ألقى تميم بن حمد آل ثاني، حاكم دولة قطر، مساء اليوم الجمعة، الخطاب الأول له على شعبه منذ بدء الأزمة القطرية بقرار بعض الدول العربية بمقاطعتها، وإغلاق أجوائها البرية والبحرية والجوية في وجه الشركات القطرية.
ويعتبر ظهور تميم في كلمة للشعب القطري خطوة تزيد من الحديث الداخلي عن عدم رضا شعبي على القرارات التي تتخذها الحكومة القطرية وأدت إلى مقاطعة عربية دبلوماسية لها.
وظهر تميم في الخطاب مهزوزًا وبرزت فيه العديد من المتناقضات في التصريحات التي أدلى بها، فبالرغم من اعترافه بحجم الألم والمعاناة الذي تسببت فيهم المقاطعة على شعبه، إلا أنه ظل يكابر رافضًا الاعتراف بنجاح المقاطعة بالتأثير على الدولة القطرية، حيث أكد أنهم خرجوا منه فائزين وهو ما يخالف الواقع لتكبد قطر خسائر اقتصادية غير مسبوقة.
وبالرغم من إنكاره واستنكاره لاتهام بلاده بدعمها للإرهاب إلا أنه لم يقل محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر، إثر تصريحاته الأخيرة، في الثاني من يوليو الجاري، بأن الإرهاب موجود في كافة دول المنطقة وليست قطر وحدها من تدعم الإرهاب، قائلًا: “إن قطر تقع في أسفل القائمة للدول المتورطة في جرم تمويل الإرهاب”.
وفي سياق حديثه على الإرهاب كان هناك تناقضًا واضحًا بين رفضه لوصف قطر بأنها داعمة للإرهاب، وإشارته إلى أن بلاده تختلف مع الدول الأخرى في “مصادر الإرهاب” ومفهومه.
وصف تميم المقيمين على أرض قطر بأنهم أصبحوا جميعًا ناطقين باسمها، معترفاً بأن قطر لن تستطيع الخروج من الأزمة بدونهم، وبدون التعاون مع المواطنين، للارتقاء بالاستثمار والتعليم وغير ذلك، من النواقص.
التناقض الأكبر كان بحديثه أن بلاده منفتحة على الحوار لحل المشاكل بينه وبين الدول المقاطعة، مشيدًا بمساعي أمير الكويت، وأمريكا وروسيا والدول الأوروبية، للتوسط لحل النزاع، إلا أن حواره احتوى على العديد من الجمل “المستفزة” لتلك الدول، كوصف بعضها باستخدام الأموال للوصول لمساعيهم، وكذلك عدم مراعاتهم لتعاليم الدين والأصول والمبادئ، بقرارهم، وأيضًا بتخصيص ذكر تركيا، ومساعداتها للدوحة.