جدل بسبب عنوان أول عدد تحت إدارته، لون جديد للوجو الجريدة، فصل بين مضمون النسخ المطبوعة والنسخة الإلكترونية، تحقيقات ومتابعات بمذاق مختلف، هكذا يمكن أن نلخص التحول الذي طرأ على جريدة “البوابة” بعد تولي الكاتب الصحفي أحمد الخطيب رئاسة تحريرها مؤخرا .
ما سبق طرح العديد من الأسئلة حول الخط التحريري للجريدة، ومدى تدخل مالكها عبد الرحيم علي النائب والصحفي المعروف بصاحب الصندوق الأسود، وقدرة فريق العمل الحالي على تنفيذ خطة “الخطيب” الطموحة للغاية كما تؤكد تصريحاته التالية لإعلام دوت أورج .
1- إسناد هذا المنصب لي، بمثابة تحدٍ كبير، وأعمل على تطوير المؤسسة بشكل عام، والتي قد بدأت ملامحها في الظهور خلال الأيام الماضية، حيث إنني اعتمد في التطوير على الزاوية البصرية والمحتوى التحريري، لذلك أهتم بالصحافة الاجتماعية والإنسانية بشكلٍ كبير، وستكون مساحة المحتوى السياسي في النسخة الورقية لـ”البوابة” صغيرة، بسبب تغطية الموقع للأخبار على مدار اليوم بشكل لحظي، بالإضافة إلى وجود مشاكل في العلاقة بين السياسة والقارئ، كما أن الأخير يميل حاليًا إلى المحتوى الإنساني، وسيكون هناك مساحة كبيرة للعناوين الوصفية والقصص الإخبارية الاجتماعية من جميع المحافظات وليست القاهرة الكبرى فحسب.
2- الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس “البوابة”، اتفق معي على عدم التدخل في الشئون التحريرية للمؤسسة، حيث إنه لا يعرف المواقف الرمادية، لذلك يُمارس حياته السياسية من خلال عضويته في مجلس النواب، حتى لا تتأثر الجريدة سلبًا بسبب تلك المواقف، فأولويات السياسة التحريرية للمؤسسة هي دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة، والشرطة، والأزهر والكنيسة، بخلاف مؤسسات الدولة، والمواطن، والدليل على ذلك مانشيت “ضد الحكومة” الذي ظهر عقب حادث “قطاري الإسكندرية” وتُعتبر الجريدة هي الوحيدة التي أعلنت التفاصيل التي تضمنها الخبر.
3- اعتدنا على انطلاق مدرسة صحفية جديدة من حينٍ لآخر، تنتشل الصحافة من منطقة الركود والجمود إلى التطوير، بدءً من جريدة “الوفد” مرورًا بـ”الأهالي” و”الدستور” برئاسة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والتي ظلت لفترة طويلة على عرش قمة الصحافة، بالإضافة إلى “المصري اليوم”، نهاية بـ”اليوم السابع” التي عملت على الجانب الالكتروني الأكثر تفاعلية مع القارئ، لذلك أتمنى أن تكون “البوابة” صاحبة المدرسة الصحفية الجديدة التي تُحدث تطويرًا كبيرًا خلال الفترة المُقبلة.
4- النسخة الورقية لـ”البوابة” تصل لمحافظات مصر المختلفة، لكن لا أهتم بنسبة التوزيع، لأنها بمثابة مؤسسة غير هادفة للربح، والهدف الرئيسي يُكمن في توعية الجمهور، وتقديم الخدمات، ومواجهة الإسلام السياسي ومكافحته.
5- الصحف الورقية تُحقق خسائر مادية، لكنني لا أهتم بنسبة التوزيع، بقدر اهتمامي بالتأثير وتقديم صحافة مُختلفة، واعتقد أنني استطيع تحقيق ذلك، في مدة عامٍ واحد، بسبب اعتلاء موقع “البوابة” عرش الصحافة الالكترونية، فهو رقم واحد في مصر، بالإضافة إلى حدوث حالة انتعاش سياسي واقتصادي في مصر خلال الفترة المُقبلة، لذلك منحت لي الفترة حتى 30 يونيو المُقبل موعدًا لحصاد النتائج الأولية لخطة التطوير التي شهدتها المؤسسة .
6- تجربة الدفع الالكتروني، التي أطلقتها جريدة “المقال” جيدة للغاية، لكن أعتقد أن الوقت الحالي لا يسمح بتطبيقها، بسبب الفجوة الموجودة بين القارئ والصحافة، لذلك نهتم حاليًا بكسب الثقة مُجددًا وتحسين العلاقات ويكون المتلقى حريصًا على متابعة الصحافة، فضلًا عن تطوير المهنة وتقديم شيء مختلف، وبعد تنفيذ تلك الجوانب، قد أطبق هذه الإمكانية بعد دراسة شاملة للموضوع.
7- عنوان “كرهت الله” الذي ظهر في العدد الأول تحت رئاستي، أحدث صدى كبير، وتلقيت ردود فعل دولية على خلفية هذا العنوان، كما أن المجلس الأعلى للصحافة كان ينوى تقديم شكوى والتحقيق في الأمر، لكنه تفهم جيدًا أنه عنوانًا مجازيًا ومهنيًا وعبارة عن وصف لحدث معين، وهو إلحاد مجموعة من السلفيين.
8- محررو “البوابة” من أفضل الصحفيين في مصر، وذات كفاءة عالية، وأبدوا استعدادهم التام للتفاعل مع طريقة إدارتي الجديدة عليهم، لذلك أطالبهم دومًا بضرورة بذل جهد كبير بهدف تطوير المؤسسة بشكلٍ عام، ومتفائل بهم جميعًا بسبب تعاونهم وإدراكهم لطبيعة الأمور، فـ”البوابة” تضم كفاءات كثيرة على المستوى الإداري والمهني.
9- هناك دورات تدريبية للمُحررين من حينٍ لآخر، وتقييم بصفة دورية، ومجموعة الصحفيين التي استعان بها الدكتور محمد الباز في تجربة “الدستور” الجديدة، أمر طبيعي، و”البوابة” لا تتأثر بذلك القرار، لأن المؤسسات الصحفية المُختلفة تشهد حالة من النشاط والحراك من فترة لآخرى.
10- لا أرحب بتناول مُحرري “البوابة” الأوضاع المُتعلقة بالمؤسسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حال حدوث ذلك، سوف يكون هناك إجراءً تجاهه، بالإضافة إلى عدم إعطاء الفرصة لمُحرر له علاقة عدائية حادة مع الدولة والقوات المسلحة، ويكون مُنتميًا لأفكار جماعة الإخوان المسلمين والحركات الإرهابية والمتطرفة الأخرى، وبالتأكيد لا أهتم بالآراء السياسية للمحررين سواء كانت مؤيدة أو معارضة لسياسات الحكومة، حيث إن ذلك يقع داخل إطار الحرية الشخصية.
11- “البوابة” تُقدم خدمةإخبارية جديدة للقارئ، وهي عبارة عن موجز أخبار، حيث يتم إطلاق خمسة مواجيز يوميًا، منهم ثلاثة باللغة العربية، وواحد باللغة الإنجليزية والأخير باللغة الفرنسية، ويُقدم هذه الخدمة مجموعة من أبناء المؤسسة.
12- انضم عددًا كبيرًا من الكتاب إلى الجريدة، منهم أحمد المسلماني، وخالد منتصر، ومحمد علي خير وبشير حسن، كما اهتمامي يتجه نحو استقطاب الشباب للكتابة وإتاحة الفرصة لهم.
13- الـ”لوجو” الخاص بـ”البوابة” لن يشهد تغييرًا على الإطلاق لإنه عظيم، لكن تحوّل لونه على الموقع الالكتروني وفي النسخة المطبوعة إلى الأزرق، بسبب إعجابي الشديد بتجربة “الجارديان”، والموقع لا زال تحت مرحلة التطوير، وسوف يتم إطلاق أقسام جديدة خلال الفترة القليلة المُقبلة.
14- جارٍ حاليًا تأسيس مركز دراسات عالمي، مقره في باريس، تابع للمؤسسة، حيث يتولى إدارته الدكتور عبد الرحيم علي، وسيهتم بنشر مؤلفات الإسلام السياسي بعدة لغات، وسوف يتم الانتهاء من مرحلة التجهيزات مطلع الشهر المقبل.
15- أؤيد قرار “الأعلى للإعلام” بعدم نشر صور المتهمين في الصحف، لكن سألتزم بتنفيذ هذا القرار مع المتهم الجنائي فقط، بينما أنشر صور الإرهابيين لأنه من الضروري مواجهة هذه الظاهرة بعنف، كما أنني لن أتعامل مع بيانات التنظيمات الإرهابية أو نشرها، لأن ذلك يُعد أمرًا غير مهني، ونشرها يُعد جريمة وخيانة وعداء للدولة، فضلًا عن اهتمام “البوابة” بمواجهة الإسلام السياسي ومحاربته في كل مكان.
16- مجلس نقابة الصحفيين يؤدي واجبه بشكلٍ جيد، لكن انتظر منه قرارات تُساهم في ضبط الأوضاع والقضاء على صحافة “بير السلم”، فضلًا عن ضبط العلاقة بين القارئ والصحافة، حيث فقد الأول الثقة بسبب عدم مهنية البعض ونشر الشائعات، كما أن شريحة من الصحفيين تُعاني من عدم التدريب والتوثيق، لذلك المجلس لديه فرصة ذهبية لإعادة الثقة من خلال الضوابط والميثاق الأخلاقي.