نقلًا عن المصري اليوم
اسمها لم يتردد فى «الميديا» إلا فى الـ48 ساعة الأخيرة، فهي ليست فيفي ولا دينا ولا صوفينار ولا كوشنير، أتحدث عن الراقصة غزل التى رحلت أثناء إجرائها جراحة دقيقة، وبدأت «الميديا» تردد اسمها وأتصوره بالمناسبة «اسما فنيا».
البعض أقام حفلة ع «النت» معتبراً رحيلها هو جزاء ممارستها الرقص، خاصة أنها كانت قد أجرت قبلها جراحة لتكبير الثدى، فصارت طبقا لهذا المقياس ذنبها مضاعفاً، فهل الموت عقاب من الله؟
أتذكر جيدا عام 1986 وتحديدا فى شهر إبريل، كان الشيخ صلاح أبو إسماعيل والد الشيخ حازم أبو إسماعيل، يُقدم خطبة الجمعة فى جامع صلاح الدين بحي المنيل، وكان معروفاً أنه من المعارضين المتزمتين، ووقتها كان الشاعر الكبير صلاح جاهين قد دخل فى مرحلة الغيبوبة التي تسبق الموت، فقال أبو إسماعيل دخل صلاح فى الغيبوبة ونعته بصفة غير لائقة، وأضاف الحمد الله على الغيبوبة ما أخرجه الله منها، ودعا أن يقصف الله أجله، وردد وراءه بعض المصلين آمين، ودعيت أنا ربنا ألا تصدق كلمات الشيخ أبوإسماعيل، ويعود إلينا سالما معافى، يوم أو يومان وجاء خبر رحيل صلاح جاهين واعتبرها البعض واحدة من الأمارات التي تحسب لصالح أبوإسماعيل، كان التيار الإسلامى المتزمت كثيرا ما يوجه الاتهامات لـ«جاهين» بسبب أفكاره وأشعاره ورسوماته التي اعتبروها ضد الدين، رغم أنها فقط ضد النظرة المتخلفة للإسلام، كانت قد ترددت تلك الإجابة على لسانه فى أحد البرامج الإذاعية التى يُقدمها واحد من أساطين وأسطاوات الميكروفون فى بلادنا طاهر أبوزيد، والذي سأل جاهين عن أعظم فنان كاريكاتير فى الكون؟ فقال عندما أنظر للمرآة وأمعن النظر أتأكد أن الله أعظم فنان كاريكاتير! وهى كما ترى لا تمس أبدا الذات الإلهية فى شىء، إلا أن النظرة الرجعية أحالتها إلى ازدراء أديان.
حكى لى المهندس الراحل نبيل ابن الموسيقار الكبير محمد فوزى، أنه وجد نفسه مشغولا بسؤال يؤرقه، هل أبوه الذى أسعد الملايين ولا يزال، سيدخل الجنة أم مصيره النار؟ وعندما التقى الشيخ على جمعة عندما كان مفتيا للديار المصرية وجدها فرصة لسؤاله؟ أجابه نعم يدخلها وعدد له أغنيات دينية رددها محمد فوزى حبا فى الله، وحتى أغانيه العاطفية لم يرفضها على جمعة، ولكن نبيل عاجلة قائلا، لكن يا مولانا أنا شفت أبويا يشرب الخمر فى الحفلات؟ رد عليه هل تأكدت أنه يشرب أم يجامل أصدقاءه ويحمل فقط الكأس؟ أجابه لست متأكدا، فقال له إذن محمد فوزى فى الجنة بإذن الله.
ليس مهما للإنسان أن يكون عالما فى القرآن حتى يدرك عظمة الإسلام وتسامحه وأن رحمة ربنا تتسع لكل شىء.
الراقصة غزل إنسان، الله وحده هو الذى يملك سرها، لا أحد يعرف ما الذى قدمته فى حياتها، كانت تحية كاريوكا تملأ الدنيا رقصا ولكنها أيضا كانت تملؤها خيرا وجدعنة، وعندما يتعرض أي إنسان للظلم أو تعلم أن فنانا لا يجد قوت يومه تنفق عليه من جيبها، وعندما يرحل تتكفل بالكفن ومصاريف الجنازة، وتظل تمنح عائلته إعانة شهرية لمواجهة نفقات الحياة.
موت غزل فتح الباب لفضح إهمال المستشفيات، التى تأخذ أموال الناس ثم تضعهم على أول الطريق السريع للموت.
تلك هى القضية التى علينا أن نناقشها، أما من يدخل الجنة ومن مصيره النار فالعلم عند الله.