“من لم يمت في الأهرام لم يمت”، مقولة شائعة، دللت على أهمية وداع المتوفى، بنعنيٍ يحمل اسمه، في صفحة “وفيات الأهرام”، وكأنها شهادة توديع للراحل، وتخليد لاسمه، إلا أن قائلها لم يتوقع يوماً أن تفاجئنا الأهرام في سابقة لم يعتدها القاريء من قبل بتخصيص حوالي نصف صفحة فقط للوفيات في الفترة الأخيرة.
قرار مفاجئ، ولعله صادم لقراء الأهرام، الذين اعتادوا على تصفح صفحة “الوفيات”، حاور “إعلام دوت أورج“، مجدي إسماعيل، المدير التنفيذي، لإدارة الإعلانات المبوبة، والمسئول عن صفحة الوفيات، للوقوف على أسبابه، التي نرصدها فيما يلي:
1- بدأ الاهتمام بنشر التعزية أو النعي قديماً جداً مع بدايات الأهرام وإن اقتصرت المساحة الصغيرة المخصصة له وقتها، على العائلات الارستقراطية من الباشاوات والأعيان سواء من صعيد مصر أو وجهها البحري.
2- بعد ثورة 23 يوليو بدأ هذا التقليد في الانتشار ليشمل مختلف فئات الشعب، لتزداد تدريجياً مساحة النشر المخصصة للوفيات باعتبار “الأهرام” الوسيلة الأقرب للإعلان، وقتها.
3- تأثر “الأهرام” شأنه شأن جميع المؤسسات في مصر حاليًا بالحالة الاقتصادية، ومع ذلك وبالرغم من قلة أسعار منافسينا إلا أننا مازلنا الأكثر نشراً للإعلانات المُبوبة، وصفحة الوفيات، ومستوانا في العمل أفضل أيضًا.
4- بالرغم من وجود الإنترنت كوسيلة أسرع من الجريدة إلّا أن هناك قُرّاء مازال ولاءهم للأهرام وحريصين على نشر النعي والتعزية على صفحاته ومن أشهرهم عائلة الأباظية والتهامي.
5- نشارك بالرؤية الفنية فقط ولا نفرض صيغة معينة للنعي، وإن اختلفت عن الماضي، حيث أصبح يُذكر فيها معظم أسماء أفراد عائلة المتوفى وعائلات النسب كذلك.
وفي نفس السياق، واستكمالًا للإجابة عن سبب قرار “الأهرام”، بتقليص صفحة “الوفيات”، كشف مجدي هيكل مدير إدارة شباك الإعلانات بالأهرام لـ”إعلام دوت أورج”، عما يلي:
1- توزيع الصحف المطبوعة قل بشكل عام، إلا أنه قل جداً في “الأهرام”، فتكلفة الطبعة وصلت حوالي 8 جنيهات، ومع ارتفاع الأسعار ضعف الإقبال على النشر في صفحة الوفيات، وذلك لا ينطبق على الإعلانات التجارية، إلا إذا كانت موسمية مرتبطة بالنشاط السياحي، والمشروعات التي تقوم بها الدولة، فكل الشركات تأثرت ماعدا السوق العقاري.
2- كان هناك زيادة بنسبة ١٠٪ في سعر النشر العام الماضي، ما أثر مثلاً على وجود صور للمتوفين مصحوباً بالنعي فسعر الصورة فقط مقاس (5*4) تكلفتها 5000 آلاف جنيهًا، أما حساب كل 5 كلمات حوالي 218 جنيهًا، فسعر النعي المنشور على مساحة (25 سم * 4 أعمدة) وبصورة يبلغ حوالي 100 ألف جنيهًا.
3- كان أيضًا هناك حرص دائم من الأخوة المسيحيين على النشر في صفحة الوفيات، حيث يتم نشر النعي وقت الوفاة وفي ذكرى الأربعين والذكرى السنوية، وهذا أيضًا قل للأسف،وتوجهوا إلى إعطاء ما سيتم صرفه للتعزية لأسرة المتوفى.
4- من الممكن خسارة عدد من الإعلانات بسبب الجدية في العمل، حيث إن أي خطأ يثبت على الأهرام في عملية النشر “كسقط سهواً أو الحساب الحقيقي لمساحة النعي”، يتحملها الموظف المسئول ويخصم من راتبه.
5- تعويم الجنيه من الأسباب التي أثرت على نشر الأجانب كذلك في صفحة الوفيات، حيث تتم محاسبتهم بالدولار، وحتى إن كان مصريًا وتوفي ودفن في الخارج ولن يقام له عزاء داخل مصر يتم أيضاً محاسبة من يرغب في المجاملة ونشر نعي له بالدولار.
6- وجود مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيس بوك” و”تويتر” قلل كثيراً من حجم الإقبال على نشر خبر الوفاة، أو حتى المجاملة بالتعزية، فيكفي أن ينشر الشخص على حسابه صورة حاملة لشريطٍ أسود وعليها عبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون” ويبدأ في تلقّي العزاء من الأقارب والأصدقاء إلكترونياً.
7- الإقبال على نشر أخبار الوفيات على الموقع الإلكتروني لبوابة الأهرام ضعيف أيضًا، بسبب عدم جواز النشر عليه دون الورقي، مع زيادة تتراوح من ٦٠- ١٠٠جنيه، ويظل منشوراً لمدة أقصاها 15 يوماً.
8- حدث أن أصدر الأهرام حوالي 5 صفحات للوفيات في عدد واحد وأحياناً نؤجل وفيات غير مرتبطة باليوم.
9- أعمل في هذا المجال منذ 30 عامًا، لذلك تعودت في نشر نعي الشخصيات على كافة مستوياتها ومراكزها لذلك أصبحت أكتفي بمقولة: “اللهم ارحم موتانا أجمعين”، دون تأثر.