قال فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، إنه رفض منصب وزير الثقافة في منتصف الثمانينات عندما تم إبلاغه بنبأ ترشيحه للمنصب من قِبَل الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء وقتها، لأن مصر كانت تعاني من “قحط ثقافي”.
أضاف “حسني” في حوار خاص مع الإعلامي محمد الباز مقدم برنامج “90 دقيقة” على شاشة المحور، اليوم الخميس، إنه ابن وزارة الثقافة لكنه كان ينظر للمنصب من الخارج، وكان رفضه بسبب ما تعانيه مصر من “قحط” في الثقافة، مؤكدا أن الثقافة شيء والعمل الثقافي شيء مختلف تمامًا، لأن دوره في العمل الثقافي أن يرى المبدع ويقدمه للشعب وليس كل مبدع له قيمة وتأثير، مضيفا “في خم كتير في الثقافة”.
تابع الوزير الأسبق أنه بعد موافقته على المنصب ذهب لمكتبه مكتئبا حيث كان يشعر بثقل المهمة، ومما زاد ضيقه أنه وجد مبني الوزارة لا يليق بمسمى وزارة الثقافة حيث وجدها فيلا غير مجهزة، فبدأ في إعادة ترتيب المخازن، لافتا إلى أنه تولى المنصب كخدمة للوطن، ولم يكن يتطلع لأي منفعة من وراء المنصب.
في نفس السياق، قال الوزير الأسبق إنه تعرّض لاستجوابات كثيرة في مجلس الشعب السابق، كما تعرض لنقد شديد غير مبرر مما جعله يقدم استقالته. مستطردا: “لكن شخصيات سياسية كثيرة طلبت مني العدول عن الاستقالة”.
وحول دخوله في السياسة، قال “حسني” إن السياسة لا يمكن تعلمها لكنها موهبة وهو فنان محترف لكنه سياسي هاوي، مؤكدا أن السياسة لم تجعله يخسر شئيا لكنه كسب من ورائها الكثير لأنها ثقافة.
من ناحية أخرى، انتقد الوزير أكشاف الفتوى المنتشرة أخيرا في المترو حيث قال “مصر دولة متحضرة وعيب يا جماعة مش للدرجة دي إحنا دولة مش مجهولة ولينا بصمة”، كما أكد على أنه مع فكرة تجديد الخطاب الديني من الأفكار التي تدعو للتطرف الفكري والتركيز على المعاني الجمالية، موضحًا أنه كان قد اقترح إنشاء لجنة ثقافية دينية لكنه تعرض لهجوم شديد وقتها حينما كان في الوزارة.