أحمد حسين صوان
على مدار الأسبوع الماضي، ظهرت شخصية جديدة تُدعى بهية علي سليمان، عبر البرامج التلفزيونية، والمواقع الإخبارية الإلكترونية، تستعرض من خلالهم ظروف الحياة الصعبة والأوضاع الاقتصادية السيئة، وقرارها بيع كليتها لسداد الديون، وبشكلٍ سريع ربط الجمهور هذه السيدة بالحاجة “صيصة” التي تنازلت عن أنوثتها في سبيل مواجهة مسئوليات الحياة.
“بهية” عُرفت للجمهور في بداية الأمر، من خلال برنامج “طريق الخير” الذي يُقدمه علي فايز، عبر قناة “العاصمة”، تناولت فيها حياتها الصعبة من داخل منزلها في إحدى القرى بمحافظة بني سويف، والأزمات الصحية التي يُعاني منها أفراد أسرتها، وعجزها عن سداد الديون التي تجاوزت تسعة آلاف جنيه، وبعد مُساعدة مُقدم البرنامج في تغيير حياتها بشكل جذري في وقتٍ قصير، تعود سريعًا “بهية” للشكل الذي خرجت به للجمهور في المرة الأولى:
يرصد “إعلام دوت أورج” في هذا التقرير، حياة “بهية” قبل وبعد ظهورها على المنصات الإعلامية والإخبارية، في محاولة للوصول إلى معرفة سبب استغنائها عن أنوثتها مُجددًا بعدما تغيرت أحوالها إلى الأفضل، وفيما يلي أبرز التفاصيل:
1- بكار
بجسم هزيل وشعر قصير وملابس رجالية، ظهرت “بهية” التي يُلقبها أصحابها في العمل بـ”بكار”، على وسيلة إعلامية لأول مرة، في 22 يوليو الجاري، عبر برنامج “طريق الخير”، وأوضحت أن السبب الرئيسي الذي دفعها لتنازلها عن أنوثتها وارتداء ملابس رجالية، هو ممارسة المهن الشاقة وقيادة التوكتوك، حيث إن زوجها تعرض لحادث وأصيب بحروق في يده، فضلًا عن إصابته بمرض السكر.
تابعت أن لديها ثلاثة أبناء هم محمد ومحمود وجنى، فضلًا عن منة التي فارقت الحياة في نهاية شهر مايو الماضي، مؤكدة أنها لجأت لبيع كليتها مقابل 25 ألف جنيه، لسداد جزءٍ من ديونها، حيث إنه محكوم عليها بسنة حبس، ومسئولو الجمعيات الخيرية يرفضون مساعدتها.
أوضحت أن إجمالي ديونها تسعة آلاف جنيه، منهم ستة آلاف ديونا لجيرانها، وثلاثة آلاف مقابل الإفراج عن التوكتوك الموجود بحوزة القسم التابع لها، على حد قولها، مُتمنية سداد ديونها في أقرب وقت، والعيش في بيئة نظيفة، لعودتها إلى الأنوثة مُجددًا، مُطالبة المواطنين بتقديم العون لها والوقوف بجانبها لإنشاء مشروع خاص بها.
https://www.youtube.com/watch?v=mnSu84CBVr8
2- بداية حياة
بعد مرور أيام قليلة، صور مُقدم “طريق الخير” تقريرًا آخر من داخل منزل “بهية”، حيث ناشد زوجها بشراء سماعة أذن بسبب مشكلة ضعف السمع، كما طالب ابنها الصغير بشراء دراجة وتليفزيون، إلا أن المُذيع قدّم لها مبلغا ماليا بقيمة عشرة آلاف جنيه، لسداد ديونها، حيث وعدته بهية بالعودة إلى أنوثتها مُجددًا فور سداد هذه الأموال لأصحابها.
نجح المذيع في سداد الديوان على الهواء مُباشرة، بعد التفاوض مع أصحابها للتنازل عن جزء بسيط من المبلغ، فضلًا عن استرداد الإيصالات التي وقعت عليها “بهية”.
اصطحبها مُقدم البرنامج، إلى أحد محال الملابس الحريمي، لشراء ملابس جديدة ووداع “بكار”، فضلًا عن اشتراكه لها في “بيوتي سنتر” لتجميل مظهرها وعودة الأنوثة إلى وجهها مرة أخرى، حيث ظهرت بشكل جديد لتكون تلك اللحظة بمثابة الانطلاقة الحقيقية لها، الأمر الذي دفعها لمداعبة المُذيع بقولها: “أنا بهية.. بكار خلاص مات”.
3- موت بكار
أعربت بهية، خلال ظهورها في برنامج “طريق الخير”، يوم الخميس الماضي، عن سعادتها البالغة بعد التغيير الجذري الذي طرأ على حياتها بشكل مُفاجي، قائلة: “أنا رجعت بهية بتاعة زمان.. بكار مات خلاص”، مطالبة إياه بمساعدتها في سداد باقي الديون التي لم تكشفها له من قبل، وشراء سماعات أذن لزوجها وابنتها، وإجراء عملية جراحية لابنها، وعلاج ابنتها الأخرى التي تُعاني من مشاكل في العين، مُشيرة إلى أن بعض المواقع والبرامج التليفزيونية طالبوها بالتصوير معها إلا أنها رفضت ذلك، مُبررة بقولها: “كانوا عاوزين يشردوني بالكدب.. وأنا خلاص صورت معاك مش هسجل مع حد تاني”.
من جانبه، أكد محمد سيد، وكيل وزارة التضامن ببني سويف، خلال مكالمة هاتفية مع مقدم “طريق الخير”، أن الوزارة طالبت بتقديم الدعم الكامل لـ”بهية”، حيث سيتم إنشاء سقف المنزل بالخرسانة، وتجهيزه من جميع المتطلبات، فضلًا عن تقديم مبلغ مالي دوري بقيمة 500 جنيهًا لمدة ستة شهور، وسداد القرض البنكي الذي حصل عليه زوجها، وتوفير وظيفة لابن زوجها في القطاع الخاص.
كما قال الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، خلال مكالمة هاتفية بالبرنامج نفسه، إن وزير الصحة أصدر تعليمات بمتابعة الحالة الصحية لـ”بهية” موضحًا أنها سوف تجري فحوصات للوقوف على مدى طبيعة عمل وظائف الكلى، ومتابعة عامة بصفة دورية، على نفقة الدولة، فضلًا عن علاج ضعف السمع الذي يُعاني منه زوجها.
بينما قرر محمد صفوت، مدير عام خدمة المواطنين بالمحافظة نفسها، إنشاء “كشك” مُزود بالبضائع، بجوار منزلها، الأسبوع الجاري، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية.
أعلن عاطف، صاحب كوافير حريمي، دعم حالة “بهية” من خلال عقد متابعات شهرية، بهدف تجميل وتنظيف البشرة، فضلًا عن معالجة الأمور المرتبطة بالشعر.
5- انتكاسة
بشكل مُفاجئ، ظهرت بهية مُجددًا، بالشخصية التي خرجت بها للجمهور في المرة الأولى، حيث ارتدت جلبابا رجاليا، وذلك خلال حوارها مع الإعلامي معتز الدمرداش، ببرنامج “90 دقيقة”، مساء أمس الأحد، مطالبة الجمهور بقولها: “أنا نايمة على الأرض، معنديش أي حاجة في البيت، وعندي ديون بسددها، وياريت اللي يقدر على حاجة يعملها معايا علشان الأطفال الصغيرة”.
أكدت لـ”الدمرداش” أن نسبة الديون وصلت إلى 15 ألف جنيه تقريبًا، ولم تجد وسيلة لسدادهم، ومهددة بالحبس لمدة عام، مُشيرة إلى أن المُحافظ أرسل لها بوتاجاز وغسالة ومجموعة أطباق، قائلة: “أحطهم فين البيت خرابة”، مُطالبة مسئولي الجمعيات الخيرية بمساعدتها في سداد الديون وإنشاء مشروع تجاري بجوار منزلها، مُعربة عن تمنيها بالعودة إلى أنوثتها مُجددًا، قائلة: “بشوف الحريم قدامي بزعل على نفسي، ندمت على اللي عملته”.