بعد تعذر اللقاء كان هناك عدد لا بأس به من الاتصالات الضائعة “أكلمه ما يردش، يكلمني ما أردش” أخيرا جمعتنا تلك المكالمة، بدأها برما بكلمة واحدة “متأخر”، برما يعلم أنها مكالمة عيد ميلاد عمر، ولم يعجبه أن أجريها في اليوم التالي لعيد ميلاده، لم يتقبل برما كل الأعذار التي كان آخرها إني انشغلت بالذهاب للمطار حتى استقبل زوجتي العائدة من تونس الحبيبة، وهنا تذكرت أن برما لم يحضر حفل زفافي ولم يرسل لي رسالة مباركة، تلعثم برما ولان صوته قليلا ثم سألني “مش انبسطت؟” جاوبته بالإيجاب فأكمل “مش يمكن كان كلامي يعكننك؟” أظن أني أفهم ما يشير له برما، علاقة برما بمسألة الزواج معقدة؛ هو يقف في تلك المنطقة الرمادية، لا يشجع عليه ولا ينهى عنه، تجاهلت سؤاله الأخير وأكملت “بس فاتك حماقي والله” بدى على صوت برما ابتسامة رضا ثم قال “ذكريات سعيدة أتمنى لك ألا تتحول إلى ذكريات ميح”.
نرشح لك – محيي الدين أحمد يكتب: 7أشياء تعلمها برما من عمر طاهر
تذكرت مع برما ثلاثة لقاءات جمعتنا في السنوات الثلاث الأخيرة والتي دارت جميعها حول عمر طاهر وعيد ميلاده الثوري، وتوقيته الذي يأتي كل عام بـ “خناقات” على فيسبوك، لم تصبح ذكرى يوليو بقدر ما أصبحت ذكرى “أنت مع عبد الناصر ولا ضده”، “الناس اتجننت” قالها برما وشعرت أنه يريد التحكم في “موود” المكالمة فقررت الانقلاب عليه وسألته “الثورة ولا الملكية يا برما؟” رد برما سريعا “زفت كله زفت، الملكية وعهد عبد الناصر وعهد السادات وعهد مبارك وعهد مرسي وعهد” قطعته صائحا “وعهد الله ما إنت مكمل” أكمل برما رغما عني “بتاخد حاجة وتخسر ألف حاجة، مافيش داعي للحزق بقى”.
صاحت مغيرا دفة الحديث “بقولك صحيح، عمر ابن علاء مبارك اتقبل في النادي الأهلي” ضحك برما بشدة ثم قال “الله! مش كان بيشجع الإسماعيلي!” ثم أكمل “عموما هذا الشعب يستحق حادثة درامية على هيئة هدف في الدقيقة 95 من تسديدة صاروخية لعمر علاء مبارك تصعد بمصر إلى كاس العالم، ليعيش المصريون 30 سنة كمان على حس الطالعة دي” سرحت قليلا في تصور ما يقوله برما فأضاف “تخيل معي صوت أحمد شوبير وهو يقول: عمر علاء محمد حسني مبارك يصعد بمصر إلى كأس العالم”. الفكرة جنونية بالتأكيد لكن في أم العجايب يجب أن تتوقع أي شيء، سألته “فكرك فعلا ابن الوز عوام؟” رد برما “وارد، ووارد برضو يكون للوز معارف كتير وعنده واسطة وعرف يشغل ابنه ويخلي الناس تطبله”.
باغتني برما “ما زورتش كشك الفتوى؟” ضحكت كثيرا لخبث برما وكان ردي “ما تشدنيش للمنطقة دي من الإفيهات، الناس خلقها الديني بقى ضيق، الموضوع مغري ورقبتي ممكن تروح فيها”، ثم ذكرت برما بنظرية قديمة عن علاقة أسماء الأفلام المعروضة في دور العرض بالأحداث الجارية في البلد، بدأنا في تذكر ما تحتويه دور العرض فوجدنا “الأصليين”، “هروب اضطراري”، “عنتر ابن ابن ابن ابن شداد”، “جواب اعتقال” و”تصبح على خير”، سكتنا قليلا ثم قال برما “شارحة نفسها والله”.
مرت بجانبي سيارة يستمع صاحبها لأغنية “ديسباسيتو” بصوت عالي وصل إلى برما، فتذكرت سؤال هام “فكرك ألبوم عمرو هينيجح يا برما؟” رد عليا برما رد يعلم جيدا أنه يغضبني “عمرو دياب لو نزل شريط فاضي هينجح” وضحك كثيرا بعدها ثم قال “بتسألني ليه لما إنت عارف الأجابة؟” وقبل أن أرد أضاف “أنت صح لما الخوازيق كده كده جاية ليه ما نروحلهاش إحنا؟!” جاوبت برما “ما اسموش شريط بقى اسمه ألبوم” ثم سألته “أنت فين يا برما؟” رد “بلعب مع الجيلي فيش”.