وليد رشاد يكتب: المصري والكأس.. غرام وانتقام..

“المصري” من أكثر الأندية المصرية معاناة مع بطولة كأس مصر، فهو الفريق الأعلى في نسبة الخسارة في المباريات النهائية في البطولة، حيث وصل للمباراة النهائية تسع مرات ولم يفز إلا في المرة الأخيرة فقط، أو بمعنى آخر، المصري خسر ثمانِ نهائيات، وكان المصري منتظماً في خسارته لنهائيات الكأس، حيث خسر ثلاث مرات في العشرينيات والأربعينيات أمام الأهلي، ثم خسر مرة أمام الترسانة وبعدها مرة أمام الزمالك في الخمسينيات وعاد في الثمانينيات ليخسر ثلاث نهائيات أخرى أمام الأهلى أيضاً، فقد كافح المصري منذ بداية الكأس موسم (22/21) ولم يحصل على الكأس إلا في موسم (98/97).

وكانت أكتر الفترات التي ركز فيها المصري من أجل الفوز ببطولة هي فترة الثمانينيات بعد أن حلم عضو مجلس إدارة النادي وقتها، الحاج “سيد متولي”، بالحصول على بطولة، وبعد أن أصبح رئيساً للنادي فتح خزائن أمواله لتحقيق ذلك الحلم بالتعاقد مع أفضل اللاعبين المصريين والأجانب، بالإضافة إلى تعاقده مع أفضل نجوم العالم في الخمسينيات، “بوشكاش”، لتدريب المصري، بعد النجاح المدوي لتجربة زميله “هيدوكوتي” مع الأهلي، وأيضاً تعاقد مع اللاعبين الإيرانيين “قاسم بور” -أفضل صانع ألعاب في قارة آسيا- وزميله “برزكري”، في التجربة الوحيدة للاعبين من إيران في الدوري المصري!!!! وجلب أفضل نجوم مصر مثل “إينو” من مصنع 36 الحربي بمبلغ 3 آلاف جنيه، “جمال جودة” من الأهلي بمبلغ 5 آلاف جنيه، وكذلك الحارس الكبير “عادل عبد المنعم” الذي لم يجد فرصة في الأهلي في ظل وجود العملاقين “ثابت البطل” و”إكرامي”، فرحل إلى المصري ورحل زميله “أحمد ناجي” إلى الترسانة، بينما ظل “أحمد شوبير” -أيوب الكرة المصرية- صامداً يكافح حتى حصل على فرصته في حراسة مرمى الأهلى، بالإضافة إلى النجم البورسعيدي المحبوب “مسعد نور”، والذي أطلق عليه الناقد الراحل “نجيب المستكاوي” اسم “مسعد نور السلام”، نسبة إلى مدينة دار السلام عاصمة تنزانيا، لتكرار تسجيله أهدافا في مرمى المنتخب التنزاني!!!! بينما أطلق عليه الجمهور البورسعيدي اسم “الكاستن” نسبة إلى أبو فروة الذي يعشقه البورسعيدية.
ونجح الجيل الذهبي للمصري في الاقتراب من أهل قمة الدوري الأهلي والزمالك، وحصل على المركز الثالث في موسمين متتالين (80/79)، (81/80) ووصل لنهائي كأس مصر ثلاث مرات؛ مواسم (83/82)، (84/83) ثم (89/88)، وفي المرات الثلاث خسر أمام الأهلي في المباراة النهائية.
ولكن كانت أشهر مباراة نهائية في تاريخ المصري هي مباراة موسم (84/83)، حيث لعب المصري بقوته الضاربة، في ظل غياب بعض نجوم الأهلي الكبار -مثل: “محمود الخطيب”، “مصطفى عبده”، “طاهر أبو زيد”، “مجدي عبد الغني”- لرفض اتحاد الكرة مشاركتهم بسبب أوليمبياد “لوس أنجلوس”، وضاعف من إثارة المباراة تقدم المصري بهدف “حسام غويبة” في الدقيقة 77 أمام جماهير الأهلي الغفيرة في إستاد القاهرة، وظن الجميع أن الكأس في طريقها لبورسعيد مع إهدار لاعبي المصري لعدة فرص سهلة، وترددت الإشاعة الشهيرة أن الحاج “سيد متولي” بدأ يستعد لتسلم الكأس من مندوب الرئيس، وتردد أنه بدأ ربط كرافتة البدلة، والتي كانت مفتوحة من انفعاله أثناء المباراة!! ليفاجأ الجميع -بما فيهم الحاج “سيد” نفسه- باللاعب “علاء ميهوب” يحرز هدف التعادل للأهلي من انفراد في الدقيقة 90، بعد أن اعتقد بعض لاعبي المصري أنه متسلل، ليطير الكأس من بورسعيد ويعود للقاهرة، خاصة أن الأهلي استغل حماسة لاعبيه بعد تحقيق التعادل القاتل، وسجل هدفين متتالين في الوقت الإضافي، مستفيداً من انهيار لاعبي المصري، وكان السبب في تلك الهزيمة فنياً بحتاً حينما ألح المدرب المصري “عوض الحارتي” على المجري “بوشكاش”، بإجراء تغيير، رغم أن النجم المجري كان متفقاً مع “جمال جودة” نجم هجوم الفريق، على استمراره في المباراة وحتى النهاية، ولكن أمام إصرار “الحارتي” فكر “بوشكاش” في الدفع بالمدافع “حسين قضية” بدلاً من “جودة” لتأمين الدفاع وخطف الكأس، فأشار إليه “الحارتي” بأن “قضية” (وشه وحش!!!!)، وطالبه بإشراك لاعب الوسط المهاجم “طارق سليمان” بدلاً منه، والذي أضاع هدفين محققين، وبدلاً من تأمين الدفاع وزيادته، انفرد “علاء ميهوب”، وكانت نقطة التحول وضياع الكأس، وكأن لعنة مباراة الزمالك والمصري في موسم 83/82، قد حلت على فريق المصري عندما خطف “جمال جودة” تعادلاً قاتلاً أيضا من الزمالك في الدقيقة 90 من المباراة الشهيرة.
ورغم أن الراحل “سيد متولي” ظل يحلم بتحقيق بطولة الكأس للنادي المصري إلا أن البطولة الوحيدة لكأس مصر التي حققها النادي المصري كانت في موسم (98/97)، خلال فترة رئاسة غريمه التقليدي “عبد الوهاب قوطة”، وللأسف توفي الحاج “متولي” ولم يحقق المصري خلال رئاسته أي بطولة رسمية!! وفي النهاية لابد أن نشير إلى أن لقاء الأهلي والمصري في نهائي الكأس موسم (2017/2016) سوف يكون النهائي السابع بين الأهلي والمصري، وقد فاز الأهلي في الست نهائيات السابقة، فهل يفعلها المصري في النهائي السابع أم يحقق الأهلي “السباعية الكاملة”؟؟!!