أكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، على أنه شهد 6 وزراء للتعليم العالي خلال فترة توليه منصب رئاسة الجامعة، ولم يشهد أي قرارات تتجه بمسار المنظومة التعليمية نحو الإصلاح، بسبب تشابه الممارسة السلطوية لديهم، قائلاً: “الإشكالية مش في أشخاص هي في نظام إدارة، الـ6 وزراء نفس النظام ونفس الخطابات ونفس القرارات وفي الآخر مفيش حاجة ملموسة اتطبقت حتى الآن لصالح المنظومة التعليمية”.
وأشار “نصار” خلال حواره لبرنامج “90 دقيقة”، المُذاع على قناة “المحور”، مساء الخميس، والذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد الباز، إلى أن البرنامج الإصلاحي للجامعة كان قائماً على ثلاث أسس رئيسية وهي الشفافية والنزاهة والعدالة، ومن ثم أوضح أنه حقق العديد من الإنجازات طوال فترة رئاسته للجامعة، والتي تتمثل في إدارة جامعة القاهرة بشكل اقتصادي يحسن الدخل ويطور من برنامج الإصلاح التعليمي، وذلك من خلال امتلاك الجامعة الآن لأكبر وأحدث مطبعة في الشرق الأوسط، بما يوفر دخل الجامعة بشكل كبير من خلال طباعة المواد الخاصة بالجامعة داخل مطبعتها الخاصة، بالإضافة إلى إلزام طلبة الماجستير والدكتوراة بطباعة رسائلهم داخل مطبعة الجامعة، لتوفير النفقات من جهة، ولحماية الرسائل من عمليات التزوير والنسخ المنتشرة في الوقت الحالي.
وأردف أنه استطاع أن يجعل جامعة القاهرة واحدة من الجامعات المنضمة للتصنيف العالمي الانجليزي للجامعات لأول مرة في تاريخها، فضلاً عن قرار مجلس الجامعة بعدم تجاوز مكافآت العاملين لإجمالي رواتبهم، قائلاً: “أنا شخصياً حرمت نفسي من امتيازات مالية كتيرة عشان أحسن النظام الاقتصادي داخل جامعة القاهرة، والقادمون بعدي في موضع حرج بسبب حجم هذه المسؤولية”، وذلك بعيداً عن قراراته بعدم صرف أي التزام مادي لأي قيادة بالجامعة إلا بعد مراجعته ومن ثم موافقته الشخصية، وهو ما وفر للجامعة حوالي 2 مليون جنيهاً، كان يتم صرفها كمكافآت شهرية.
وفيما يتعلق بالفترة التي اعتمد بعض الطلبة فيها على العنف، مما هز أمن الحرم الجامعي خلال فترة اعتصام رابعة وفض النهضة، أوضح أنه تعرض للكثير من الضغوط من قبل أولياء الأمور والطلبة حول استخدام العنف ضد الطلبة الإرهابيين وتدخل الشرطة لحل هذه الأزمة في أسرع وقت، إلا أنه رفض الفكرة من منطلق أن الشباب يحتاج للقوة الناعمة وليس للعنف ليمتنع عن هذه الأفعال، وذلك عن طريق الردع القانوني من جهة كالفصل والتحقيق والحرمان من الامتحانات، ومن جهة أخرى تسعى الجامعة لتوعية الطلاب من خلال الندوات التثقيفية والعلمية بمدى الضرر الذي يلحق به بسبب التطرف، قائلاً “المنهج المُستخدم هو إزاي نواجه العنف والإرهاب بتطبيق القانون وإزاي نمنع التطرف عن الطلبة من خلال الثقافة والتوعية لعقول الطلبة وهي القوة الناعمة، يعني في الوقت اللي الطالب فيه بيعمل مظاهرة على باب الجامعة أنا بعمل ندوة أو مسرحية أو حفلة على مسرح الجامعة”.
وتابع رئيس جامعة القاهرة في حواره، أنه لم يندم على قرار اتخذه طوال فترة الأربع سنوات التي قضاها في ظل رئاسة الجامعة، فيما ندم على عدم اتخاذه لقرار هدم المباني المستحدثة بالجامعة لتعود كما مانت في سابق عهدها، وبالتالي يتم نقل المباني التي هُدمت إلى فرع 6 أكتوبر.