أثار حادث إطلاق النار الذي وقع أمس الأحد، داخل السفارة الإسرائيلية، في العاصمة الأردنية عمان، الكثير من الجدل، خاصة بعد الغموض والتكتم الذي يُحيط بمصير الحارس الإسرائيلي، وتداعيات الحادث، سواء على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، أو بالنسبة للرد الشعبي الغاضب في الأردن تجاه الحادث.
نجد الشرارة مع تداول أنباء متضاربة حول حدوث إطلاق نار داخل السفارة الإسرائيلية في الأردن، ثم انتشرت أخبارا عن حدوث مشاجرة بين أردني وإسرائيلي داخل مبنى السفارة، وأن هناك قتلى ومصابين في الحادث، لكن مع الوقت، تم الإعلان رسميا عن مقتل اردنيين على يد حارس بمبنى السفارة.
لا يمكن عزل ما حدث، عما يحدث بالقرب من الأردن، وتحديدا في مدينة القدس، وعلى عتبات المسجد الأقصى، خاصة بعد أن لمحت بعض المواقع الإخبارية مثل BBC عربية، إلى أن سبب إطلاق النار هو “خلاف دبلوماسي”، فما يُمكن أن يُفهم من خلاف يتصاعد بين أردني وإسرائيلي يصل إلى حد إطلاق النار؟.
في البداية تم الإعلان عن مقتل شابا أردنيا خلال إطلاق النار، يدعى محمد زكريا الجواودة، ويبلغ من العمر 16 عاما، لكن مع الوقت تم الإعلان عن مقتل أردني آخر، بعد نقله إلى المستشفى، وأشارت إسرائيل إلى انه “قُتل من دون قصد”!.
من بين الأنباء المتضاربة التي تم تداولها، كان سبب الحادث، حيث قيل في البداية أن محاولة طعن حارس السفارة الإسرائيلية، هو سبب ما حدث بعد ذلك، بينما قيل بعد ذلك أن ما جرى هو “شجار دبلوماسي” تفاقم إلى حد إطلاق النيران.
بالرغم من أن الجانب الصهيوني كان الأكثر أطلاقا للتصريحات سواء على المستوى الإعلامي أو الرسمي، إلا أن هذه التصريحات لم تُساهم بشكل كبير في توضيح الصورة بشكل كبير، حيث اعتمدت أكثر على الدفاع عن حارس سفارتهم أكثر من التعليق على الحادث نفسه.
وحسب الرواية الإسرائيلية، فقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، إن أحد الأردنيين طعن ضابط أمن من الخلف في مبنى سكني قريب من السفارة، حيث توجه لوضع بعض الأثاث.
وبخصوص مطالبات منع الحارس القاتل من السفر، ومنع تهريبه، أضاف بيان السفارة أن الحارس يتمتع بحصانة دبلوماسية تمنع التحقيق معه أو احتجازه، طبقا لاتفاقية فيينا 1961.
وبحسب موقع BBC عربية، فإن تقارير غير مؤكدة أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية إن السفارة شددت على موظفيها بالبقاء داخل المجمع.
العدالة.. مطلب أسرة قتيل الأردن
من هنا نصل إلى ردود الفعل التي تنوعت بين الغضب الذي لم ينتشر فقط بين رواد مواقع السوشيال ميديا، الذين طالبوا ملك الأردن بعدم تسليم المتهم إلى إسرائيل إلا بعد التحقيق معه، بل أيضا على أرض الواقع.
كما دخلت أسرة وعشيرة القتيل “الجواودة”، منذ أمس الأحد، في اعتصام يطالبون من خلاله بتحقيق العدالة وتطبيق القانون، حيث قال والد القتيل في تصريحات إعلامية: “أنا أحترم القانون وأطالب باستراجاع حقي بالقانون.. يجي واحد من سفارة الكيان الصهيوني يقتل ابني وشخص اخر بدم بارد؟.. هذا عار على كل الاردن اذا لم تتخذ إجراءات صارمة وعادلة بحق اللي قتله”.
حتى الآن نحن أمام مشهد، يصل بنا إلى أن تبعات إطلاق النار داخل السفارة الإسرائيلية بالأردن، لم تنته بعد، وربما ستبدأ خلال الساعات القادمة، وهنا تجد حكومة الأردن نفسها بين ضرورة إعادة حق الأردنيين القتيلين، وتهدئة غضب الأردنيين، وبين مواجهة أزمة دبلوماسية مع إسرائيل التي نقلت غطرستها وتعديها على الأرواح من ساحة المسجد الأقصى إلى السفارات أيضا.