مشاريع تخرج طلاب "إعلام 2017" بين الإبداع والتشجيع

نورا مجدي

كل عام يشهد طلاب البكالوريوس في كلية الإعلام جامعة القاهرة تقديرا من نوع خاص، حيث يضع الطلاب أولى لمساتهم العملية في مشروعات تخرج لقسم الإذاعة والتليفزيون، وذلك من خلال إنتاج أفلام وثائقية قصيرة وبرامج إذاعية مميزة، وبعد مرور العام ينتظر الطلاب أن يجنوا ثمار أعمالهم التي تظهر للنور، من خلال إقامة مهرجان لعرض مشروعات التخرج بالكلية.

مع مرور الأجيال وتخرج ما يزيد عن 9200 طالبًا من كلية الإعلام التي تعد الأولى في مجالها بالشرق الأوسط، يشهد عام 2017 تكريمًا لمجهود طلاب جدد من قسم الإذاعة والتليفزيون، وذلك من خلال المهرجان الذي أقامته الكلية أمس الخميس لعرض المشروعات وتوزيع شهادات التخرج، إضافة إلى بعض الجوائز المالية والفرص التدريبية.

حاور إعلام دوت أورج بعض الطلاب الذين شاركوا بأعمالهم الأكثر تميزا في المهرجان وجاءت الأفكار على النحو التالي:

 

“فرعون مظلوم” بلسان شخصيات أثرية:

قالت ريهام عصام إحدى الطالبات المشاركات في مشروع التخرج الإذاعي برنامج “فرعون مظلوم”، إنهم سعداء لحصولهم على المركز الأول، مشيرةً إلى أن مجموعتهم تتكون من 15 طالبًا، تشاركوا معا لإنتاج برنامج إذاعي يناقش المشكلات التي تواجه الآثار المصرية، مضيفةً: “نعلم أن الفكرة مكررة لكن التغيير كان في طريقة التناول والمعالجة، وواجهتنا صعوبة بالغة لإيصال الفكرة من خلال الصوت فقط دون وجود الصورة، كما واجهتنا صعوبات في الوصول إلى معلومات مؤكدة حول الآثار، لأن كل المعلومات ليست مؤكدة بنسبة 100% فأصبحنا نسأل الكثيرين ثم نأخذ برأي الاغلبية.

تابعت: “مشروعنا هو دراما كوميدية ساخرة، والكتابة بطريقة درامية تعد صعبة لمن يمارسها للمرة الأولى، كذلك جعلنا الشخصيات الأثرية تنطق من خلالنا، حيث جعلنا أبو الهول يبدو كأنه يتحدث معنا ويخبرنا معلومات حوله. ولا يجب أن ننسى جهد من ساعدنا مثل الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق وعالمة الآثار مونيكا حنا حيث كانا متعاونين معنا لإخراج برنامجنا الإذاعي”.

 

“يوم 13” فكرة تمس الجميع بدعم من منى الشاذلي :

أعرب معتصم أحمد الطالب بالفرقة الرابعة كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن سعادته بحصول فيلمه “يوم13” على المركز الأول بين المشروعات المتنافسة في قسم التليفزيون، وقال عن الفيلم الذي أخرجه إن الفكرة تدور حول الطبقة المتوسطة والمشاكل التي تمر بها من خلال عرض عدة حالات مختلفة ومتنوعة، وذلك بعد قيامنا بعمل استقصائات حيث عرضنا في الفيلم فئات مختلفة، بدءا من الشاب الذي تخرج من كلية الإعلام ويبحث عن وظيفة مناسبة مرورا بالأرملة التي تحاول أن تجهز متطلبات بناتها للزواج، انتهاءًا بأشخاص أصبحوا على المعاش ولا يكفيهم لشراء مايلزمهم.

وحول الصعوبات التي واجهتهم، أوضح أنها كانت في استخراج التصاريح للتصوير في الشارع، حيث لم يحصلوا على تصاريح بذلك، موضحًا أنهم قاموا بالتصوير في مناطق بحدائق الأهرام والدقي، وأن جميع الشخصيات والفئات التي ظهرت في الفيلم هي شخصيات حقيقية وقصص واقعية.

وحول اختيار الإعلامية منى الشاذلي لفيليم “يوم 13” لتقوم بمساعدتهم فيه، رحبت الكلية بالفكرة في بادئ الأمر لكن قدم الطلاب المتنافسون عدة شكاوى، فمنعت الكلية أية مساعدة خارجية لهم وقاموا بعمل مونتاج الفيلم بأنفسنا دون مساعدة من أحد، مضيفًا: “لكن يكفينا إن إعلامية كمنى الشاذلي يكون لها رأي إيجابي بفكرة الفيلم والإسكريبت المكتوب”.

 

 

“عرابيل” إذاعة صوت إسرائيل الأكثر استماعًا في العريش:

قالت ميرنا أيمن إحدى طالبات برنامج “عرابيل”، إن ميزة المشروع هو كون مجموعة الطلاب يأتون من مناطق مختلفة من شمال مصر وجنوبها وشرقها وغربها، فضلا عن وجود طالب من جنوب السودان وطالب من موريتانيا وطالب من سوريا، لذلك قررت المجموعة أن يتحدث البرنامج عن شأن يمس الوطن العربي عموما ومصر خصوصًا، فخرجت الفكرة من الطالب كارلوس أنيس المقيم بمدينة العريش ونشأ على إذاعة صوت إسرائيل التي تعد الإذاعة الأكثر استماعا في العريش، فقرر الطلاب عمل تحقيق حول الموضوع، لمعرفة مدى تأثير تلك الإذاعة على المصريين، وكيف يواجه الإعلام المصري صوت إسرائيل الذي استطاع دخول مصر والتأثير في نفوس البعض وهل يصدق العرب إسرائيل.

أضافت: “قدرنا نتواصل مع ناس من جوة إذاعة صوت إسرائيل زي نيهاد عليمة ويوسي النيشر، كنا خايفين شوية لكن الكلية شجعتنا، واكتشفنا إن الإذاعة كانت بتسرب حاجات زي امتحانات الثانوية العامة وزي كلام دار بين القادة العرب، وعلى المستوى النفسي كانوا بيحاولوا يحسسونا إن مصر وإسرائيل واحد.. وبيشغلولنا برامج دينية إسلامية عندهم زي برنامج نور على نور والأذان، فدي كانت من أكتر الحاجات الغريبة اللي عرفناها عن الإذاعة”.

“كومبارس” إسقاط  من السينما على الفئات المهمشة:

قالت الطالبة مارينا جبر بطلة فيلم “كومبارس” الذي حصل على المركز الثاني ضمن مشروعات تخرج قسم التليفزيون، إن الفيلم يتحدث عن الفئات المهمشة إسنادا من إسقاط السينما على المجتمع، حيث أنه في السينما يكون الكومبارس دوره غير فعال، لكن المشهد لن يظهر بالشكل الجيد بدون الكومبارس، كذلك في المجتمع بعض الفئات المهمشة لو تخيلنا المجتمع بدونها ستحدث “دربكة وإخلال بالنظام”.

تابعت أن أبسط مثال، هو أزمة القمامة عام 2010عندما قام عمال النظافة بعمل إضراب، فكان الوضع سيئًا، خاصة أن عمال القمامة في مصر يرفعون ما يزيد عن 2 مليون طن يوميا، ومن هنا جائت فكرة الفيلم وحدث موقف أثناء التصوير أكد لنا الفكرة، فأثناء التصوير مع عامل الصرف الصحي، مر بعض الطلاب وقاموا بالتعليق قائلين: “إيه الريحة الوحشة دي ملقتوش غير ده وتصوروا معاه؟”، فتيقنا أن الفكرة جيدة وكان هدفنا منها تغيير نظرة المجتمع لتلك الفئات المهمشة، إضافة إلى أن القصة حقيقية مستوحاه من قصتي، لكن بتغيير في المعالجة لخدمة الفيلم، والقصة بشكل عام تؤكد فكرتنا ونحاول منها المقارنة بين طريقة المعاملة للفئات المهمشة داخل مصر وخارجها.

“دو ري مصري” قصة زفة تراثية:

 

تحدثت الطالبتين هالينا وشيرين من طلاب برنامج “دو ري مصري” عن فكرة البرنامج، حيث أوضحتا أنه يدور حول توثيق طقوس زفة الفرح المصري، من خلال عرض عدة نماذج من محافظات مختلفة في محاولة لإثبات أن الزفة لغز كبير وليست مجرد أغنية أو رقصة خاصة، لكن هناك الكثير من القصص وراء كل زفة مصرية فهي ثقافة شعب،.

أضافت شيرين: “الأغنية نفسها بتحكي حاجة عن كل مكان وعن الأشخاص اللي عايشين فيه، واتكلمنا في البرنامج عن الزفة البورسعيدية والصعيدية والزفة في إسكندرية وفي النوبة، وكان هدفنا إننا نوصل فكرة الزفة التراثية ونقول غن الزفة الجديدة اللي عارفينها حرفت التراث المصري ويجب أن نحافظ على تراثنا”.

بينما قالت الطالبة هالينا إن الفكرة بدأت من رغبتهم في عمل برنامج مبهج وسط الظروف السيئة التي تمر بها الدولة، فقاموا بالتسجيل مع الفنانة فاطمة عيد والفنان حجازي متقال، بالإضافة إلى الفرق الشعبية، كما أن الإعلامية مفيدة شيحة قامت بتسجيل المقدمة والخاتمة للبرنامج.


ملاحظات

–  من خلال متابعة وحضور مهرجان عرض مشروعات التخرج لقسم الإذاعة والتليفزيون للسنوات الثلاثة الأخيرة، نستطيع أن نجذم بأن التطور لا يحدث في عقول الطلاب وأفكارهم فقط، بل أيضا في طريقة تعامل الكلية والأساتذة المسئولين، فهذا العام قررت الكلية مكافئة الطلاب من خلال عدة مناحي، منها حصول  جميع طلاب الفرقة الرابعة بقسم الإذاعة والتليفزيون على دورة تدريبية مجانية في مجال التعليق الصوتي والدوبلاج، استعدادا لخروج الطلاب لميادين العمل.

-أعلنت الدكتور منى مراد المديرالتنفيذي لمجموعة On Air للإعلام و الإستثمار عن  دعم أوائل الطلاب، بوجود خصم بنسبة 50% لطلاب مشروع فيلم “يوم 13” لحضور الملتقى التدريبي بشركة ON air studios، بحضور كبار الإعلاميين مثل جورج قرداحي ونيشان ديرهاروتنيان ومعتز الدمرداش وعمرو عبد الحميد، للتدريب في عدة مجالات بالإذاعة والتليفزيون من خلال عدة أقسام.

– كما أعلن ماهر عبد العزيز رئيس مجلس ادارة شركة راديو النيل عن قيام إدارة راديو النيل بدعم مشروعات تخرج قسم الإذاعة، وذلك من خلال عرض جميع المشروعات من خلال شبكة إذاعة راديو النيل، بالإضافة لقيام الدتور زاهي حواس باستضافة طلاب برنامج “فرعون مظلوم” في حلقة خاصة من برنامجه على راديو هيتس.

– في ختام اليوم حصل جميع طلاب قسم الإذاعة والتليفزيون على شهادات تقدير من الكلية تقديرا لمجهوداتهم.