(نقلا عن المقال)
ألبوم “نقطة بيضا” الذي صدر لكايروكي مؤخرا هو أسوأ أعمال هذا الفريق منذ ظهورهم على الساحة الفنية.
أزمة كايروكي حاليًا تتلخص في “أمير عيد” مغني الفريق، والذي يكتب أغلب كلمات الأغاني ويقوم أيضًا بتلحينها، هو سبب رئيسي في سوء المستوى الفني الذي وصل إليه الفريق، ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك، ففي أغنية “هدنة” سنلاحظ أن “أمير” لا يغني ولا يوجد هناك لحن من الأساس كما أن أسلوبه لا نستطيع أن نصفه بالراب أو بأي شكل غنائي آخر، وفي أغنية “السكة شمال” سنلاحظ أنه يحاول تقديم نفسه كمغني شعبي رغم أنه لا يملك أي مقومات أو مواصفات تؤهله للغناء الشعبي، بداية من صوته السيئ للغاية، الذي يصل إلى النشاز في أغلب الأغاني، مرورًا بالتوزيع الموسيقي الذي لا نجد له أي تصنيف موسيقي، فلا نستطيع أن نصفه بالروك أو بالبوب أو حتى بالمهرجان، وبعيدًا عن المواصفات الفنية، فهناك أزمة حقيقة في هذا الأسلوب الرديء من الغناء الذي يعتمد على التحقير من الآخرين، خصوصًا أن يكون هذا الأسلوب مقصودًا للتقليل من شأن الجيل الأكبر سنًا من أعضاء الفريق، كما قال أمير: “عواجيز وسايقنا.. فالحيطة ملبسنا”، فبدلا من أن يقدم لنا أغاني تحث على المشاركة المجتمعية والتلاحم بين الأجيال المختفلة أصبح يرسخ ويؤسس بأفكار أغانيه لصراع الأجيال المختلفة مع بعض عمريًا.
وكذلك في أغنية “الكيف” واستمرارًا للابتذال الغنائي يستمر كايروكي في تقديم الأشكال الموسيقية مجهولة الهوية والتوصيف الفني، فلا يزال أمير عيد مقتنعا بأن لديه صوتا يمكنه من الغناء على طريقة الموال، فأصبحنا نستمع إلى نشاز في كل الأغاني التي تبتعد عن موسيقى الروك التي تعتمد على ألحان سهلة وبسيطة، والأسوأ من ذلك هو ثقة أمير عيد في نفسه بكل هذا القدر من الغرور الذي يجعله يأتي بصوت قوي مثل “طارق الشيخ”، ويحاول أن يجاريه في الأغنية لنلاحظ الفرق بين الصوتين الذي يصل إلى الفرق بين السماء والأرض، فضلاً عن أن فكرة الغنوة والطريقة التي كتبت بها كلماتها من “أمير” نستطيع أن نصفها بالمسروقة من أغنية “أوفر دوس” للفنان محمود سعد، الذي يقول في أغنيته “الربع بيجيب نصاية، والنص بيجيب حباية، آخرتها هايجيللك جلطة، يا إما سجن وحبساية، بدال الواحدة هتاخد اتنين، وشريط يجر معاك شريطين”، بينما يقول أمير في أغنيته “سيجارة تجيب جوان، وجوان يجيب حباية، حباية تجيب شريطين”، علمًا بأن كلمات أغنية “أوفر دوس” نشرت على المواقع الإخبارية قبل إصدار أغنية الكيف بأكثر من شهرين.
وبعيدًا عن أخطاء أمير عيد في التلحين وعدم قدرته على الغناء بشكل صحيح، دعونا نتحدث عن أفكار الأغاني نفسها التي تؤكد على إفلاس هذا الفريق، فمثلاً في عام 2014 قدّم كايروكي ألبومه وقتها تحت عنوان “السكة شمال”، والآن في 2017 يقدمون لنا أغنية بعنوان “السكة شمال في شمال” بنفس الأفكار ونفس الاسم، وفي 2014 وبالتحديد في ألبوم “السكة شمال” قدّم لنا الفريق أغنية “غريب في بلاد غريبة” أحد أسوأ الأغاني الموسيقية التي من الممكن أن نستمع اليها، فهي أغنية مشوهة ليس لها أي أساس موسيقي ومجهولة النسب الفني، ولا يستطيع أي موسيقي تصنيفها حسب شكل غنائي معين، فهي ليست “روك”، أو “بوب”، أو “راب”، وقطعًا ليست أغنية شعبية بالرغم من مشاركة عبد الباسط حمودة في الغناء مع أمير، والآن في 2017 نستمع إلى نفس الشكل الموسيقي مجهول النسب ونفس الأسلوب الغنائي المعتمد على نشاز أمير عيد، ولكن هذه المرة بمشاركة طارق الشيخ بدلاً من عبد الباسط حمودة، مجرد تكرار للتجربة السيئة بنفس التفاصيل الموسيقية.
ومن سنوات قليلة قدّم لنا الفريق أغنية “اضحك” مع الفنانة عايدة الأيوبي والرابر زاب ثروت في حملة إعلانية ضخمة لأحد شركات المياه الغازية، والآن في 2017 يقدمون لنا أيضا أغنية أخرى بعنوان “اضحك” بنفس المضمون ونفس المحتوى ونفس الفكرة، وفي أغنية “الديناصور” التي منعت من الرقابة هي الأخرى، وتحايل الفريق على الرقابة بالتشويش على الكلمات التي رُفضت، ومن ثم بثها على اليوتيوب بشكل جديد سنلاحظ أنهم يسخرون من الإعلام كما سخروا منه قبل ذلك في أغنية “التليفزيون”، وبشكل عام هم يسخرون من الجميع بنفس الألفاظ والطريقة والأداء الموسيقي فما الجديد إذا؟ ثم من أين جاء هذا الفريق بكل هذه الثقة التي تجعله قادرًا على السخرية من الجميع رغم أن أداء مغنيهم الصوتي وغنائه النشاز هو أكبر سخرية فنية بشكل عام؟! بالإضافة إلى أن هذا الفريق لا يدرك أن الاعتراض على الأوضاع السياسية والاجتماعية ليس شرطًا رئيسيًا في النجاح! ففي النهاية تظل أغانيهم ضعيفة على مستوى الكلمات والألحان وطريقة الغناء، ثم إن التعامل الرقابي مع هذه الأغنية تسبب في زيادة شعبيتها رغم ضعف مستواها الفني.
فضلاً عن أن فريق “كايروكي” اعتمد على تسويق ألبومه الأخير في الوسائل الإعلامية، بأنهم أول فنانين يقدمون ألبوما كاملا مصورا على “يوتيوب” وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق، ففي العام الماضي أصدر مطربنا وأستاذنا أحمد الحجار ألبوم “أبويا الحبيب” وكان مصورا بالكامل ونشرت أغانيه على “يوتيوب” فهو له الفضل الأول في هذه الطريقة الدعائية المبتكرة، وما يقوله كايروكي من أنهم أول من فعلوا ذلك مجرد كذب أو محاولة لسرقة مجهود فنان آخر، أو ربما هم لا يعلمون من الأساس أن هناك فنانا اسمه “أحمد الحجار” ولم يستمعوا إلى آخر ألبوماته، وهذا أيضا أمر في غاية السوء يدل على أنهم لا يطلعون على تجارب الآخرين لكي يتعلموا منها.
**عبد الباسط حمودة: مغني شعبي مصري ولد في أبو قير بالإسكندرية، وهو واحد من أفضل وأهم الأصوات الشعبية المصرية، ولديه العديد من الأعمال الناجحة مثل “أنا مش عارفني، سلفني ضحكتك، أدفع نص عمري، الدنيا جرالها إيه، مفيش مستحيل”.