فاتن الوكيل – هانيا فهمي
خلال استضافته في ندوة أقامها موقع إعلام دوت أورج، استضاف خلالها بعض الإعلاميين من الذين أداروا جلسات مؤتمر الشباب، الذي عُقد مؤخرا في مدينة الإسكندرية. تحدث الإعلامي رامي رضوان عن عدة موضوعات تخص الإعلام المصري، وبرنامجه الصباحي “8 الصبح”، ونظرته لبرامج التوك شو بشكل عام.
نرشح لك : رامي رضوان ودينا عبد الكريم يقدمان ..كواليس جلسات مؤتمر الشباب
إعلام دوت أورج يُلخص هذه التصريحات في النقاط التالية:
1- في الفترة الأخيرة ارتبط الجمهور بالمذيع وبتعليقاته على الأخبار والأحداث أكثر من ارتباطه بالبرنامج نفسه، وللأسف القاعدة الغالبة الآن، أن البرامج يقدمها مذيع واحد، ولكن وجود أكثر من مذيع بنفس البرنامج يتطلب وجود كيمياء عالية بينهم، مثل تجربتي مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج “البيت بيتك” والتي لاقت قبولا وإعجابا من المتابعين.
2- أي مذيع “يرتاح” وهو بمفرده لأنه يستطيع التحكم في إيقاع الحلقة، ولكنني أحب أن يكون معي مذيع آخر حتى يصبح الموضوع الذي نناقشه “دردشة” أمام الجمهور، ويتم عرض وجهات نظر مختلفة مثل تجربة البرنامج “البيت بيتك”.
3- يوجد مميزات لكل وقت يتم تقديم فيه البرامج، فالفترة المسائية تكون مريحة بشكل أكبر في العمل، من حيث الإعداد والتحضير والتجهيز للحلقة، بينما يوجد اختيارات وأنواع عديدة للبرامج في فترة المساء مما يجعل الناس تتنقل بين البرامج والمقارنات تكون أكثر، وهنا تكون المقارنة شيئا إيجابيا بالطبع وتكون حافزا للمذيع للتطوير من نفسه، في حين أن الفترة الصباحية تكون الاختيارات أقل، والبرنامج الصباحي إن كان قويًا فمن الممكن بسهولة أن يكون الأعلى مشاهدة على عكس البرامج المسائية التي يغلب عليها تفضيل المشاهد لمتابعة مذيع بعينه أو أن يسمع رأيا يرضيه فقط، أو لأنه معجب بالـ”شو” الذي يقدمه، أو لأنه يعرض القضايا الاقتصادية بشكل يقنعه.
4- جمهور الصباح مختلف عن جمهور المساء، حيث أن الأخير يتسم بـ”الرحرحة” أكثر، فمن الممكن أن تصل فقرة في برنامج إلى ساعة أو ساعة ونصف، وبعض البرامج تستمر حتى الفجر، أما جمهور الصباح يريد الإيقاع السريع ويريد معرفة كل الأخبار والتفاصيل سريعًا، لذلك نجد في برنامج “8 الصبح” أطول فقرة تكون مدتها 20 دقيقة فقط.
5- ما ينقص البرامج الصباحية هو “مجتمع نشيط ومنتج ويستقيظ مبكرًا”، على سبيل المثال البرنامج الأمريكي “جود مورنينج أميركا” نسبة مشاهدته عالية لأن جميع الناس تستيقظ مبكرًا، إنما في مصر البعض من الجمهور يخبرني أن ميعاد برنامجي في الثامنة صباحًا مبكر جدا، بينما الثامنة صباحًا في الدول الأوروبية تكون الناس بدأت عملها بالفعل، كما أن ضمن الصعوبات التي تواجه البرامج الصباحية والتي تندرج أيضاً تحت بند “الكسل”، هو كسل الضيوف، فالعديد منهم عندما نطلب استضافتهم يعترضوا لأن الوقت مبكر بالنسبة لهم.
6- الأساسي في معايير اختيار مقدمي البرامج الصباحية هي “الطلة”، التي تختلف من إعلامي لآخر، حيث يوجد مذيعين عند مشاهدتهم صباحًا “تحس إن اليوم قفل” على عكس مشاهدته مساءً، من الممكن تقبلّه.
7- لا يهم إن كان المذيع في وسط مجموعة أو بمفرده، ولكن المهم هو ما يتم تقديمه وطالما العمل يتم باجتهاد وإخلاص، سيصل على الفور للجمهور، ووقتما تعاقدت مع قناة dmc كان التعاقد على أن أقوم بتقديم البرنامج بمفردي، إلا أنني طلبت أن يكون معي مذيعين شباب إضافيين ليأخذوا فرصتهم، مثلما أخذت فرصة في برنامج “صباح أون” من قبل.
8- صعود مذيعة من مقدمات “8 الصبح” لتُقدم البرنامج بشكل أساسي إلى جانبي، أمر يعتمد على اجتهادهن، ونحن لا نفكر أبدًا في البرنامج، بتحجيم دور أي شخص.
9- أعتبر وجود مذيع قوي إلى جانبي في البرنامج عنصرا محفّزا لي، قد يرى البعض أن هذا الوضع “مقلق” أو أنه قد “ياكل الجو”، ولكنني لا أفكر فيها بهذا الشكل على الإطلاق، بالعكس فإنني أرى أن هذا الوضع محفزا ومشجعا على العمل والتطوير والاجتهاد لوضع بصمة خاصة، والفكرة ليست بمدة حديث الإعلامي، قد نقول كلمة تساوي ألف كلمة من أي شخص يجلس بجانبنا.
10- كان من الممكن أن أتفق مع الرأي القائل بأنني أقدم برامج صباحية بسبب هدوئي، عكس ما يقال عن مقدمي البرامج المسائية، لكن تجربة برنامج “البيت بيتك” مع هذا النجاح الذي حققته، والحوار الهادئ المنضبط، أثبت العكس، فهذا الحوار الهادئ المنضبط في برنامج البيت بيتك “طيّر وزير” لأنه تم توجيه الأسئلة الصحيحة في التوقيت الصحيح والرد لم يكن مناسبًا فأدى إلى إقالته.
11- فكرة عمل لقطات إعلامية مثيرة تختلف من شخص لآخر، “في حد لو عمل شو، ممكن الموضوع ياكل مع الناس” وعندما يجد أن هذا الأسلوب لاقى نجاحًا يستمر فيه، بينما يفشل مذيع آخر في هذه الطريقة و”تألش منه” ولا يصدقه أحد، ويوجد نوع آخر يقوم بإبراز شخصية على عكس شخصيته الحقيقية وطبيعته إنما يرى أن هذه الطريقة تنجح مع الفئة المراد مخاطباتها.
12- أحاول مشاهدة جميع البرامج المسائية لأنني أهتم بأن أرى كل مذيع يقوم باستضافة من وفيما يتناقش وكيف يناقش، لا يحالفني الحظ دائما بمتابعة الجميع بحكم استيقاظي مبكرًا بينما يوجد برامج تستمر حتى الفجر، ولكنني أحاول المرور على كل البساتين لأخذ زهرة.
13- ما أكره رؤيته في البرامج هو “قلة الأدب”، أو ما يحدث من بعض الإعلاميين الذي يجدون سعادة في مشاهدة “عبث وهمجية” من الضيوف، ليضمن نسب مشاهدة عالية.
14- ليس شرطًا أن يقدم المذيع التلفزيوني برنامجًا بالراديو، لكن لأن بطبيعة الحال الآن أصبح لدينا عددا كبيرا من المحطات الإذاعية فالعديد منهم يحرص على انضمام الإعلاميين الذين لديهم جمهور، لتقديم برامج بالمحطة حتى يتمكن الجمهور الذي لا يجد وقتًا لمشاهدته في التلفزيون، من الاستماع إليه في الراديو.
15- فكرت في إذاعة برنامج “8 الصبح” بالراديو في نفس وقت بثه، وكان ذلك قبل تجربة الإعلامي عمرو أديب، إلا أن البرنامج الصباحي في راديو 9090 “محترم وراقي جدًا”، مما جعلني أخجل من عرض طلبي هذا، حتى لا يتم فهم طلبي أنه مقابل وقف برنامج آخر.
16- أفضل في الراديو المواد البسيطة وليست الخفيفة، لأن المستمعين في السيارات لا يعطون كامل تركيزهم للراديو، وبالتالي يجب أن تكون الموضوعات بسيطة حتى يتم استيعابها جيدا، كما أنه لا مساحة لمناقشة الموضوعات الثقيلة في الراديو، لذلك نجد أن البرامج الإذاعية الناجحة في أوقات الذروة من 4-7 تكون “البرامج اللايت” التي تعتمد على الألعاب أو المواضيع المسلية مثل برنامج سالي عبد السلام “اتمسوا” على راديو 9090، أو برنامج خالد عليش “معاك في السكة” على راديو نجوم إف إم.
17- برنامج “تفرق” الذي أقدمه على راديو 9090 يقدم قضايا اجتماعية وليست سياسية، لأن مساحة السياسة موجودة في برنامج “8 الصبح” لذلك أحرص أن أقدم موضوعات اجتماعية مختلفة، حيث لا يكون الهدف هو إبراز مواضع تقصير الحكومة لأنه موجود بالفعل في البرامج الأخرى وفي البرامج التلفزيونية، ولكن هدف البرنامج أن أقول للناس “تفرق لو إحنا اتحركنا مش لازم نستنى الحكومة تتحرك”، وأحاول دائمًا توضيح فكرة أنني لا أقول ذلك لإعفاء المسؤولين من مسؤوليتهم، ولكن كما عليهم مسؤولية فنحن أيضًا علينا مسؤولية، ونعطي أمثلة لطريقة تعاطي بعض الشعوب الأخرى مع قضايا عدة لإيصال رسالة مفادها “عندما يقرر الشعب أن يتحرك في اتجاه صحيح سيتمكن من تحقيق الإصلاح”.
18- صعوبة الراديو تكمن في مدى تقبل أو رفض المستمع لصوت المذيع، فبمجرد تقبل صوته سيبدأ في التفاعل مع الجمهور، وفي الراديو يجب إيصال الانطباعات المختلفة مثل السخرية والجدية والانفعالات عمومًا بالصوت فقط على عكس التلفزيون الذي تساعد فيه لغة الجسد على إيصال الفكرة، ولكن الإذاعة “أريح” لأن الكاميرات الموجودة بالإذاعة ليست مثل التلفزيون لأن المذيع يظل منتبهًا للميكروفون فقط على الرغم من وجودها، بالإضافة إلى التفاعل مع الناس وهو من أفضل مميزات الإذاعة بالنسبة إلى.
19- السوشيال ميديا قد تبتز إعلامي أو صحفي أو مسؤول، وفكرة الابتزاز في حد ذاتها هي فكرة فاشلة تعبر عن ضعف في وجهة النظر لدى صاحبها، لأن صاحب وجهة النظر القوية يقوم بمناقشتها إنما الابتزاز الذي يؤدي إلى الاستفزاز أراه غير مجدي، وهذا السلوك لن ينضبط، وأغلب حملات الهجوم على أشخاص بعينها لا تكون طبيعية إلا إذا كان موضوعًا مستفزًا مثل أزمة مباراة الفيصلي، إنما عند قيام حملة على شخص بعينه تكون بسبب كارثة عملها هذا الشخص إما تكون حملة ممنهجة تجاهه.
20- تم شن حملة ممنهجة ضدي عندما كتبت على فيسبوك منشورًا له علاقة بالحجز على أموال أبو تريكة، وعندما نقلت هذا المنشور على تويتر اضطررت لاقتطاعه إلى عدة مقاطع، فقام موقع إخواني بتصوير آخر تدوينة فقط والتي إن وضعت مع باقي المضمون ستحمل معنى آخر تمامًا، ودخل “جيش أبو تريكة” لمهاجمتي وسبّي، وكنت عندما أعرض البوست كاملًا على أحدهم يدرك أن كلامي لا يسيء إلى أبو تريكة.
21- لن ألجأ لإغلاق حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي مهما بلغ السباب والهجوم من الحملات الممنهجة. وإغلاقي لحسابي يعني انتصارهم عليّ، وأنا لا أهزم بسهولة، وبالتالي ففي واقعة أبو تريكة لم أغلق الحساب، ولم أقوم بمسح التدوينات.
22- تفاعل المذيع على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أمر “ظريف”، ولكن البروتوكول الموجود بوسائل الإعلام الأجنبية يؤكد أن الإعلامي لا يحق له ذكر آرائه حتى على حساباته بالسوشيال ميديا، وجملة “آرائي تعبر عني بشكل شخصي” التي تكتب في التعريف الخاص لحسابات المذيعين هنا ليست موجودة بالخارج لأن قانون المنشآت الإعلامية يمنع ذلك.
23- أتمنى عمل حوار مع الزعيم عادل إمام، فهو مقل في الظهور، وعندما أشاد بي في عزاء والدة الإعلامي وائل الإبراشي وقال لي أنني أحسن مذيع في مصر، قلت له أن هذا وسام على صدري وشهادة أعتز بيها، وفي إفطار الأسرة المصرية بشهر رمضان الأخير، كرر إشادته بي مرة أخرى وعبّرت له عن حبي، وقلت له “أنا مهما وصفت لك مش هقدر اقولك أنا قد إيه بعشق عادل إمام”.
24- لدي العديد من الملاحظات على الشأن العام أريد عرضها على الرئيس السيسي إذا أقام اجتماعًا مع الإعلاميين، ويوجد محاولات لتطبيق الملاحظات التي سبق وعرضناها على الرئيس في الاجتماعات السابقة، على سبيل المثال عندما عرضنا فكرة ميثاق الشرف الإعلامي على الرئيس أخبرنا بأن نجلس سويًا، لنتفق على تقديم مستندا به البنود التي نراها وهو ما لم يحدث والرئيس “رمى الكورة في ملعب الإعلاميين”.
25- لم تكن هناك أجندة لاجتماعات الرئيس مع اللإعلامين، حيث كانت الاجتماعات نقاشية حول شتى الملفات، سواء الملف الاقتصادي أو السياسي أو العلاقات الخارجية أو أبرز القضايا التي يهتم الناس بها أو حرية الإعلام وأدواره.
26- ليس لدي معلومة حتى الآن هل سيعقد الرئيس اجتماعًا بالإعلاميين قريبًا أم لا، وأرى أن الرئيس عندما تولى الرئاسة كان حريصا على الجلوس مع الفئات المختلفة في المجتمع، وأرى في اعتقادي الشخصي أن كم الملفات الموجودة حاليًا لا يعطي مساحة من الوقت ليجتمع الرئيس بالإعلاميين مثلما كان يحدث، وأتمنى عقد اجتماعات بين الرئيس وبين الشباب الذين يعملون في المجال الإعلامي.
27- من الممكن أن يكون سبب عدم تفاعل الرئيس مع البرامج الصباحية مثل تفاعله مع البرامج المسائية سواء بالمداخلات الهاتفية أو الاستجابة للمناشدات، أن فترة الصباح هو وقت عمل، لكن من المؤكد أن هناك متابعة واستماع لما يُعرض في البرامج الصباحية، ومن الوارد أن يكون سبب مداخلات الرئيس في البرامج المسائية هو استهداف شريحة أكبر من المشاهدين، وأتمنى أن يقوم الرئيس بعمل مداخلة هاتفية معي في برنامج “8 الصبح”.