إسلام وهبان
في السنوات الأخيرة أقبل الكثير من الموهوبين والمبدعين على طرح أفكارهم ومواهبهم عبر موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”، خاصةً مع عدم وجود القدرة المالية أو التقنية لدى البعض لتقديم ذلك عبر شاشات التلفاز، لكن من الجديد أن تجد قناة على “يوتيوب”، متخصصة في تقييم الكتب، وتقديم حلقات عن القراءة، في وقت أصبحت القراءة فيه ليست من أولويات المجتمع.
ندى الشبراوي، صاحبة إحدى هذه القنوات، والتي تحمل اسم “دودة كتب”، كشفت خلال حوار خاص مع “إعلام دوت أورج” عن أسباب شغفها بالقراءة، وتفاصيل تحويل فكرة تقييم الكتب إلى برنامج، ورؤيتها للوسط الأدبي الفترة الحالية، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- أنا من مواليد عام 1995، بمدينة المحلة الكبرى، تخرجت في كلية حقوق إنجليزي جامعة المنصورة، وعملت مدرسة لفترة بإحدى المدارس بمدينة المنصورة، لكني فضّلت بعدها العمل الحر في مجال تعليم اللغة الإنجليزية.
2- حبي للقراءة بدأ قبل تعلمي للقراءة والكتابة، عندما كنت أرى أخي يقرأ مجلات “ميكي”، مما جعلنى أتعلم القراءة قبل التحاقي بالمدرسة، لأتمكن من قراءة المجلات بمفردي، ووجدت تشجيعًا كبيرًا من عائلتي بعد ملاحظتهم شغفي بالقراءة، فوفروا لي أهم مجلات الأطفال التي كانت معروفة في تلك الفترة.
3- خلال المرحلة الابتدائية قرأت معظم كتب مكتبة الأسرة التي كانت تصدر وقتها، كذلك سلسلة “هاري بوتر” المترجمة، وفي نهاية تلك المرحلة كنت قد بدأت من الاقتراب من كتب الأدب والتعرف عليها، مثل مؤلفات الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، ودكتور يوسف زيدان، الذي تربيت على مؤلفاته، فقد قرأت رواية “عزازيل” وأنا في الصف الخامس الابتدائي.
4- هناك علاقة متميزة تجمعني بدكتور يوسف زيدان، بدأت عن طريق رسالة أرسلتها إليه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حينما كنت بالصف الثالث الإعدادي، أخبره بأنني قرأت كل مؤلفاته، وفوجئت برده على رسالتي بشكل طيب، حيث أوضح لي أن هناك أعمالا أخرى لم أقرأها بعد، وبعدها توالت الرسائل والمقابلات في العديد من الندوات والصالونات الثقافية له.
5- كان من ضمن الأهداف التي وضعتها لحياتي خلال المرحلة الثانوية، أن أصل إلى قراءة 1000 كتاب قبل بلوغي سن الثلاثين، وكان هذا الرقم كبيرا بالنسبة لي وقتها، فقد وصلت وقتها لقراءة حوالي 100 كتاب فقط، لكن مع الوقت وخلال دراستي الجامعية وجدت أن هذا الرقم ليس صعبا، خاصة مع مواظبتي على القراءة بشكل يومي، واعتبار القراءة عادة يومية لا يمكن التخلي عنها، وقد وصلت الآن لقراءة ما يزيد عن 700 كتاب في مجالات شتى، وأنا مازلت في الثانية والعشرين من عمري.
6- “دودة كتب” هو لقب أطلقه أصدقائي، لشغفي بالقراءة، لكن فكرة القناة وتقديم برنامج عن الكتب، عرضتها علي صديقتي الكاتبة والسيناريست غادة عبد العال، مؤلفة مسلسل “عاوزة أتجوز”، وذلك بعد تقديمي للعديد من “الريفيوهات” عن الكتب، سواء عبر حسابي الشخصي على “فيس بوك”، أو على موقع “goodreas” الشهير، فقررت بمعاونتها تقديم تقييمي للكتب من خلال حلقات مسجلة على موقع “يوتيوب”، وتم تنفيذ الفكرة في منتصف فبراير الماضي.
7- أحاول من خلال حلقات “دودة كتب”، تناول مجالات مختلفة ومتنوعة من الكتب، سواء في الأدب أو الاقتصاد أو السياسة أو علم النفس، حتى لا يكون البرنامج مقتصرًا على فئة أو نوع معين من القراء أو المهتمين بمجال معين، وأرى أن أصعب المجالات التي يمكن تقديمها للقارئ هو علم الفلسلفة، لأنه يحتاج إلى نوعية معينة من القراء.
8- “دودة الكتب” يتم تسجيل حلقاته بمنزل الكاتبة غادة عبد العال، ويقدم يوم السبت من كل أسبوع، حلقة أقوم فيها بتقييم آخر وأهم الكتب التي قرأتها، كذلك أقوم ببث “لايف”، في منتصف الأسبوع، على “فيس بوك”، ويتم عمل حلقة أخرى نهاية الأسبوع للحديث عن أهم الأسئلة أو الموضوعات التي أثيرت في الـ”لايف”.
9- من الحكايات العجيبة عن حبي الذي يراه البعض غير طبيعي للقراءة، هو إصراري على النزول للعمل في الشتاء القارص، رغم وجود رصيد إجازات كاف، وذلك لخوفي من تضيع فرصة القراءة في المواصلات، وعدم إمكانية توفير نفس الوقت خلال وجودي بالمنزل، وكثيرا ما كان ينصحني أصدقائي بالابتعاد قليلا عن القراءة بذلك الشكل، والالتفات لأمور حياتية قد يرونها أهم، خاصة مع توافر وسائل كثيرة للترفيه والمتعة زادت مع انتشار مواقع السوشيال ميديا.
10- أؤمن بمقولة “قليل دائم خير من كثير منقطع”، وهذا هو الأسلوب الأمثل للقراءة، فمن يرغب في أن يجعل القراءة جزءًا من أسلوب حياته اليومي، عليه أن يضع وقت محدد أو عدد ساعات محددة، ولو كانت قليلة، فقط يلتزم بها، فأنا أحدد لنفسي عدد من الساعات وأقوم بتوزيعها على مدار اليوم، وقد يصل الأمر إلى القراءة في المواصلات، أو الاستيقاظ قبل موعد عملي بوقت كاف للقراءة، وأجد في ذلك متعة رهيبة، فالقراءة أصبحت جزء من روتيني اليومي، وليس مجرد عادة أقوم بها وقت فراغي فقط.
11- كثير من الكتب التي قرأتها هي كتب إلكترونية بصيغة “pdf”، وذلك لارتفاع أسعار بعض الكتب خاصة الموسوعات، وعدم توافر بعضها ورقيا، لكن أقوم بشراء الكتب للكتّاب المفضلين لديّ، أو إذا أردت اقتناء سلسلة قمت من قبل بقراءة أجزاء منها ورقيا.
12- لا أفضل كتابات الرعب، رغم انتشارها الفترة الأخيرة، لكنني أحب كتب التشويق أو الجريمة، كذلك لا أهتم بقراءة الرواية الرومانسية المبالغ فيها، وقد قدمت من قبل حلقة بعنوان “أدب المحن الإسلامي”، انتقدت فيه ذلك النوع من الكتابات، وأعتقد أن رأيي الشخصي في البرنامج ليس نقدا أدبيا بقدر ما هو تقييم شخصي لما قرأته، لذا لا أخشى غضب بعض الأصدقاء من انتقاد أي عمل أدبي.
13- رغم كتابتي للشعر، إلا أنني لا أفضل تقييم دواوين شعرية، خاصة بعد تزايد عدد كتّاب شعر العامية بعد ثورة يناير، وعدم جودة المنتج الأدبي المقدم، ونظرة البعض للكتابة بشكل تجاري وليس فني، وملاحظ بشدة ترك عدد كبير من الموهبين بصدق للساحة الشعرية، مثل الشاعر الشاب أحمد الطحان، الذي أرى أنه من أفضل المواهب الشعرية الفترة الماضية.
14- وجدت أن هناك اهتماما كبيرا، بما أقدمه من تقييم للكتب، حتى من قبل “دودة الكتب”، فأتذكر أن أحد منشوراتي العام الماضي على “فيس بوك”، حصل على أكثر من 500 مشاركة، وكنت أتحدث فيه عن أهم الكتب التي قرأتها خلال 2016، كذلك بعد تقديمي لبرنامج “دودة الكتب”، وجدت اهتماما وتفاعلًا كبيرًا، أكد لي أن نسبة القراءة في مصر أصبحت كبيرة، وأن المهتمين بها في تزايد مستمر لكنه غير ملحوظ لدى الكثير.
15- هناك عدد كبير من كبار الكتّاب الذين أثروا في شخصيتي من خلال كتاباتهم، أبرزهم الكاتبة الراحلة دكتورة رضوى عاشور، بالإضافة إلى الكاتب الكبير بهاء طاهر، والدكتور منسي قنديل، كما أن هناك من الكتّاب الشباب من أهتم بشدة بكتاباتهم، منهم الكاتب طلال فيصل، والكاتب وليد فكري، والكاتب إياد حرفوش، صاحب رواية “انهيار برج بابل”.