الحاج السبكى: أهلا يا د. عبد الواحد.
وزير الثقافة: إنت راجل طيب ووطنى.. إنت تحب الوطن والوطن يحبك.. إنت من الأحرار يا سبكى، إنت عارف إننا نعيش فى مرحلة فارقة، ولدينا أعداء يتربصون هنا وهناك، الأمن القومى مهدد من أعداء الوطن كل ده بيخلينا لازم نفتح عينينا ونحافظ على شبابنا، لأنه مستهدف وسلاحنا الوحيد هو أفلامنا الوطنية، فاكر ياسبكى رد قلبى وإنجى وعلى يا ويكا، هو ده المطلوب دلوقتى، وفى الآخر عبد الواحد الجناينى يهتف تحيا مصر هو كان فاقد النطق، لكن حب مصر خلى المعجزة تحصل.
السبكى، والدموع تنهمر من عينيه: أرجوك يا د. عبد الواحد أنا جسمى بيقشعر كل ما أفتكر القلم اللى خده الجناينى كل ده عشان طلب إيد إنجى لابنه على، مش كلنا ولاد تسعة، فيها إيه، بس على فى الآخر طلع واد مجدع لما أداها القلب أخذه من علبة المجوهرات اللى احتفظ بيها كلها لنفسه ما عدا القلب، شفت حنية أكتر من كده، صحيح العلبة تساوى مليون جنيه دهب وهو أداها القلب الفالصو لكن المهم أنها انبسطت.
السبكى لا يزال يتنحنح بصوت مسموع بينما الوزير يربت على كتفه ويطالب من السكرتارية علبة كلينيكس جديدة بعد أن فقدنا ثلاث علب استهلكها لتنشيف دموعه .
الوزير: الناس فاكرة أن السينما دى حاجة كده للتسلية ورقصة وغنوة وعشوائيات وشوية ألفاظ خارجة، لازم يكون فى الفيلم روح الوطن عمال وفلاحين بتشتغل وبتعرق من أجل الوطن.
السبكى: أنا مستعد أضحى بروحى عشان الوطن، روحى فداء كل حبة رمل من أرض الوطن.. روحى يا سيادة الوزير روحى.
الوزير يقاطعه: بس حاسب من موضوع روحى ده، لأنه بيفكرنى والعياذ بالله بفيلمك حلاوة روح مش دى الروح اللى إحنا عايزنها أبدا فى تلك المرحلة الفارقة، يعنى مش لا زم هيفا وأستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم بتعمل حاجات فى الأفلام ما ترضيش ربنا أبدا، أنا عارف إن هيفاء وطنية وأمها كمان مصرية، بس ساعات يعنى ولا أقولك بلاش نجيب سيرة الناس ربنا يهديها ويشفيها ويعافيها من الواوا .
السبكى: انتهت مرحلة الهشك بشك تماما من حياتى، أنا النهاردة حاسس إنى أتولدت إنسان جديد ح ألبى نداء الوطن.
الوزير: كتير حذرونى وقالوا اوعى تقابل السبكى، لما قلت فى برنامج مجدى الجلاد لازم نفهم إنى ح أقابلك، الكل استغرب، وقالوا معقولة تقعد معاه من غير ما تتخذ إجراءات أمنية ده بيعمل أفلام أبيحة، فيها والعياذ بالله ستات بترقص وساعات بيعملوا حاجات أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم، أنا كنت واثق فيك وقلت أنا حأعرض عليه مسرحيات شكسبير ومولييروتشيكوف ولا إيه رأيك تعمل حاجة أحسن لصمويل بيكت.
السبكى: بيكت راحت عليه خلاص من زمان يوجين يونسكو هو الأفضل، لأنه يتناول بسخرية عبثية أوضاع الحياة، وده هو المطلوب الآن، أنا أشعر فى هذه اللحظة يا سيادة الوزير أن الوطن ينادينى، كل حتة فىّ بتقول تحيا مصر، أنا مش عارف إزاى ممكن ربنا حيسامحنى، تفتكر سيادتك ربنا ح يغفر لى أفلامى اللى كان فيها كباريهات وخمرة، صحيح أنا كنت بنهيها والبطل رايح يصلى، بس عندى إحساس إنى ارتكبت معاصى كتير قبل ما البطل يروح الجامع.
الوزير: ما تنساش أن الحسنات يذهبن السيئات طالما راح الجامع وتاب يبقى خلاص.
السبكى: إيه رأى سيادتك نعمل الجزء الثانى من رد قلبى ، ونبدأه من اللحظة اللى اكتشفت فيها إنجى أن القلب فالصو ، فيه بت جديدة اسمها شاكيرا مصرية أبًّا عن جد مكسرة الدنيا لا تقولى هيفاء ولا صوفينار، وفى نهاية الفيلم تتحجب وتهتف هى وعلى وإنجى والجناينى تحيا مصر تحيا مصر.
الوزير والسبكى يهتفان معا: تحيا مصر.. تحيا مصر!
نقلاً عن “جريدة التحرير”