أكد وزير الطيران شريف فتحي اليوم، الاثنين، علي ضرورة الاستفادة من التطورات الكبيرة في عالم الطيران لزيادة حصة مصر في السوق العالمي لهذا القطاع الهام.
جاء ذلك خلال جلسة محاكاة الدولة المصرية التي عقدت اليوم، الاثنين، بمكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات مؤتمر الشباب، والتي شهدت عرضا من مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي، للقيادة، والذين مثلوا بعض وزراء الحكومة و محافظ البنك المركزي ونواب البرلمان وطرحوا رؤيتهم حول القضايا المختلفة.
ومن جانبها، قالت ممثلة محافظ البنك المركزي في الجلسة، إن التحديات وجدت لنثبِّت أننا أفضل، موضحة أن أبرز نقاط الخلل في النشاط الاقتصادي هو ضعف إنتاجنا واعتمادنا على الاستيراد، ولذلك كان لابد من قرار التعويم.
وأشار ممثل وزير الزراعة إلى معاناة الدولة من التعديات على الأراضي الزراعية، ولذلك تتجه للأماكن البكر، لافتا إلى أنه تم مؤخرا تقديم مقترح لتغليظ العقوبات على تلك الجريمة، وطرح مشروعات جديدة للاستزراع السمكي.
ومن جانبها، استهلت ممثلة رئيسة مجلس النواب حديثها بمقولة الدكتور جمال حمدان حول أهمية حيازة مصر للقوة “مصر الْيَوْمَ إما أن تحوز القوة أو تنقرض”، وعرضت مقترحات النواب بتطوير البرنامج النووي السلمي، موجهين اللوم للحكومة لعدم تنوع مصادر الطاقة بشكل جيد، إلى جانب طرح تعديلات محددة على قانون الاستثمار، واعتراضهم على قانون المحاجر والمناجم، مطالبين ببقاء تبعيتها للمحليات، كما دعت وزير الزراعة لمراجعة مشروعات للاستزراع السمكي التي طرحها للتأكد من التأثير البيئي لهذه المشروعات، إلى جانب وضع مخطط واضح لحوافز جذب القطاع غير الرسمي إلى الاقتصاد الرسمي.
وتعقيبا على عرض ممثل وزير البترول حول خفض تكلفة الإنتاج من خلال برامج الجودة للوصول إلى القدرة الصحيحة على الانتاج، وبنك استثمار السيدات التي تعد فكرة جميلة، أعرب الوزير شريف فتحي عن إعجابه بهذا العرض، مشيرا إلى أنه شاهد تجربة مماثلة في إحدى الدول، ولكنه ضد فكرة أخذ اعتبارات الجنس أو السن أو الديانة وكافة التقسيمات التي تحكمنا الآن.
وأعرب الوزير عن سعادته بنموذج المحاكاة وأنه كان يتوقع وجود أفكار أكثر جراءة، لافتا إلى أن تحرير صناعة النقل الجوي لا يعني فقط السماوات المفتوحة ، وكان هناك ثلاثة أنواع من الدول: الأولى ذات الإمكانيات الكبري التي ترغب في التوسع، أو الدول الصغيرة التي ترغب أن تغطى إحدى احتياجاتها، وأخيرا الدول ذات السياسات المتوازنة، من خلال تحقيق المصالح المشتركة، وهو ما نتبناه في مصر ، موضحا أن قطاع الطيران المدني يضيف إيجابا للاقتصاد القومي، مشيرا إلى أن أنواع الطائرات ألغت فكرة الموقع الجغرافي، ولدينا ميزة في ذلك ولكن لم نستفد منها كنقطة تجميع، ونحن العام الحالي لدينا ٧٠٠ ألف راكب ترانزيت وهناك دول تصل إلى أضعاف ذلك.
وأضاف وزير الطيران المدني أن الأداء جيد وهناك ثقة بالنفس، ولكن يجب إدارة الوقت بشكل أفضل، مطالبا الشباب بطرح أفكار جديدة، و”هو أمر لا يجب الخوف منه، وهناك إدارة المخاطر لتأمين موقفك، والأفكار الحالمة والمجنونة هي التي تحقق النجاح، واندفاع وجنون الشباب ليس عيبا، ومصر بها فرص كبيرة يجب اغتنامها وعدم إضاعة الوقت في التحسر والحديث عن الظروف الصعبة دون التحرك، ويجب أن تعملوا لتحقيق معادلة النجاح من خلال العمل الشاق”.
وردا على سؤال حول التوصية بدمج شركات الشحن الجوي والنقل الداخلي والإقليمي والدولي، أوضح أن الدراسة أثبتت أن ضمهم ليس من المصلحة العامة، ولذلك تخطط شركات الطيران بطريقة واحدة والطرازات الجديدة ستجعلهم يعملون بصورة متناغمة، ولكن صناعة الشحن الجوي تختلف عن الركاب والشركة تكسب جيدا، ونريد أن نحول لها طائرات عريضة لكي تخدم الاقتصاد بشكل أكبر.
ومن جانبه، قال هاني برزي من رواد الأعمال: “كنت أتوقع أن يكون الشباب أكثر حماسا”، مطالبا الشباب بالتخلي عن فكرة القراءة من ورقة إلي عرض الأفكار بشكل واضح ، وعن ملاحظات الشباب أكد أن مسالة العمالة الأجنبية يجب قصرها علي التخصصات غير المتوفرة بمصر ، وهنا يجب أن نتحدث عن التعليم الفني الذي أنشأنا له وزارة لمدة بسيطة واختفت، في حين أنه في أوروبا يذهب الكثيرون للتعليم الفني، فكل منا لديه موهبة وهي ليست فنية فقط، ونحن في الصناعة نعاني أشد العناء بسبب غياب العمالة المدربة، مؤكدا أن الحوافز التي تقدمها الحكومة للمستثمرين يجب أن تستفيد منها.
واتفق برزي مع الوزير شريف فتحي على ضرورة عدم التمييز في الاختيارات بناء على اللون أو العرق، والفرصة في العمل بناء على الكفاءة، ونحن ٩٠ مليون مصري، واعتبر أن هذه القوة البشرية في مصر ليست نقمة و”هناك دول كثيرة ممكن تحقد علينا من شعوب عجوزة ولذلك يجب أن نستثمر في الشباب”.
وأعرب عن تحفظه على فكرة التحفيز للاستثمار الأجنبي، مؤكدا أن الأولى هو تحفيز المصنع المصري الذي تضرر خلال السنوات الماضية مع استقطاب الأجانب في المشروعات الكبيرة، مضيفا: كما أتحفظ على الحوافز الضريبية، وهو ليس المشجع للمصنع الحقيقي ولكنه باب للتهرب الضريبي، والحوافز يجب أن تكون في سيولة التعامل، من خلال مساعدة الجهات الحكومية لتنفيذ مشروعه واستيعاب أنه سيخلق فرص عمل ويدفع ضرائب عندما يحقق أرباحا، ونحن لا نحتاج لحوافز ضريبية أكثر من ذلك ولكننا نحتاج لتوسيع القاعدة الضريبية، وأتمني أن يكون التعامل مع المواطن من خلال الرقم الضريبي وليس القومي، ونلاحظ في مصر أن هناك فارقا كبيرا بين الدخل وما يتم دفعه من ضريبة.
وعلقت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج على الجلسة التي حضرتها كمستمعة وليست متحدثة، مشيدة بالكثير من النماذج التي عرضت في صلب مشاكل المجتمع، مؤكدة على ضرورة الحديث مع الشباب بشكل ارتجالي أكثر من الاعتماد على الأوراق، وقالت إنها كانت تتمنى أن يتحدث أحد عن أهمية المصريين في الخارج للاستثمار بمصر ، معلنة أن الحكومة بدأت بالفعل في إقامة شباك للمصريين في الخارج، وفِي اللائحة التنفيذية لمشروع الاستثمار سيتم منحهم ضمانات وحوافز لتشجيعهم.
وفِي ذات السياق أعرب علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية عن سعادته بالجلسة، إلا أنه تحفظ علي فكرة إقامة شركة قابضة لإدارة المناجم، حتى لا نعيد تجارب غير جيدة ونعاني منها حتى الآن.