هل تخيلت يوما كيف كانت منطقة العباسية المكتظة بالسكان، والتي لا تهدأ من الحركة نهارا أو ليلا، منطقة “على أطراف العاصمة”؟، وهي الآن قلب العاصمة القاهرة. لكن هذا بالفعل ما كانت عليه منطقة العباسية قبل مئات السنين.
لكنه الزمن الذي يجعل من الصحراء، مدنا عامرة، والغيطان الممتدة على مرمى البصر، غابات من الأسمنت، وجعل العديد من معالم الأماكن مثل الشوارع والترع والبحيرات والغيطان، مجرد ذكرى.
الاسم الأول لمنطقة العباسية هو “صحراء الريدانية”، التي شهدت العديد من الحروب ومنها الحرب الشهيرة بين طومان باي والسلطان سليم الأول العثماني، والتي انتهت بهزيمة طومان باي وإعدامه على باب زويلة.
وتمر السنوات، ويأتي الخديوي عباس حلمي الأول، وتُنسب هذه الصحراء إلى اسمه، وهو الذي أنشأ المباني في هذه المنطقة، بالإضافة إلى المستشفيات، وأولها مستشفى الأمراض النفسية الموجودة هناك حتى الآن، وذلك بسبب نقاء الهواء.
نقاء الهواء دفع الحكام على مر العصور، لإقامة العديد من المستشفيات في هذه المنطقة، من بينهم “مستشفى الدمرداش، مستشفى دار الشفاء، المستشفى الإيطالي-أمبرتو الأول، المستشفى اليوناني، المستشفى الفرنساوي الذي أصبح مستشفى للطيران، مستشفيات جامعة عين شمس، مستشفى حميات العباسية، مستشفى الزهراء الجامعي التابع لجامعة الأزهر، مستشفى صدر العباسية، مستشفى عين شمس التخصصي، مجمع كوبري القبة العسكري”.