تحتل العيون صدارة كلمات أغنيات المطربين في الماضي والحاضر ولكن ليس كل مطرب يستطيع أن يصل للملايين بعيون أغنياته وهنا يأتي في صدارة القائمة المطرب الأسطوري عبدالحليم حافظ عندما تغنى للعيون سواء عندما قال “أبوعيون جريئة” أو عندما غنى واحدة من أجمل الأغاني الدرامية العربية على الإطلاق وهي “بتلوموني ليه ..لو شفتم عينيه حلوين أد إيه” والإثنتان كانا ضمن أغنيات أفلامه ولكن ما يميز الأخيرة حالة الصدق الشديدة التي كان عليها “حليم” وما تم الكشف عنه عن طريق أصدقاءه من أن هذه الأغنية جاءت مع قصة حب عاشها حليم مع صاحبة هذه العيون التي أسرت قلبه بعدما التقى صاحبتها صدفة ولكن لم تكتمل قصة الحب وماتت تلك السيدة حسب روايات أصدقاءه الذين عاصروا تلك القصة وخرجت الأغنية لتعبر عن حالة الحب الشديدة التي عاشها حليم وحسب مذكراته التي نشرت في مجلة “صباح الخير” عام 1973، وأعادت مجلة “الشباب” نشر أجزاء منها عام 2012.
يقول حليم: “إنها ذات العيون الزرقاء التى اكتشفت من خلال حبى لها أن للحياة معنى وأن الشمس من حقها أن تشرق كل صباح وأن الغروب من حقه أن يأتى وأن الإنسان من حقه أن يتنفس.. كانت جميلة للغاية وأشتاق إليها الآن وعاشت قصة حبى لها خمس سنوات، هى الآن ذكرى..لا أعرف كيف تتحول الضحكة واللمسة والأمل والحلم إلى ذكرى.. إننى ما رأيت فى حياتى عيونًا فى مثل جمال عينيها، أول مرة رآيتها كانت في لندن بينما كنت أتسوق فى “هارودز” وكانت بصحبة إحدى صديقاتها وتسمرت قدمي ثم انصرفت وعلى شاطىء ميامى “بالإسكندرية” كانت الصدفة حيث رآها للمرة الثانية ولم يصدق عيناه ودار بينهما حديث عابر، وبدأت قصة الحب حتى رحلت فجأة بعد مرضها.
وتصبح الأغنية واحدة من أنجح وأشهر الأغنيات التي تحدثت عن العيون وجمالها وجاذبيتها، ولكن الجمهور لم يشاهد صاحبة العيون الفاتنة كما قال عنها مطربهم المحبوب وظلت في خيالهم كذلك أو يتخيلها الجمهور كل حسب هواه ولكنها ظلت جميلة كما ذكر مطربهم! وتعاطف معه جميع جمهوره لحد البكاء! بعد سماع الأغنية التي كتبها مرسي جميل عزيز ولحنها كمال الطويل.
الآن وبعد أكثر من نصف قرن يأتي مطرب آخر عمرو دياب وهو الأشهر والأنجح محليًا وعربيًا منذ ٣٠ سنة ليناجي حبيبته والتي يتردد أنها ممثلة شابة لاتزال في بدايات الطريق ولكنها بسبب الأغنية أصبحت الأكثر بحثًا عبر الإنترنت! فوجيء جمهور عمرو فور طرح الألبوم بوجود أغنية اسمها “أجمل عيون” كلمات ترك آل الشيخ وألحان عمرو مصطفى وما أن أستمع لها الجمهور حتى انطلق حوارًا بينهم عبر جميع وسائل التواصل الإجتماعي لتنقلب الدنيا رأسا على عقب بعد أن كشفت الأغنية عن صاحبة العيون المقصودة من خلال برج “مولدها” ليتجدد حديث شائعات الارتباط بينه وبين الممثلة الشابة والمستمر منذ أكثر من عام دون رد واضح منهما ولكن الفرق بين عيون “حليم” وعيون “دياب” أنها في الأولى مجهولة وظلت في خيال المستمعين رمزًا لجمال وسحر العيون كما ذكر “عبدالحليم” أم في الأغنية الحالية فالعيون معروفة عن ظهر قلب ولذلك كان النقد قاسي ضد الممثلة الشابة من جانب معجبات عمرو دياب! وبدأت مقارنات بينها وبين زوجات عمرو السابقات ولكن بعد الضجة تحدث ملحن الأغنية وقال إنه يقصد زوجته التي تنتمي لنفس البرج!؟ هل يعقل أن يغني مطرب مثل عمرو دياب أغنية لا تعبر عن مشاعره وأحاسيسه الخاصة!؟ ولكن حتى الآن لم يخبرنا عمرو بشكل مباشر عن صاحبة العيون التي تغنى لها من تكون وربما كشف في يومٍ ما عنها ، ولكن المؤكد أن المطرب دائمًا ما يغني كلمات تعبر عن حالات نفسية خاصة به.
وبين عيون حليم ودياب كانت هناك عيون “بهية” للمطرب الشعبي محمد العزبي وكانت لها أيضًا نصيبًا كبيرًا من الشهرة الجماهيرية لدرجة تكرار غناءها عن طريق أكثر من مطرب مصري وعربي، وأيضًا محمد فوزي عندما غنى لزوجته وبطلة أفلامه مديحة يسري،: “داري العيون داريها السحر ساكن فيها..عيون تشوفك تنده لك برموش تشاورعالخدين وعيون تقول لك بعد النهاردة أقابلك فين”.. وكتب كلماتها عبدالعزيز سلام ولحنها فوزي.
وحتى ظهور أغنيات جديدة تظل عيون أغنيات عبدالحليم وعيون أغنيات عمرو دياب الأشهر في والأكثر جماهيرية.