رباب طلعت
على أطراف القاعة الرئيسية، في مكتبة الإسكندرية، اصطف كل منهم، بزيه الموحد باللون البرتقالي اللافت، وسط الألوان الرسمية التي التزم بها الحضور والمنظمون لفعاليات المؤتمر الدوري الرابع في مدينة الإسكندرية، الذي انعقد يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل، ووزراء حكومته، وعدد من نواب البرلمان والإعلاميين، والشباب، ومن بينهم شباب “مؤسسة الحسن” لمستخدمي الكراسي المتحركة، الذين أثبتوا صدق شعارهم من خلال مشاركتهم في المؤتمر، بأنهم “القادرون باختلاف”.
تواصل “إعلام دوت أورج”، مع شباب “مؤسسة الحسن”، من مستخدمي الكراسي المتحركة في مصر، للتعرف على كواليس مشاركتهم في المؤتمر، ورسالتهم للرئيس السيسي، التي تنتظر دعمه، فيما يلي:
1- رشحت وزارة التضامن الاجتماعي “مؤسسة الحسن”، لدعم مستخدمي الكراسي المتحركة، والقائمة بشكل كامل على التبرعات، للمشاركة في المؤتمر، من خلال ترشيح 10 أفراد، اختارهم مجلس إدارة المؤسسة.
2- أوضح محمد رأفت منسق مشروعات المؤسسة في الإسكندرية، أن المؤسسة لها عدة أنشطة في المحافظات كافة، إلا أن المشاركة كانت من نصيب فريق الإسكندرية، الذين حضروا ليثبتوا أن المؤسسة التنموية، المقامة لدمج “القادرون باختلاف”، قادرة بالفعل على الاندماج في فعاليات الدولة كافة، وأحداثها، لافتًا إلى أن مقرهم الرئيسي في القاهرة، ولهم موظفين في الصعيد ووجه بحري وممثلين في كافة المحافظات.
3- كان غرض أعضاء المؤسسة من الاشتراك في المؤتمر، هو الظهور أمام الناس، بالزي الموحد، للفت الانتباه إلى قضية مستخدمي الكراسي المتحركة في مصر.
4- حاول المشاركون في المؤتمر التصوير مع الرئيس، كي يتحدثوا معه، وليُبدوا استعدادهم التام للمشاركة في خطط التنفيذ والتخطيط كافة، في عام 2018، باعتباره عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن انتهاء الوقت المحدد للمؤتمر قد انتهى، قبل تمكنهم من ذلك، لازدحام جدول الفعاليات، إلا أنهم ينتظرون النظر فيها، لتنفيذها.
5- أبدى الشباب رغبتهم في المشاركة في مؤتمر شباب العالم، مطالبين بمشاركة عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة فيه من دول العالم كافة، للتواصل معهم والتعرف على طرق وأفكار الدول المختلفة والحكومات في التعامل معهم، ولإيصال تلك المبادرة التي رغبوا في التواصل مع الرئيس بشأنها أيضًا، إلا أنهم لم يستطيعوا مقابلة الرئيس، خلال فعاليات المؤتمر.
وفيما يلي أبرز 8 معلومات عن المؤسسة:
1- أنشأت مي زين الدين، المؤسسة التنموية، بعد تعرض نجلها لحادث منذ أربعة سنوات، ما تسبب في احتياجه لاستخدام الكرسي المتحرك، إلا أنها سافرت به إلى دول أوروبية، فتعرفت على أنماط مختلفة من التعامل مع مستخدمي تلك الكراسي، ما دفعها لبناء مؤسسة متخصصة لدمجهم في المجتمع.
2- تعمل المؤسسة على 8 مشاريع؛ أولها، إنشاء قاعدة بيانات كبيرة، عن طريق حصر مستخدمي الكراسي المتحركة كافة في مصر، ثانيها تبني مبادرة “كرسي بالمقاس”، كأول مؤسسة تطبق فكرة تفصيل كرسي، يلائم شكل الجسم، حماية لمستخدمي الكراسي المتحركة من الإصابة بأمراض عظام، أو تشوه شكل الجسم، وقد نجحوا في عمل 250 كرسيا، في 2016.
3- سافرت كوادر من العاملين في المؤسسة، والتي يعد 80% من موظفيها من مستخدمي الكراسي المتحركة، إلى ألمانيا، للتدريب على رفع المقاسات لعمل الكراسي المناسبة.
4- “مصدر رزق”، أحد مشاريع عمل المؤسسة، حيث ينقسم لشقين؛ شق تدريب أصحاب الحرف، ممن لم يكملوا تعليمهم، وفتح مشاريع صغيرة لهم، والآخر توظيف المتعلمين المسجلين في قواعد البيانات في “الحسن”، في شركات تتواصل معهم لتوظيف عدد من مستخدمي الكراسي المتحركة.
5- تهتم “الحسن” أيضًا بالفنون والرياضة، من خلال تدريب الأعضاء على الرسم والغناء وغيرها من المهارات الفنية، التي من الممكن أن تتحول بعد ذلك لمصدر رزق لهم، بعد الاحتراف، وكذلك شكلوا فرق سباحة وتنس أرضي، ورفع أثقال، وكاراتيه، ويسعون لتكوين فرق سلة للأشبال وترياثلون.
6- نظرًا لعدم جاهزية شوارع مصر، لتحرك مستخدمي الكراسي المتحركة، تبنت المؤسسة استيراد “موتسكلات” مجهزة للسواقة باليد، يتم تسليمها بشكل كامل للأعضاء، الذين بحاجة للتنقل، ويسعون لإتمام صفقة شراء أتوبيس كبير مجهز لهم، في نهاية 2017، ضمن محور “توصيلة مجهزة”.
7- ولأن التعرض لحادث -أو ما شابه- وتسببه في استخدام الكرسي المتحرك، له أثر نفسي صعب على من يتعرض له، اهتمت المؤسسة بمشروع “انهض”، لدعمهم معنويًا، وكذلك تدريبيًا، من خلال تعليمهم طرق الاعتماد على أنفسهم دون الحاجة لأحد، وهو ما يعمل عليه محور “الوعي المجتمعي”، من خلال اختيار وكالة “الجايكا” اليابانية، لأعضاء منهم، لتدريبهم على الطرق الصحيحة لدمج مستخدمي الكراسي في المؤسسات، لذلك تعقد “الحسن” اجتماعات شهرية لأعضائها، لتدريبهم على ذلك، كذلك صنعوا فيديوهات تعليمية، موجهة لكل مستخدمي الكراسي المتحركة في مصر، كأول فيديوهات بالعامية المصرية من هذا النوع، ومدعمة من وزارة الاتصالات.
8- لم يغفل أعضاء مؤسسة “الحسن” عن الأطفال، حيث أطلقوا محور “أطفالنا على عجل”، والذين نجحوا من خلاله -بالتعاون مع “سلاح التلميذ”- في تجهيز حمامات في المدارس، التي تحوي تلاميذًا من مستخدمي الكراسي، نظرًا لعدم أهليتها لتتناسب معهم، بالإضافة إلى الاتفاق مع أحد الشركات الإيطالية على شراء كراسي، تكبر تدريجيًا لتتناسب مع نمو حجم الأطفال، كي لا تعيقهم كراسيهم، لضيقها عليهم.