها جيل الشباب، اهتم إعلام دوت أورج بالتواصل مع بعض خريجي كليات الإعلام دفعة ٢٠١٧، للتعرف على مشاريع تخرّجهم وتقديمهم كزملاء عمل في المجال الإعلامي في المستقبل.
المشروع الأول “هرقليون”
تلك المدينة الأثرية الغارقة عند الميناء الشرقي لمحافظة الأسكندرية والتي أبدع فريق من طلبة كلية أعلام القاهرة في إبراز جمالها من خلال فيلم تسجيلي عن شكل الحياة التي كانت تحياها ومراحل غرقها وذلك هدفاً منهم لتقديمها كمشروع لمتحف تاريخي يمكن تنفيذه تحت الماء في المستقبل
صرّحت لنا كلٌ من نجوى رضا “مصور تحت الماء وأحد مخرجي الفيلم” ومارينا هارمل “من فريق الإعداد ومسئول استخراج التصاريح والتواصل مع المصادر” وسمر أحمد” مصور ومسئول المكساج وإنتاج” عن فكرة الفيلم وتنفيذه بالأتي
– جاءت فكرة التصوير تحت الماء مصادفةً عندما أردنا عمل شيء مختلف وقلنا على سبيل الدعابة “إحنا نصور أسكندرية الغرقانة” وتحولت الدعابة بعد ذلك لحقيقة.
– نحن فريق مكون من١٥ طالب وطالبة ،ساهمنا جميعاً في ظهور فيلم مدّته ١٥دقيقة و٢٠ثانية منهم ٥دقائق لمشاهد تحت الماء استغرق إعداده على الورق حوالي ٣ أشهر وشهر ونصف للتنفيذ.
– تمت عملية الغطس والتصويرعلى عمق ٨أمتار من سطح البحر عند مواقع محددة هي قصر كليوباترا الغارق وحطام الفنار القديم ومكان الطائرة المفقودة.
– غطسنا حوالي مرتين بإجمالي ساعتين ونصف كنا نتنقل عن طريق المركب ومرافق لنا مدربي غطس من مركز الغوص لمتابعتنا في التنفس وتأثير الضغط خاصة على الأذن.
– من أكثر الصعوبات التي واجهتنا هو التصوير في شهر أبريل لأن المياه كانت باردة ومع هذا العمق كانت السيطرة على اهتزاز حركة اليد أثناء التصوير صعبة، بالإضافة لصعوبة استخراج التصاريح من وزارة الآثار والقوات البحرية وبعض الجهات السيادية.
– تمويل الفيلم تحمّلناها نحن خاصة فيما يتعلق بالسفر والتنقلات وتأجير الكاميرا المخصصة للتصوير تحت الماء أما باقي المعدات فقد وفرتها لنا الكلية وكنا نجد صعوبة في حمل تلك المعدات ووحدات الأضاءة أثناء السفر.
– للفيلم عدد ٢ تراك موسيقى تم اختيارهم من ٢٠٠٠ تراك ليعبّر عن تلك المدينة وأهميتها مع استخدام الجرافيك للمساعدة على أبراز ملامحها.
– استطعنا الحصول على ترخيص بمرافقة وتصوير بعثة تنقيب عن الآثار الغارقة قادمة من الخارج لكن للأسف تم تأجيل زيارتهم ولكننا نجحنا في التواصل مع أحد مديري المتاحف في الخارج عن طريق سكايب لأن بعض آثار تلك المدينة تخرج من ضمن الجولات الأثرية للمتاحف في الخارج.
المشروع الثاني “عربيل”
هو مشروع آخر لطلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة يتناول أذاعة عربيل أو صوت إسرائيل المسموعة بشدة في شمال سيناء ، تقول عنه رغدة خالد “قائد ومسئول المعالجة والاسكريبت”
– هي إذاعة قديمة منذ ١٩٣٦ وكانت تحت الانتداب البريطاني ثم استقلت في عام١٩٤٨وهي موجهة من إسرائيل للعرب لذلك اسمها ينقسم لمقطعيْن “عرب-أيل”.
– تغطيتها تشمل الأردن وفلسطين ولبنان وكنا كفريق من ١٥ شخص بنجد صعوبة في التواصل مع المصادر من داخل تلك البلاد والحصول على التصاريح اللازمة.
– صاحب الفكرة هو الزميل كارلس أنيس وهو من سكان العريش والذي أكد لنا وضوح الاستماع لها وحضورها القوي ولجوء البحّارة تحديداً إليها لمعرفة أحوال الطقس وحركة البحر والرياح لمصداقيتها.
– الهدف من هذا التحقيق الأذاعي ومدته٢٠دقيقة هو عكس المحتوى والمضمون الذي تقدمه أسرائل للعرب وكيف يكون لنا إعلام عربي موجه ومؤثر نحوهم كذلك الهدف محاولة إحياء القضية الفلسطينية.
– تواصلنا بالفعل مع أحد المصادر الإسرائيلة من داخل الأذاعة وسجلنا معه كما تواصلنا مع مذيع مصري كان يعمل في إذاعة شمال سيناء ليحدثنا عن تلك الإذاعة وقت الحروب.
– من أطرف المعلومات هي أن أذاعة صوت العرب كانت تقدم برنامج موجه باللهجة العبرية وحدث أنها كذبت خبر أذاعته صوت أسرائيل وثبت صدقها فنزلت مظاهرات في إسرائيل ضد كذب إذاعتهم وزادت نسبة الاستماع لصوت العرب.
– خرجنا بهذا العمل بأن تلك الأذاعة تبدأ يومها بالقرآن الكريم وتحرص على تقديم أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وتبتعد تماماً عن أذاعة أغاني أسرائيلية مسروقة من ألحان عربية أو مصرية كما تركز في برامجها على التنوع خاصة الناحية الاجتماعية والإنسانيات
المشروع الثالث “أرض منسية”
-“حته خضرا في قلب صحرا”هكذا عبرت رولا الدسوقي خريجة أعلام بني سويف عن مشروع تخرج فريقها المكون من ٨ طالبات عن الأرض المنسية واصفةً الواحات البحرية وهو المكان الذي وقع عليه اختيارهم لإنتاج فيلم دوكيودرامي عن صحراء مصر الغربية.
وصرّحت رولا المخرج المنفذ ومسئولة الدعاية والأعلان قائلةً
– الهدف من الفيلم اكتشاف مناطق جديدة في مصر وثقافات لا نعرف عنها شيء وأن بلدنا تستاهل واستقر بنا الأمر على استكشاف الواحات وسكانها ذو الطابع المحافظ فنادراً ما ترى سيدات في الشارع وعدد قليل جداً من الشباب الذي يستخدم الأنترنت مع وجود شبكة اتصالات واحدة بأشارة ضعيفة تغطي الواحة.
– استغرقنا ٩أيام ما بين المعاينة والتصوير للأماكن الهامة التي نريد أبرازها في الفيلم بالأضافة لحوالي٤ أيام لكتابة السيناريو وتفريغ المشاهد وشراءالإكسسوارات.
– كان السفر عملية شاقة لبُعد الواحات بالإضافة لتعرضنا لتعطل وسيلة المواصلات وغرزها في رمال الصحراء أثناء صعودنا للجبل للتصوير وإن كانت روعة منظر الصحراء البيضاء والسوداء ومشاهد الشروق والغروب وجمال جبل الانجليز هناك غطى على كل ذلك.
https://drive.google.com/file/d/0B-QI4sT8Pu5lZGUwZ1I0Qjl4b1U/view
– يشتهر أهالي الواحة بالكرم ومن أعيادهم المميزة عيد الحصاد للنخيل والزيتون ،ولابد أن تكون ليلة الحناء لأعراسهم يوم أربعاء والزفاف الخميس.
– قام بالتمثيل في الفيلم أهالي الواحة نفسهم بل إن البعض منهم ظهر بعمله الحقيقي “كحارس المقبرة الذي يسرد الحكايات للطفل”.
– ساعدتنا الكلية في التواصل واستخراج التصاريح من وزارة الآثار وتكلّف الفيلم ٢٥ألف جنيه تحملناها كاملة وساعدتنا الزميلة آية محسن في تقليل التكلفة بتنفيذها لمونتاج الفيلم.
وهنا أكملت أية مونتيرة الفيلم والمخرج المساعد وصاحبة الفكرة قائلةً
– سيناريو الفيلم يدور حول طيّار من أبناء الواحة أخذه السفر لبلاد عديدة ثم يعود إليها بعد زمن ويبدأ في استعادة الذكريات ومع كل مشهد يظهر جزء من جمال الواحة على سبيل المثال تذكّره للحللّالة”لعبة الاستغمّاية”عند قصر الباويطي.
– حازالفيلم على المركز الأول في الكلية و استغرق عمل المونتاج ٢٠ يوماً وركزنا في الموسيقى على الفلكلور الخاص بالواحة كما حرصنا على حضور أحد الأفراح الشعبية، وأقنعنا شيخ القبيلة الذي اعتزل الغناء بعمل أغنية خاصة بنا وكانت فاتحة خير علينا وأحبها وتفاعل معها الجميع ومنهم أعضاء لجنة التحكيم لمشاريع التخرج.