كيف عاد "بيرم" و "سيد" إلى الإسكندرية؟

محمد عبدالشافي

في الإسكندرية، تلك المدينة الساحرة التي تغنت باسمها فيروز، وذاب في عشقها سيد درويش، وترعرع على أرضها بيرم التونسي؛ هناك، حيث الجَمال سمة من أهم سمات المدينة، وجدنا مكانا يُدعى “بيرم وسيد”، فهو مزيج بين كونه مقهى ثقافيا أو مكتبة لبيع الكتب واستعارتها أو صالونا ثقافيا أو مكانا للندوات الشعرية والثقافية، فقررنا نحن –إعلام دوت أورج– مقابلة مُلاك المكان، وهما شاعران من أهم شعراء الإسكندرية؛ الشاعر أحمد شبكة والشاعر محمد السيد.

1- “بيرم وسيد”، هو مساحة سكندرية خالصة تقدم الفن والأدب مع “فيو” الجميل؛ يستقطب المكان الناس الذين بهم ضائقة من أي شيء، حيث تجد هنا صالونات ثقافية، ندوات شعرية، كما تجد مكتبة للاستعارة وأخرى للبيع، كل ذلك مع المشروب الذي تحبه، ولكنه ليس في الكافيه!

2- جاءت البداية نتيجة للغيرة، حيث إن هذه الفكرة متاحة وبكثرة في القاهرة؛ فالإسكندرية في حاجة أكثر لمثل هذه الأماكن، فتكونت الفكرة، بحيث يكون “بيرم وسيد” مَعلمًا ثقافيًا لمن يريد أن يتعرف على المناخ الثقافي في المدينة، سواء من الأقاليم أو حتى من القاهرة.

3- للتسمية مرجع، ومرجوعها إلى الشاعر الكبير “بيرم التونسي” وفنان الشعب “سيد درويش”، حيث إنهما من الرواد، كل في مجاله، وبما يمثلانه للسكندريين من رموز ثقافية، كان الاتفاق على أن يكون الاسم مأخوذا منهما معا.

4- يتألف المكان من مجموعة غرف؛ فعندما تدخل تجد إلى يسارك “الصالون” وأمامك ستجد حجرة “بيرم” وبجوارها حجرة “سيد”، ثم ممرا يأخذك إلى “الكهف” “والورشة” يسارا ويمينا، ثم تجد أمامك مكتبة البيع وبجوارها مكتبة الاستعارة، وفي النهاية الحجرة الملهمة، “رسائل البحر”، والمكان عموما ستجده بسيطا، أنواره خافتة وروحه خفيفة، بما يجعلك -إن زرته مرة- لابد وأنك ستكررها.

5- الفئات العمرية لرواد المكان، ما بين 16 سنة و25 سنة، حيث إن الإقبال على ما يقدمه “بيرم وسيد” من أنشطة إقبال كبير، وخصوصا ورش تعليم “المزيكا”، ما بين الجيتار والعود والكمان، كما توجد ورشة لتعليم الرسم وكتابة السيناريو، وهناك “قعدة عود” كل يوم خميس، كما يوجد هناك مكتبتان؛ واحدة للبيع وأخرى للاستعارة، ونظام رائع للاستعارة، حيث يمكنك -بجنيه واحد في اليوم- أن تستعير أي كتاب من مكتبة البيع، وإذا نويت شراءه بعد ذلك، فستأخذ خصما نسبته 10%، في محاولة من المكان لتوسيع دوائر القراءة لرواده من خلال هذه الفكرة.

6- حتى الآن، يتم الاعتماد على العلاقات الشخصية في جذب مثقفي القاهرة -وكبار الكتاب عموما- إلى المكان، حتى يتسنى لهم مقابلة جمهورهم في الإسكندرية، ولكن هناك ثقة أنه مع الوقت سيصبح المكان قبلة لمثقفي القاهرة والأقاليم أيضاً.

7- يوجد موعد ثابت لـ “قعدة عود وغُنا” كل يوم خميس من الـ 7 إلى الـ 9 مساءً؛ وصالون شهري للكاتب مؤمن المحمدي، ويوم 14 أغسطس كان هناك توقيع الشاعر عادل سلامة لديوانه، مع ندوة مفتوحة؛ والسبت 19 أغسطس، توجد “جماعة نون” التي تقدم نشاطا نسويا خالصا كدعم نفسي للمرأة؛ ويوم الجمعة 25 أغسطس، سيحل الكاتب الكبير عمر طاهر، ضيفا في ندوة مفتوحة تحت عنوان “آيس كريم في الأزاريطة”.

8- نسعي للمزيد من النجاح إن شاء الله، وطموحنا أن يكون “بيرم وسيد” قبلة لمثقفي الإسكندرية، يجد بها كل ما يحلم به، وأن يعلم كل زائر للإسكندرية أن هناك مكانا، يحترمه ويقدم ما يهمه، اسمه “بيرم وسيد”، فحلمنا أن نتشعب أكثر في تقديم الأنواع المختلفه للفنون -كتعليم النحت والرسم والفنون التشكيلية-، ونحلم بمسابقة باسم المكان لا تقدم جوائز بل تقدم دعما معنويا، ونريد تفاعلا أكثر على صفحة المكان على الفيس بوك.