تعتبر مباريات الزمالك والمصري من أكثر مباريات كأس مصر إثارة ودائماً نتيجتها خارج التوقعات، حيث التقى الزمالك مع المصري في 20 مباراة في كأس مصر وفاز الزمالك في 11 مباراة وتعادل الفريقان في 4 مباريات بينما فاز المصري في 5 مباريات، ودائماً كانت مرات انتصار المصري على الزمالك في الكأس خلال مباريات تاريخية..
كان أول فوز للمصري على الزمالك في الدور قبل النهائي لكأس مصر في موسم (45/44) وفاز (3-1)، ولكن كان هذا الفوز بمثابة لعنة على المصري حيث فاز بعدها الزمالك على المصري في تسع مباريات متتالية ومنها الفوز (3-0) في نهائي موسم (57/56)، واستمر الكعب العالي للزمالك على المصري من الأربعينيات وحتى بداية الثمانينيات، ولم يصعد المصري على حساب الزمالك إلا في موسم (75-76) حينما انسحب الزمالك من المواجهة في الدور ربع النهائي بسبب أزمة طوبة “عمر عبد الله” في مباراة المحلة الشهيرة..
ولكن المصري عاد متألقاً في فترة الثمانينات وفاز على الزمالك ثلاث مرات في أربعة أعوام في الدور ربع النهائي، وشكَّل عقدة لنادي الزمالك في تلك الفترة أيام الجيل الذهبي للمصري في فترة الراحل الحاج “سيد متولي”، والذي كان يضم الحارس الكبير”عادل عبد المنعم”، “مصطفى أبو الدهب”، “حسام غويبة”، “علاء مرسي”، “طارق سليمان”، “جمال جودة”، “مجدي إمام” والنجمين الإيرانيين “برزكري”، “قاسم بور” والنجمين الكبيرين “إينو”، “مسعد نور”.
ولم يفز الزمالك طوال الثمانينات إلا مرة واحدة في دور ربع النهائي موسم (88/87)، ليكسر العقدة ويحصد بعدها البطولة ويجمع بين الدوري والكأس في فترة تولي القدير “عصام بهيج” تدريب الزمالك، وبعدها يتبادل الفريقان الفوز بركلات الترجيح فيفوز الزمالك في موسم (90/89) ويعود المصري ليفوز في موسم (93/92).
وبعدها تأتي المواجهة الأخيرة بين الفريقين في كأس مصر في دور ربع النهائي موسم (2005/2004) حينما نجح الحاج “سيد متولي” في تدعيم فريقه بمجموعة كبيرة من النجوم المحترفين المصريين العائدين من أقوى الأندية الأوروبية وهم “نادر السيد”، “محمد عمارة”، “سمير كمونة” والأهم كان خطفه التوأم “حسن” من الزمالك، بعد ظهور بعض المشاكل في تجديد إدارة الزمالك لهما بعد أن نجحا مع الزمالك في إحراز جميع أنواع البطولات سواء محلية أو عربية أو إفريقية، وكان المصري وقتها أول نادٍ في مصر يستطيع إيقاف قطار الأهلي القوي بجيله الذهبي بقيادة “أبو تريكة” والداهية “مانويل جوزيه”، حينما تعادل معه لأول مرة في مباراة الدور الثاني لدوري (2005/2004) وهي المباراة التي حرمت الأهلي من تحقيق رقم تاريخي بالفوز بالدوري المصري دون أي هزيمة أو تعادل وتسببت في إصرار إدارة الأهلي على خطف “نادر السيد”، “أكوتى منساه” من المصري..
وعودة إلى مواجهة الزمالك والمصري؛ والتي كانت تقام بنظام الذهاب والإياب، وحظيت باهتمام غير عادي نظراً لما صاحبها من أحداث لا سيما انتقال التوأم من الزمالك إلى المصري وخروج الأهلي من الدور السابق بضربات الترجيح أمام غزل المحلة، وكان العميد “حسام حسن” عند حُسن توقع جماهير المصري، وخطف الهدف الأول في مباراة الذهاب في بورسعيد في الدقيقة 20 قبل أن يتعادل “وائل القباني” من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول ويعود المتألق “كمونة” لتسجيل هدف الفوز في الدقيقة 74.
وفي مباراة العودة بالقاهرة يتقدم “جمال حمزة” بهدفين في الدقيقتين 36 و39، ويقلل الفارق المهاجم “محمد ذكرى” في الدقيقة 43، ثم يقضي “صلاح مارادونا” على آمال الزملكاوية بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 59، ليصبح لزاماً على الزمالك تسجيل هدفين، وتنتهي المباراة بالتعادل وصعود المصري.
ولكن تظل مباراة الزمالك والمصري في دور ربع النهائي لكأس مصر موسم (83/82) هي الأشهر في تاريخ الفريقين، حيث تعادل الفريقان في المباراة الأولى (0-0)، وكان نظام البطولة يقضي باعادة المباراة المتعادل فيها، وأقيمت المباراة الثانية في الإسكندرية، وتقدم الإفريقي “هنري طومسون” للزمالك في الدقيقة 4 بهدف عالمي، وظل الزمالك متقدماً طوال المباراة واقترب من تحقيق الفوز، ولكن حدث خطأ عجيب من حارسه “عادل المأمور”، حينما خطف منه المتألق “جمال جودة” الكرة وسجل هدف التعادل التاريخي في الدقيقة 90، ليصل الفريقان إلى الوقت الإضافى، واستغل المصري الدفعة المعنوية بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 90، وتوتر لاعبو الزمالك، وسجل النجم الكبير “إينو” الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 96، من تسديدة صاروخية، وتكهربت الأمور للزملكاوية عندما نجح “مجدي إمام” في إضافة الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 115، وتصور الجميع أن الهدف هو رصاصة الرحمة للزملكاوية لكن النجم السوداني “رشيد العبيد” سجل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 117، واحتبست الأنفاس في الدقيقة 120 حين احتسبت ضربة جزاء لنادي الزمالك، فأهدرها “إبراهيم يوسف” وخرج الزمالك في واحدة من أشهر خساراته أمام المصري في كأس مصر، والغريب أنه في العام التالي فاز المصري على الزمالك أيضاً في مباراة ربع النهائي، بهدف من تسديدة صاروخية من النجم “إينو”.
والطريف أن المصري لم يفز بكأس مصر في أي مرة من المرات الست التي أُخرج فيها من الزمالك من البطولة، وكأن لعنة الزمالك تحل عليه!!!! ولم يفز بالكأس إلا في موسم (98/97) وهي البطولة التي لم يلتق فيها مع الزمالك ولكن فاز على الأهلي في الدور قبل النهائي بضربات الترجيح.
واليوم، تعقد كل جماهير بورسعيد الأمل على النجم “حسام حسن” لتحقيق فوز تاريخي على الزمالك، بعد أن كان آخر فوز في آخر مواجهة بين المصري والزمالك في كأس مصر من نصيبه كلاعب؛ فهل يفعلها العميد كمدرب؟؟!!